من روح الاتحاد، برزت قوة المرأة التي أثبتت جدارتها في العالم الواقعي الذي يهتم بحاجات الناس، حتى وصلت إلى العالم الافتراضي، وقدمت خدماتها عبر الميتافيرس. كل هذا بفضل دعم حكومة الإمارات وقادتها، الذين مهدوا للمرأة الطريق لتكون مميزة محلياً وعالميّاً، ولتكتب على سطور التاريخ: «أبدعنا في الخمسين عاماً منذ التأسيس.. فماذا عن العام 51 لليوم الوطني الإماراتي». لقاءات مع مبدعات إماراتيات، قدمنّ تهنئتهن بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي، وتحدثن عن مشاريعهن في 2022 التي تدفعهن إلى طريق الابتكار في 2023.
دبي | لينا الحوراني Lina Alhorani
تصوير | غيث طنجور Ghaith Tanjour
محمد فوزي Mohamed Fawzy
عبد الله رمّال Abdullah Rammal
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2178 من مجلة سيدتي
كاتبة ومديرة مشاريع في القطاع الحكومي أسماء الجناحي:المرأة تستطيع أن تؤثر وتغيّر مهما كان موقعها
إنسانةٌ لمسنا رقتها منذ بدء جلسة التصوير معها، استهلت حديثها بشكر فريق عمل مجلة سيدتي على اختيارها شخصية إماراتية في أغلى مناسبة على قلوبنا، في يوم نحتفل به بعيد الاتحاد، العيد الوطني للإمارات... هي الكاتبة ومستشارة لتطوير الأعمال ومديرة مبادرات والمؤثرة أسماء الجناحي، التي تجد أنه من الصعب أن يتحدث الشخص عن نفسه، كما كشفت أن رقّتها، مصدر قوتها، أما الإنسانية فهي استلهام القيم الدفينة فينا.. توصف أسماء بقدرتها على اختيار الكلمات المناسبة لإيصال رسالتها التي في الغالب تحتوي على معاني الامتنان، وعلى الرغم من بساطتها فهي تنتبه إلى أدق التفاصيل في أي عمل أو مشروع تقوم به؛ لأنها تؤمن بأن التفاصيل الصغيرة قد تصنع فارقاً كبيراً في المحصلة النهائية، عملها يتميز ببناء روح الفريق والولاء المؤسسي، كما أنّها مبادرة بطبيعتها، أما عن الصفات التي لا تحب التعاطي معها فهي الكسل والاتكالية وانغلاق الفكر، وأجواء التشاؤم والسلبية.
دبي | لينا الحوراني Lina Alhorani
إشراف وتنسيق أزياء ومجوهرات | رنا الطوسي Rana Al Tousi
مساعدة تنسيق | إيتشو مائيسترادو Icho Maestrado
تصوير | نيكوليتا بارو Nicoleta Buru
مكياج وشعر | جوليا رادا Julia Rada
تصوير فيديو | عبد الله رمال Abdulla Rammal
موقع التصوير | فندق The Ritz Carlton DIFC بدبي
الشّغفُ عنواني
أسماء إنسانة شغوفة بالعمل والإنجاز وإحداث التغيير الإيجابي، تلتزم بقيم قادتها ودولتها، وأهمها الإنسانية والتسامح والعطاء، كما تقول، تميل إلى إيجاد سبل الحوار مع الآخرين، وتشارك الخبرات والمعارف معهم، وترك بصمة إيجابية في نفوسهم.
وجود المرأة في المجال الحكومي، الذي عملت فيه، ليس سهلاً عليها، لماذا اخترت العمل فيه، وهل ينتابك شيء من التردد في اتخاذ القرارات؟
لا أعتقد أن العمل الحكومي في الإمارات صعب بالنسبة إلى المرأة في ظل وجود قادتنا الملهمين، فالصعوبة تضمحل في وجود حب العمل، وكل يوم هو تحدٍّ جديد ودرس جديد بالنسبة إلي. ولأنني بطبيعتي أحب اكتساب الخبرات، أحب عملي هذا، وأعدّه شغفي، وأعدّ الإخلاص والتفاني فيه خدمة واجبة للوطن.
