لا يشعر الناس بالسعادة عن طريق الصدفة فحسب؛ فقد يبدو أنَّ بعضهم لديهم «موهبة» السعادة، إلَّا أنَّهم يمارسون حياتهم بطريقة تجعلهم سعداء، كما أنَّهم يمتنعون عن فعل أشياء معيَّنة، ما يعزِّز فرص تحقيقهم للسعادة.
من أجل أن تحافظ على صحتك وتتخلص من ضغوط الحياة، عليك تخصيص وقت من يومك للشعور بسعادة حقيقية. ويمكنك تحقيق ذلك من خلال الاستماع للموسيقى وممارسة الرياضة وتناول الفواكه والخضروات الطازجة. يمكن أن يكون كل يوم هو بداية جديدة لإدخال مزيد من العادات السعيدة إلى حياتك؛ فلتجعل النصائح التالية دليلك للحصول على مزيد من الشعور بالسعادة.
تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لـ«سيدتي»: «يتفق علماء النفس بصفة عامة على أن 50% من سعادتنا تتحدد عبر الجينات الخاصة بكل منا، و40% عبر أنشطتنا اليومية، وترتبط 10% بظروف حياة كل منا. كما أن الدراسات العلمية توصلت إلى نتائج تؤكد أن الأشخاص الأكثر سعادة أطول عمراً».
أمور يمكن أن تدمِّر فرصك في أن تكون سعيداً:
- التركيز على ما تريده وتفويت فرصة الاستمتاع بما تملكه:
إذا كان الحصول على كل شيء نريده يجعلنا سعداء؛ لوجدت جميع الأثرياء سعداء، وهذا بلا شك غير صحيح، وتشهد على ذلك عيادات إعادة التأهيل والاكتئاب التي يلجأ إليها معظم المشاهير.
فأنت تضع نفسك في وضع تدرِّب فيه عقلك على جعل السعادة أمراً يجب أن يحدث في المستقبل؛ إذ تخبر نفسك دائماً: «سأكون سعيداً عندما يحدث هذا أو ذاك»، فإذا كنت تفكِّر بهذه الطريقة؛ فسترتبط سعادتك دائماً بالمستقبل.
فلكي تكون سعيداً؛ يجب عليك أن تبدأ بما لديك، ما الذي يمكن أن نكون ممتنين له الآن؟ الصحة؟ أم الأصدقاء؟ أم القدرة على الرؤية؟ أياً كان الشيء الذي تشعر بالامتنان تجاهه؛ فكِّر فيه وأدرك مقدار سعادتك به.
- انتقاد نفسك باستمرار:
نحن نبرع في إنشاء عداوة مع أنفسنا، هل تسمح لنفسك بانتقاد ذاتك إلى الحدِّ الذي يصبح فيه الأمر مثيراً للسخرية؟! أحياناً تفكِّر بطريقة مبالغ فيها، كأن تقول لنفسك: «لا أستطيع أن أصدِّق أنَّني لم أتمكَّن من إجراء عملية البيع تلك، سأُطرد من منصبي الآن، ولن أتمكَّن من دفع إيجار منزلي، وسيكرهني جميع من حولي»؛ إذاً كيف يمكن أن نكون سعداء إذا كانت لدينا أفكار مثل هذه تدور في أذهاننا طوال الوقت؟! أسرع طريقة لإصلاح طريقة التفكير الخاطئة هذه هي تحويل النقد الداخلي إلى «كوتشينغ» داخلي بمجرد حدوثه، على سبيل المثال، إذا سمعت نفسك تقول شيئاً مثل: «لا أصدق أنَّني لم أتمكَّن من إجراء عملية البيع تلك؛ سأُطرد الآن»، حوِّل هذه الأفكار بسرعة إلى «كوتشينغ» ذاتي، مثل: «ما الذي تعلَّمته من مكالمة البيع هذه؟ وما الذي سيمكِّنُني من القيام بعمل أفضل في المرة القادمة؟ وكيف سأصبح جيداً بما يكفي للحصول على ترقية؟»، فستحتاج إلى قليل من الممارسة، لكن عندما تجد نفسك تفعل ذلك تلقائياً؛ ستشعر بالسعادة.
- الاهتمام المفرط بآراء الآخرين:
هل تقرِّر أي حذاء ستشتري بناءً على ما سيفكِّر به الآخرون؟ هل سبق لك أن التزمت الصمت عندما كانت لديك فكرة جديدة حتى لا تزعج أحداً؟ لكي تكون السعادة الحقيقية موجودة في حياتك، يجب عليك أن تكون كما أنت ولا تفكِّر بما يعتقده الآخرون عنك طوال الوقت، فإذا كان هذا يعني أنَّك تحب الأحذية ذات اللون الأخضر الفاتح؛ فكل ما عليك هو زيادة مجموعتك من الأحذية الخضراء.
