يعدّ تجميل الأنف بالتردّدات فوق الصوتية من التقنيات التكنولوجية الحديثة في عالم الجراحات التجميلية، والتي تساعد في تغيّر شكل الأنف بشكل متناسق مع ملامح الوجه. عن هذه التقنية وكيف يتمّ إجراؤها، وما هي تفاصيلها، التقت «سيدتي» باستشاري جراحة التجميل، الحاصل على البورد الأمريكي وزمالة كندية وبريطانية، وعلى شهادات التخصّص الدقيق في عمليات التجميل التحسينية وتجميل الوجه والتثقيف الصحي، ورئيس الكلية الأمريكية للجرّاحين، ورئيس الجمعية العربية لطب وجراحة التجميل، الأمين العام لجمعية جراحة التجميل بالإمارات، الدكتور جمال جمعة.
ما هو المقصود بعمليات البيزو؟
البيزو Piezo هي كلمة يونانية ظهرت وانتشرت منذ عام 1880، وتعني «الضغط». مع الوقت قلّ استخدامها، وكاد أن ينعدم، إلى أن عادت وظهرت مرة ثانية في عام 1980 في طبّ وجراحة الأسنان. ثمّ انتشرت بقوة في عام 2000، وأصبحت متداولة بشكل أكبر في الوقت الحاضر.
وتدلّ كلمة Piezo على الطاقة المستخرجة من أحد أنواع الكريستال الذي تسلّط عليه طاقة كهربائية، فتتحول ذرات الكريستال إلى ذبذبات تُضخّم وتُحوّل إلى موجات، يتمّ جمعها وتسليطها في جهاز يسبّب ذبذبات وحركة تساعد على تحريك رأس الجهاز (رأس المقبض) والذي يكون فيه إما منشار أو أداة تساعد على قص العظام.
كيف بدأ استخدام أداة البيزو؟
استخدمت طريقة البيزو في طب وجراحة الفم والأسنان، وذلك لصقل الأسنان وعظام الفك والوجه. واستمرّت كذلك إلى بداية 2007 حيث تم استخدامها في جراحة الأنف.
هل هي بديل عن التقنيات التقليدية، أم تطوّر لها؟
في الواقع يعتبر البيزو تقنية متطوّرة للحصول على نتائج أفضل من حيث كسر وصقل الأنف. في السابق كنا نستخدم الإزميل والمطرقة والحكّ بالمبرد، وكلّها يدوية، وقد تسبّب تلف العظام في الأنف، وبالتالي ضرراً للأنسجة ونزيفاً شديداً، وباستخدام التقنية الجديدة قلّت هذه الأعراض.
تابعي المزيد: أعراض الروماتويد المبكرة.. تستدعي المباشرة بالعلاج سريعاً
ما هي مميّزاتها؟
أحد أهمّ الأمور التي يشتكي منها المرضى أثناء عمليات تجميل الأنف هو الألم في البداية. وبالرغم من أن الألم نسبيّ وبسيط، الا أنّ استخدام البيزو قلّل منه إلى درجة كبيرة.
كما أنّ هذه التقنية تفيد في التقليل من خطر النزيف والكدمات، بالإضافة إلى أنّها تتميّز بالدقة في العمل والنتائج.
أمّا فترة النقاهة فتكون أقصر في البيزو، حيث أنّ العظام تلتئم بسرعة وتبقى بالشكل الطبيعي ولا تتعرّض لأي تلف.
تتيح أيضاً هذه التقنية العمل على جميع العظام الرقيقة والسميكة، كما أنّها لا تؤثر على الأنسجة الرخوة والأوردة والشرايين والأعصاب، وبالتالي يكون التأثير على العظم فقط.
كيف يعمل جهاز البيزو على العظم؟
إنّ الطاقة المسلّطة على كريستالات البيزو تسبّب موجات تتحوّل إلى ذبذبات، والذبذبات تتحوّل الى موجات حركية، هذه الموجات الحركية تساعد على اهتزاز رأس موصل في مقبض الجهاز، والرأس هذا قد يكون منشاراً فيتحرك بسرعة فائقة تعادل سرعة خرق الصوت. هذه السرعة تساعد على صقل العظم، دون أن تحدث أي تلف في الأعصاب والأوردة. وإذا لمس رأس الجهاز أي نسيج رخوٍ، فإنه لا يتسبّب في ضرره، لأن الموجات لا تخترقه، إنما تخترق العظم فقط. إذن العظم هو الذي يتأثر بفعل النشر أو البرد أو الصقل، وكلّ هذا بهدف تشكيل عظام الأنف.
أي مشكلة في عظام الأنف منتشرة في الدول العربية؟
من المعروف أن الأنف العربي له سمات مميّزة جداً، من أهمها قوة العظم ووجود بروز أو حدبة ظاهرة على جسر الأنف. وهذه من المميزات المنتشرة جداً في الجزيرة العربية، وبالتحديد في جنوب الجزيرة، وهذه الحالات تستجيب أفضل من غيرها إلى علاج البيزو.
تابعي المزيد: فوائد أكل فول الصويا للنساء مذهلة خصوصاً للوقاية من السرطان
هل جهاز البيزو في متناول الجرّاحين التجميليين كلّهم؟
جهاز البيزو حديث جداً، واستخدامه في جراحة التجميل حصل في الفترة الأخيرة، لذلك لن تجدي الكثير من الجراحين الذين لديهم إلمام أو معرفة به.
هل يحتاج الجهاز الى دراسة وتدريب قبل استخدامه؟
نعم، يتطلب الى تدريب وتعلّم على استخدامه، إلا أنّه يعتبر بالنسبة لأيّ جرّاح متمرّس من الأشياء البديهية والبسيطة التي يمكن إتقانها بعد فترة وجيزة.
هل له سلبيات في استخدامه اثناء العمليات؟
السلبيات نادرة، ومنها الحركة السريعة جداً لرأس الجهاز، التي تسبّب حرارة قد تحدث عند التلامس مع الجلد حروقاً سطحية. ولكنّ الجهاز مزوّد بنظام تبريد باستخدام السائل، وهذا يساعد على تبريد الجلد، وبالتالي فإنّ الإصابة بالحروق تعتبر من الأمور النادرة جداً عند استخدام هذا الجهاز.
تابعي المزيد: أطعمة مفيدة للوقاية من انسداد الشرايين
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.