بالعودة إلى سؤالك عن العمل في القطاع الحكومي، كنت قد نشرت سابقاً على منصتي المفضلة (لينكيدإن) استبياناً حول رغبة الموظفين في ترك عملهم في القطاع الحكومي في حال حصلوا على مبلغ كبير من المال، كانت النتيجة أن 25% فقط من المشاركين اختاروا البقاء في وظيفتهم مع إمكانية تأسيس مشروع خاص؛ ما دفعني إلى التفكير: إذا تركت الغالبية العمل الحكومي الذي ينظم المجتمع ويهدف إلى جودة الحياة، فمن سيعمل على تقديم الخدمات، وعلى تطوير السياسات والتشريعات؟
أما بالنسبة إلى القسم الثاني من السؤال حول التردد في اتخاذ القرارات، فبالنسبة إلي لا أملك الوقت للتردد أو الخوف، بل أسخر معظم وقتي للعمل بشغف، للإنجاز والعطاء والمساهمة في التطوير، ولو بقدر قليل.
أنت في زمن أوج تقدم الإمارات ورفعتها، ما الذي يمثله لك يوم الاتحاد؟
يوم الاتحاد الذي أرساه القائد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - هو اليوم الذي توجهنا فيه نحو المستقبل، هو حجر الأساس للمنجزات التي حققتها دولة الإمارات حتى اليوم. وأنا أشعر بالفخر كوني إماراتية عاصرت هذا الازدهار والتقدم في وطني، وبمسؤولية تمثيل بلدي وقيمه الإنسانية والمهنية على جميع الأصعدة.
لا أملك الوقت للتردد أو الخوف، بل أسخر معظم وقتي للعمل بشغف
أقول للمرأة الإماراتية: أنت اليوم امرأة عالمية بفعل التاريخ ودعم القيادة
لا تنسي كونك امرأةً رقيقةً
ماذا تقولين للمرأة الإماراتية في هذا اليوم؟
أقول للمرأة، أنت ركنٌ أساسيٌ في استقرار المجتمع والأسرة، والتمكين الذي نلته ومكّنك من القراءة والتعلم والعمل هو موازٍ للتمكين الذي نلته للتعبير عن رأيك، والذي جعلك أكثر ثقافة لإدارة شؤون منزلك وأسرتك وبناء جيل يتأسس على قيم ومبادئ وهوية وطنية راسخة. تمكينك وقوتك يكمنان في موازنتك بين الحياتين المهنية والشخصية، ولا تنسي كونك امرأة رقيقة حققت إنجازات كثيرة؛ لذلك أنت تستحقين الإشادة والامتنان والدلال كونك جمعت بين كل تلك الصفات. وتذكري أنك من أيام الغوص قوية، تدعمين الرجل. وتديرين المجتمع، تربين وتعملين أيضاً، ومهما اختلفت طبيعة المهمات، فأنت اليوم امرأة عالمية بفعل التاريخ وفعل القيادة.. «ليس شرطاً أن تكون المرأة ذات منصب حتى تُغير وتؤثر.. فالمرأة بلا منصب مؤثرة وبزخم إن أرادت ذلك».
لا أنساق خلف أي حدث
ما الذي جذبك ناحية الكتابة، وما الرسالة التي أردت إيصالها إلى الآخرين؟
أنا شخصية تحلل كثيراً وتتفكر فيما حولها من شخصيات مختلفة، أتأمل في منطق الأمور ولا أنساق خلف أي حدث أو فكرة من دون أن أفكر... اليوم، أكتب على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنصات والمدونات الأخرى، واستطعت نشر مقالاتي في بعض الصحف المحلية والعالمية، فأنا أؤمن بأن الإنسان هو حصيلة ما يملكه من أحاسيس ومعارف وخبرات، وأنا بما أنني إنسان مطالب بمشاركة ما خَبِرته مع الآخرين لتعم الفائدة.
هل تؤذيك آراء الآخرين في كتاباتك، وكيف تتلقينها؟
مقالاتي دائماً تحمل رسائل إيجابية، وربما هذا ما يجعل معظم التعليقات إيجابية. ولكن أياً كانت طبيعتها، فأنا أرى فيها فرصة لي لتطوير نفسي. فالتعليقات السلبية على ندرتها تدفعني إلى محاولة البحث في الجانب التصحيحي فيها، والتعليقات الإيجابية تدفعني إلى الاستمرار في نشر ما فيه من الفائدة والمتعة للمتابعين والقراء.