عندما تصل إلى مرحلة تمنع فيها الآخرين من تحديد هويتك وسلوكك، ستصل إلى مستوى من السعادة لم تتخيَّله أبداً.
- استنزاف طاقتك مع أشخاص لا تُرجى منهم فائدة:
قد يبدو الأمر مبتذلاً، ولكنَّنا نتطبَّع بصفات من نعاشرهم، فإنَّ الطريقة التي نفكِّر ونتصرَّف بها ستنسجم في النهاية مع الأشخاص الأقرب إلينا، ومن الجيد أن نكون محاطين بأشخاص سعداء وإيجابيين وطموحين طوال اليوم، وإلا؛ فسنفقد سعادتنا الحقيقية.
- التركيز على أهدافك لدرجة أنَّك تنسى أن تعيش اللحظة الحالية:
إنَّ الأهداف هي جزء لا يتجزَّأ من النجاح والسعادة، ومع ذلك إذا كنت منشغلاً جداً بالتركيز على الوجهة النهائية؛ فإنَّك ستفوِّت كثيراً من الفرص التي ستجعلك تشعر بالسعادة، فمن السهل تفويت كل الانتصارات والنجاحات الصغيرة ما لم نحتفِ بها؛ لذلك يجب أن تذكِّر نفسك دائماً بالاستمتاع باللحظة الحالية، وتوجد طريقة رائعة للقيام بذلك، وهي التفكير ملياً وإدراك مقدار امتنانك لإحراز تقدُّم اليوم والسعادة التي تحظى بها الآن وأسبابها.
معوقات السعادة
- الكل أو لا شيء:
أحياناً نرى الأشياء في لونين فقط أسود أو أبيض. ربما لديك فئتان من زملاء العمل في عقلك -الجيدة منها والسيئة. أو ربما نظرت الى كل مشروع إما ناجح أو فاشل. بدلاً من الاعتراف بأن هناك ظلالاً رمادية، نحن يمكن أن نرتكب خطأً في التفكير من حيث اعتبار كل شيء إما جيد أو سيئ.
- التعميم:
من السهل أن تأخذ حدثاً واحداً معيناً، وتعممه على كل الحالات الأخرى. إذا فشلت في إتمام صفقة واحدة، قد تقرر، «أنا سيئ في إتمام الصفقات». أو إذا عاملك زميل في العمل مرة واحدة بطريقة سيئة؛ قد تفكر أن «الناس في هذه الصناعة ليست لطيفة».
- قراءة العقول:
على الرغم من أن في أعماقنا نحن نفهم أننا لا نعرف حقاً ما يفكر به الآخرون؛ فإنه لا يمنعنا من حين لآخر على افتراض أننا نعرف ما يحدث في عقل شخص آخر. عندما نفكر بأشياء مثل: «إنه يعتقد أنني كنت غبية في الاجتماع»؛ نحن نضع الاستدلالات التي لا تستند بالضرورة إلى واقع ملموس.
- التفكير المأساوي:
في بعض الأحيان نعتقد الأمور أسوأ بكثير مما هي عليه في الواقع. إذا كنت لا تستطيع تلبية أهدافك المالية شهراً واحداً؛ قد يتصور البعض: «أنا سأنتهي مفلسة»، أو «أنا لن أملك ما يكفي من المال للتقاعد»، على الرغم من أنه لا يوجد دليل على أن الوضع يقترب من ذلك. يمكن أن يكون من السهل أن يجرفك هذا التفكير المأساوي أن تبكي حالك بدلاً من التفكير في كيف تجعل ظروفك أفضل.
- التفكير العاطفي:
لا تستند عواطفنا دائماً إلى الواقع، وإنما نحن غالباً ما نعتبر تلك المشاعر عقلانية. إذا كنت قلقاً بشأن إجراء تغيير في مهنتك، قد تفترض: «إذاً أنا خائف من ذلك التغير، أنا فقط يجب ألا أغير وظيفتى». من الضروري أن ندرك أن العواطف، تماماً مثل أفكارنا، لا تستند دائماً إلى الحقائق.
-التوقع:
على الرغم من أنه لا أحد منا يعرف ما سيحدث في المستقبل؛ فنحن في بعض الأحيان نحاول الادعاء أننا نستطيع قراءة الطالع. نعتقد أشياء مثل: «أنا ذاهب لإحراج نفسي غداً؛ لأنهم سيرفضون»، أو إذا فتحت مشروعاً؛ تدعى أنه سيفشل في غضون السنة الأولى. هذه الأنواع من الأفكار يمكن أن تصبح نبوءة تحقق نفسها إذا كنت غير دقيق في مزاولة عملك، وليس لأنك قرأت الطالع؛ فالغيب لا يعرفه إلا الله.