كيف تشرحين العلاقة التكاملية بين مبادرة «نوابغ العرب»، للشيخ محمد بن راشد ومتحف المستقبل؟
مبادرة «نوابغ العرب» التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد قبل أسابيع عدة، هي جسر ممتد بين مكتبة محمد بن راشد والاحتفاء برواد هذه المكتبة، وهم النوابغ الذين يوفر لهم سموه بيئة حاضنة تحتفي بهم وتقدّرهم، وليس هذا فقط، بل إن من يقود هذه العملية هو «متحف المستقبل» الذي يستهدف تحديد ودعم أهم 1000 نابغة عربي خلال 5 سنوات في مجالات رئيسة وقطاعات حيوية مختلفة... محصلة هذا كله وهذا المثلث المترابط (المكتبة – مبادرة نوابغ العرب – متحف المستقبل) هو أن بناء الاقتصاد والمستقبل بحاجة إلى المعرفة.
تابعي المزيد:في يوم المرأة الإماراتية.. رائدات إماراتيات وصلن أعلى المناصب
تجارب من واقع حياتنا
ما نصيبك من الرياضة، بشكل شخصي؟
أنا من محبي الرياضة بأنواعها، وأخصص لها وقتاً في جدول أعمالي اليومية، كما أحب المشاركة في مسابقات الحواجز، مثل «سبارتان» و«تحدي محاربي الصحراء»، فهي مسابقات مليئة بالتشويق والإثارة والمتعة، وهي تعكس إقبالنا على الحياة، محاولين تخطي العقبات والتحديات التي تواجهنا كل يوم. فأثناء السباق، نمر بتجربة حقيقية لا تختلف عن واقع حياتنا اليومي.
كيف تمكنت من تخصيص وقت لممارسة الرياضة، وما نصيحتك للغارقين في مشاغل الحياة؟
لكي تصبح الرياضة روتيناً يومياً وأسلوب حياة، يجب أن تكون في مقدمة أولوياتك، وفي هذا السياق سيأتي الكثير بعذر كثرة الانشغال وضيق الوقت، والرد عليهم سيكون بأن «المسألة ليست مسألة توافر الوقت، بل تخصيص الوقت»، فمن يخصص ساعة أو اثنتين من يومه لممارسة الرياضة ليس بشخص متفرغ، بل شخص اعتاد تنظيم أولوياته ووقته بما يعود عليه بالمنفعة.
تمكنتِ من تحقيق نقلة نوعية في الإدارة الرياضية وبتِّ حديث الوسط الرياضي؟
كان مجال العمل بصفتي عضوة مجلس إدارة في اتحاد الإمارات للترايثلون مختلفاً تماماً عما عهدتُه خلال سنوات خبرتي في العمل الحكومي، وعليه بذلت جهداً كبيراً للتعرف إلى مجال الإدارة الرياضية حتى أتقنته. وعلى الرغم من التحدي كنت على قدر الثقة لإحداث التغيير المطلوب.
كانت نقطة التحول في وزارة اللامستحيل؛ حيث نظمت جلسة العصف الذهني إيماناً مني بأن المستحيل مجرد كلمة نستخدمها لتبرير تقاعسنا عن العمل، ولأوجه رسالة إلى لاعبي الترايثلون بأنه باستطاعتنا تطوير هذه اللعبة ونشرها، وبناء أبطال يحققون ميداليات دولية وأولومبية، فنحن نستطيع أن نبني قاعدة من اللاعبين المحترفين.
«الدينمو»
ما أبرز إنجازاتك فيه، ولماذا أطلق عليك لقب «الدينمو»؟
تمحورت حول تأسيس الاتحاد وإشهار الترايثلون في أهم وأكبر الأندية في الدولة، وفي بناء الشراكات، وتأهيل المدربين والمحكمين واللاعبين، والحصول على عضويات في المنظمات الدولية، وتعريف المجتمع الإماراتي بهذه الرياضية من خلال تكثيف الظهور الإعلامي على التلفاز وقنوات التواصل الاجتماعي، وإحداث التغيير المطلوب من خلال العمل الدؤوب، إضافة إلى النشاط المستمر، وإطلاق مبادرات رياضية افتراضية متميزة أثناء فترة جائحة كورونا وتوقف الأنشطة الخارجية وصل صيتها إلى خارج الدولة، فالنجاح ما هو إلا حصيلة مجهودات صغيرة نكررها كل يوم. ولأني كنت المحرك الأساسي لكل ذلك، أطلق عليّ لقب «الدينمو»، وأنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر إلى جميع الأعضاء واللاعبين، وكل من ساندني خلال تلك الفترة.
هل تلقيت تعليقات من أحد القادة فيما يتعلق بعملك؟
نعم، كان هناك إشادة من القادة، وأذكر منهم سعيد حارب، الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، في الصحف المحلية بدولة الإمارات عندما وجه دعوة إلى بقية الاتحادات في الدولة للسير على نهج عمل اتحاد الإمارات للترايثلون.
كما صرح عبد الملك جاني، الأمين العام للاتحاد، بأنني كونت نموذجاً وقدوة في الإدارة الرياضية؛ إذ إن منصب عضو مجلس الإدارة ليس منصباً تشريفياً فحسب، بل نزول إلى الميدان، والعمل مع الناس عن كثب.
تابعي المزيد:فتاة العرب.. من هي عوشة السويدي التي يحتفل بها جوجل؟
مقالاتي دائماً تحمل رسائل إيجابية، وربما هذا ما يجعل معظم التعليقات عليها بعيدة عن السلبية
لكي تصبح الرياضة روتيناً يومياً وأسلوب حياة، يجب أن تكون في مقدمة أولوياتك
ألوم نفسي أحياناً على كمية الأحاسيس التي أشعرها من قصص الآخرين، وقد يستنزف هذا الأمر من طاقتي
سأحتفي بمائة ألف متابع
ذكرتِ منصة لينكيدإن مرات عدة خلال اللقاء، وقد تكونين أول من يتطرق إليها خلال لقاء مع مجلة «سيدتي»، فكيف خدمتك واستفدت منها شخصياً ومهنياً؟
إن لينكيدإن منصتي الاجتماعية المفضلة، وقريباً سأحتفي بمائة ألف 100K متابع على هذه المنصة. وهي منصة متكاملة تمكّن مستخدميها من مشاركة مقالاتهم ومدوناتهم ورؤيتهم مع الآخرين، إضافة إلى التفاعل مع أفكار الآخرين، وإرسال الرسائل الخاصة، وتلقي طلبات وعروض العمل.
بالنسبة إلي، استفدت من كل هذه المزايا، وكونت الرؤية والدافع لاستكشاف عالم الأعمال والقطاع الخاص، ومن ثم تمكنت من تأسيس عملي الخاص... أعجبت بهذه المنصة؛ لأنها تسمح للناس من مختلف الاختصاصات من حول العالم بالتواصل ومشاركة خبراتهم ومعارفهم، فهي برأيي «منصة تواصل اجتماعي مهني».
هل هناك صفة لا تحبينها في نفسك؟
ألوم نفسي أحياناً على كمية الأحاسيس التي أشعرها من قصص الآخرين، وقد يستنزف هذا الأمر من طاقتي، خصوصاً أنني شخصية اجتماعية ألتقي العديد من الناس. ولكن أعيد التفكير وأتساءل: ما السيئ في كون الإنسان حساساً يتعاطف مع الناس ويعيش قصصهم ويستشعر مشاعرهم؟!
اليوم يتم برمجة وتغذية الروبوتات وبرامج الذكاء الاصطناعي ببرامج تستشعر مشاعر الإنسان. وأنا لا أتمنى أن يأتي يوم نجد فيه الروبوتات أكثر إنسانية وعاطفة من البشر.
التحديات فرص
ما التحديات التي واجهتها؟
غالباً، عندما نأتي على ذكر التحديات، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو إيجاد حل لمشكلة ما، وغالباً ما ينتابنا القلق ونحن نحاول مواجهتها. فيما أنها يمكن أن تكون إيجابية، إذا واجهناها بعزيمة وروح عالية، واستطعنا أن نبصر الفرص التي تحتويها، فالتحديات عبارة عن فرص جديدة، والبعض يحسن اقتناص تلك الفرص.
التحدي ليس دائماً مرادفاً لأمر سلبي، فحين تفاجأ بتعيين في منصب جديد فهذا تحدٍ إيجابي، وعندما تسمع بقبولك في الجامعة التي تطمح إليها فذلك تحدٍ إيجابي، أو عندما تقرر المخاطرة بدخول مجال ريادة الأعمال، فذلك أيضاً تحدٍ إيجابي. وبالطبع، إن مواجهة التحديات تتطلب إقداماً وجرأة، والكثير من الجهد والمثابرة، ومن دونها ما كنا لنعرف إثارتها ونشوة الانتصار عليها.
لا أتمنى أن يأتي يوم نجد فيه الروبوتات أكثر إنسانية وعاطفة من البشر
مواجهة التحديات تتطلب إقداماً وجرأة، والكثير من الجهد والمثابرة
المهندسة التقنية إيمان الثقفي: عرض مشروعي في إكسبو فرصة كبيرة
أنشأت إيمان أحمد الثقفي شركة «أفيتك» المتخصصة في مجال الواقع المعزز الافتراضي، التي أخذت من الميتافيرس، مقراً لها، وأطلقته في أسبوع الابتكار، في إكسبو 2020، وهي أول شركةٍ إماراتية تقوم إماراتية بتطبيقها على البيئة التي يمكن محاكاتها.. مشروعٌ مصممٌ بطريقةٍ احترافيّةٍ، لدرجة يَصْعُبُ على الأشخاص التمييز بينه وبين العالم الحقيقي.
إيمان مهندسةٌ وخريجةُ كلية التقنية العليا في دبي، تخصص هندسة كهربائية، استوحت مشروعها من العمل عن بعد، في فترة كورونا، الذي بنت فيه بيئةً افتراضيةً كاملةً من الشركة والموظفين، و«نت لاب» لتجريب الأشياء الموجودة في الواقع الافتراضي.. يعرفنا مشروعها إلى التكنولوجيا الحديثة التي تتبناها حكومة دبي، وكذلك الحلول الذكية لتسريع وتيرة العمل، عبر الاستفادة من التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، للارتقاء بمستوى الأداء وتحسين حياة الناس.
نظّارةُ العميل
ترى إيمان أن العديد من المؤسسات العالمية، أصبحت تدرك أهمية الميتافيرس في تعزيز تنافسيتها، تتابع قائلة: «استفدت من استراتيجية حكومة دبي، التي تبنت الميتافيرس ضمن خططها التقنية المستقبلية، وأسست أول شركة إماراتية، مقرها الواقع الافتراضي، نحن نعرض مشاريعنا على لوحة تقنية تمكّن العميل من مشاهدتها، وعندما أسلم مشروعاً معيناً، أعتمد على مبرمج ورسام وموظفين من اختصاصات مختلفة في الشركة؛ حيث يشترط أن يمتلك العميل نظارة، وأطلعه على ما أُنْجِز من المشروع».
عالمٌ مليءٌ بالفرص
هدف إيمان الرئيس من مشروعها، كما تقول، هو إقناع العالم أن الواقع الافتراضي والميتافيرس بيئةٌ عمليةٌ ناجحةٌ للبدء بالمشاريع، شريطة توظيفه بطريقة صحيحة، تعلّق قائلة: «الناس عندما يجربون منتجات تعرضها شركات مقرها الميتافيرس، سيتحمسون لتجاوز خطوات كبيرة توصلهم إلى تقنيات المستقبل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي».
تحدثت إيمان عن التكلفة المبدئية لمشروعها، وهي بين المرتفعة والمتوسطة، وهذا برأيها يعتمد على نوع المشروع، لكن هذه التقنية تخدم المستثمر على المدى البعيد.
عُرِضَ هذا المشروع الفريد في المؤتمرات الواقعية التي تقيمها دولة الإمارات؛ لتكشف للناس صورة جديدة عن هذا العالم المليء بالفرص، تستطرد إيمان قائلة: «أغلب الناس، عندما نطلب منهم التعامل عبر الميتافيرس، يذهب تفكيرهم إلى الأجزاء الكرتونية والألعاب... لكننا نستطيع أن نحول كل شيء إلى فكرة عملية، عبر التوأمة الرقمية. مثلاً، إذا أردنا اختراع تلفون جديد، وعندي كل المعدات بدءاً من قطع الغيار حتى السماعات، أبتكر ذلك من دون الحاجة إلى مبرمجين أو طلبات لاستيراد هذه الأدوات، أخترعه في الواقع الافتراضي، وأحصل على الموافقة، بعدها يتم تصنيعه في الواقع الحقيقي».
كلفةُ موارد أقل
في الملتقى العالمي للميتافيرس في دبي، تم عرض مفهوم الشركة، وهذا ما تعدّه إيمان أكبر دعم وتشحيع حكومي، تتابع قائلة: «أعجبت سارة الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، بالمشروع، وطلبت مقابلتي، واتفقنا على التواصل لإنجاحه والاستمرار فيه... كان عرض مشروعي في إكسبو فرصة كبيرة، ساعدني فيها مجلس سيدات أعمال الشارقة، فقد وفروا لنا المكان، وغطّى الحدث الكثير من القنوات الإعلامية العربية والعالمية، وهذا شجعني على الاستمرار، كما أنني نلت في جايتكس جائزة أفضل مشروع ناشئ لهذا العام، وتستهدف هذه الجائزة العالمية «المرأة في الذكاء الاصطناعي»، فئة الشركات الناشئة». هناك شركاتٌ عالميةٌ كثيرةٌ تتبع لمنصة معترف بها، لكن إيمان قررت أن تبني منصتها الخاصة، التي تعتمد على التشريعات والقوانين التي تقرّها حكومة دبي، كما أن قدرة الواقع الافتراضي على تأسيس بيئة افتراضية كاملة، تسهم في طرح وتقديم الكثير من الأفكار الخلاّقة، والمشروعات الرائدة، بكلفة موارد أقل، تؤكّدُ أنظمةَ التقنيات الحديثة المعمول بها وتستشرف المستقبل، وتضع أسساً ومعايير ديناميكية في ضَوْء التطور الاقتصادي الذي تشهده دولة الإمارات.
تابعي المزيد:إماراتيات سفيرات لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخارج
رائدة الأعمال د. منى الضباح السويدي:شعوري بالوحدة وراء مشروع «هلا جاري»
تُعدُّ الإمارات أكبر بيئة حاضنة للجنسيات حول العالم؛ حيث تضم ما يفوق 200 جنسية من عرقيات وأديان مختلفة، وكل هذا يستدعي خلق أجواء من التآلف والتسامح فيما بينها لضمان بناء مجتمعٍ يحافظُ على الأمان والاستقرار، وهذا ما فكرت به د. منى الضبّاح السويدي، عندما أطلقت مشروعها «هلا جاري».
منى الضباح السويدي حاصلة على دكتوراة في الإدارة الحكومية السياسية، وهي مديرة تنفيذية لشركة ميراديكل للاستشارات والتدريب، والمديرة العامة لشركة «هلا جاري». وهي منصة إلكترونية مخصصة لتلبية حاجات الجيران واستشاراتهم في أي مجتمع سكني. عملت منى مديرةً لتطوير الخدمات الحكومية في رئاسة مجلس الوزراء لسنوات، استخدمت الأدوات التي تمتلكها، في العمل الخاص، في تجربة جديدة، فطورت مشروع «هلا جاري»، وهو قناةٌ للتواصل الاجتماعي للناس في المجتمع الواحد، تستدرك قائلة: «منذ سنة تقريباً أصبت بنوبة قلبية، كنت وحدي في البيت، زوجي مسافر، وأبنائي خارج البيت، فصرت أصارع أفكاري التي تارة ما تطمئنني أنني بخير، وأخرى تضعني تحت المسؤولية وضرورة طلب المساعدة، فرغبت في اللجوء إلى أي أحد من الجيران، يومها أحسست بقيمة مشروعي الذي أسميته لاحقاً «هلا جاري» الذي يحقق السعادة للناس، فالإحصاءات العالمية وجدت أن المجتمعات الغنية بالتلاحم المجتمعي ترتفع نسبة السعادة فيها بسبب دعم الناس لبعضهم، كما أن كوفيد قلّص من المهارات الاجتماعية، وأصبح الناس منغلقين؛ ما رفع نسبة الكآبة.. مع أن مجرد السلام على الجار يعيد الروح للنفس، وإذا كان جاري طبيباً أو رجل أمن فهو أسرع لنا من انتظار وصول الشرطة».
حاجات الجيران
تركز د. منى على تنوع التركيبة السكانية للإمارات، التي خلقت الحاجة لدى الناس، الذين غالباً ما يغيرون مساكنهم كل عام، للاستدلال على المدارس المناسبة، والمصبغة المناسبة، والمطعم المناسب، تعلّق: «من تجاربي، هناك الكثير من الأمهات اللواتي يرغبن في تعريف أطفالهن إلى أطفال الجيران من العمر نفسه، وهذا يستدعي التعرف إلى الأبوين، وبعد الدخول إلى التطبيق، يطلب منك التعرف إلى اهتماماتك، ومواهبك، ويعرفك إلى الناس الذين يشاركونك الاهتمام، وهكذا تستمر العلاقات الإنسانية». تم إطلاق مشروع «هلا جاري» المنصة الإلكترونية المخصصة لتلبية حاجات الجيران واستشاراتهم في أي مجتمع سكني، خلال منافسة «بيرل كويست» التي نظمها «جناح المرأة» بمعرض «إكسبو 2020 دبي» الرامية إلى توفير التمويل اللازم لبدء مشاريعهن، وقد حصلت منى على 75 ألف درهم لتمويل المشروع، وقد افتتحت مكتبها في الشارقة، وتواصلت مع متحدثين ساعدوها في المشاركة بمعارض ومؤتمرات، بعد أن طلبوا منها خطة العمل للأشهر الستة القادمة، وأمدّوها بمتدربين لمساعدتها، ولائحة بالجهات الحكومية التي تمكنها من التعامل معها؛ معتمدة على بيانات تفيد الجهات الحكومية في التعرف إلى حاجات المنطقة الجديدة خاصة.
تابعي المزيد: 5 مبدعات في يوم المرأة الإماراتية: نلنا فرصاً ونحن جديرات بها
المخرجة نهلة الفهد: نتنافس ونتحدى أنفسنا أولاً
شخصيةٌ نسائيةٌ مؤثرةٌ، لها بصمتها في عالم الإبداع الفني، هي مخرجة حاصلة على الماجستير مع مرتبة الشرف في إدارة الإبداع والتغيير من جامعة حمدان بن محمد الذكية، إضافة إلى شهادات أخرى، مثل إدارة الأعمال والتسويق، واليوم هي طالبة دكتوراة في المملكة المتحدة.
بدأت نهلة الفهد في عالم الإخراج، وكانت المخرجة التي ذاع صيتها في الإمارات والخليج العربي، وسر نجاحها، كما تقول، هو وجودها في بلد يؤمن بتعزيز دور المرأة في كل المجالات.
تقول عن سنة 2022: «كانت سنة حافلة في حياتي بصفتي مخرجة توّجها ذلك العمل المتواصل في إكسبو 2020.. هذا الحدث العالمي الذي تابعه الملايين؛ حيث عملنا على نجاح حفل افتتاحه لسنوات، تكثّفت خلال الأشهر الستة التي سبقت الافتتاح».
ذلك النجاح في العمل جاء بعد مكالمة هاتفية حققت الحلم الكبير لنهلة الفهد، ترشحها لتكون مديرة إدراة المحتوى والمسؤولة عن المشروع الذي يعزز الهوية الإماراتية في إكسبو 2020، وكان عملها إبراز الروح الإماراتية التي أظهرتها من خلال الملابس والموسيقى والعروض التراثية، تتابع نهلة: «انضمامي إلى إكسبو يكشف عن نظرة حكومتنا الكريمة إلى دعم المرأة الإماراتية التي رأت في هذه الخبرة عزيمةً تستحق التواجد في هذا المكان. كنت في هذا الحدث حريصةً على إبراز الهوية الإماراتية بتفاصيلها، حتى في تنفيذ الأغاني واختيار الأشعار، كلها كانت تحت إشرافي».
«عملٌ رائعٌ»
اعتمدت نهلة على ورش عمل لاختيار الملابس من خلال مصممات إماراتيات محترفات، وكانت على قدر من المسؤولية الكبيرة، التي تعدّها شاقة وممتعة؛ لأنها تقدر الجهود في الوقت نفسه، تستدرك نهلة: «في يوم افتتاح ساحة الوصل، زارنا شيوخ قيادتنا، ليروا من أشرف على هذا العمل الضخم، فقدمتني الوزيرة ريم الهاشمي للشيخ محمد بن زايد، الذي قال لي: «عمل رائع»، وأنا أحتفظ بهذا الفيديو الخاص لمديحه، وهو من المواقف التي مدتني بالحافز والدافع، وأضافت إلى مسيرتي في عام 2022 وفتحت أمامي المشاريع المستقبلية، وبدأت التخطيط انطلاقاً من هذا المستوى لعام 2023 محمّلة بروح التنافس بيننا وبين أنفسنا».
تشرف نهلة على أعمال الشباب من خريجي الجامعات، تستطرد قائلة: «الخبرة لا تتوقف عندنا، يجب أن نعطيها للأجيال القادمة.. فقد قدمت أول ورشة بالإنتاج والإخراج السينمائي، في الشارقة، وحضرها عددٌ هائلٌ من طلبة الجامعات تسلط الضوء على أحد أعمالهم الخاصة، والآن نحن في طور التحضير لعام 2023 بمجموعة من الورش، التي سأستضيف من خلالها عدداً من الخبراء العالميين.
تابعي المزيد:بمناسبة يوم المرأة الإماراتية.. مواطنات يقدن الطائرات إلى 5 قارات
نورة العوضي:«ميربل العرب» يعلّم أطفالنا التسامح
اهتمام بالأطفال عن طريق زرع الأفكار الوطنية في أدمغتهم الصغيرة، وتقديم أفضل الشخصيات العربية والمحلية والعالمية لتكون قدوة لهم في شق طريقهم نحو المستقبل، كل ذلك عن طريق الكتب والأفلام الكرتونية والألعاب في شركة أطلقتها نورة العوضي.
بدأت نورة العوضي بتأسيس شركتها Mend Academy، التي أطلق عليها لقب «ميربل العرب»، وهي لإنتاج وسائط الأبطال الخارقين العرب.. كان ذلك في نهاية 2019؛ لمشاركة ثقافتنا مع العالم، وتوجيه وتشجيع السياحة المستدامة في المناطق العربية، وقد اقتبست شخصياتها الخارقة من الأطفال العرب؛ حيث أطلقت في 2020 كتباً تفاعلية ورسوماً متحركة وألعاباً رقمية، تتابع نورة: «أحب الكتابة والتدريس، لذلك اخترت نشر القصص وصنع الرسوم المتحركة، وهي أفضل طريقة لإرسال فكرة إيجابية بشكل ممتع».
الكرتون من الأساسيات
نبعت فكرة نورة لإنتاج شخصيات عربية كرتونية من الطفولة؛ حيث وجدت أن الكرتون من الأساسيات التي ترافقنا في مرحلة الطفولة. من دون توجيه من الكبار، الذين يعشقونها أيضاً ويبحثون عنها، ولا يملون منها مهما تكررت على مدار اليوم، بل أصبحوا يدخلون الشخصيات الكرتونية إلى الألعاب الخاصة بهم مع زملائهم، تتابع نورة: «لهذا ابتكرت شخصياتي الكرتونية، التي أسميتها خليفة، والتي تحمل في طباعها الأخلاق الحميدة التي نحب تربية أطفالنا عليها، مثل حب الفضيلة والصدق والتسامح والامتنان، والبطلة الإماراتية اليتيمة، وأداكو البطلة النيجيرية التي عاشت في الإمارات طوال حياتها. فالشخصيات قدوة معبرة وممتعة بتصرفاتها الطفولية والممتعة في الوقت نفسه».
تعمل نورة على العديد من الشخصيات من جنسيات مختلفة في الكتب والرسوم المتحركة، وتمثل القصص التي تكتبها في مضمونها محورَيْن، هما: زرع فكرة التسامح، والتأكيد على صفة اللطف. وبما أنها تستهدف فئة المراهقين، فهي تقدم أيضاً مفاهيم للشباب ليكونوا أكثر وعياً واستعداداً لمستقبلهم القادم، تستدرك قائلة: «حصلت على الكثير من الدعم الحكومي، وخاصة من مجلس سيدات الأعمال في الشارقة وشركة «شراع» وحكومة أبو ظبي.
تابعي المزيد:مبادرات تطوعية في الإمارات