لا يمكننا أن نوقف ما يكتبه القدر فالموت والحياة مترادفان، والفقد مهما كان مؤلماً فهو يبدأ كبيراً ثم يبدأ في التضاؤل لأن الحياة يجب أن تستمر وتمضي، ولذلك فقد تفقد الأسرة أحد أركانها الأساسية، ويكون ذلك مؤلماً، فرحيل الأب لا يوازيه أي رحيل، فهو الحامي والمعيل وكل المعاني السامية، ولذلك تقع على الأم مسؤولية التعامل مع الأطفال في تقبل فكرة فقدان الأب ورحيله، وأنه لن يعود ثانية ومحاولة إعادتهم إلى حياتهم الطبيعية بعد أيام أو فترات مهما طالت من الحزن، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالاختصصاية النفسية عبير أبو يحيى، حيث أشارت لعدة نصائح وأفكار لكي يتقبل الطفل فكرة فقد الأب ويستمر في حياته كالآتي:
تكلمي معه بطريقة صحيحة عن الموت
- يرى بعض المربين أن الحديث عن الموت أمام الأطفال لا يفضل ولا يجوز.
- وفي نفس الوقت فموت الأب يمثل غياب السلطة الناظمة للبيت وعلى الأم أن تربط بين المفهومين وتحاول سد الفجوة بينهما.
- ويمكن السماح للطفل فوق سن خمس سنوات أن يشاهد الجنازة مثلاً ومراسم التشييع، كما يمكن أن يلقي النظرة الأخيرة على الأب.
- ولكن يجب على الأم أن تستعد للإجابة عن سؤال لماذا جسد أبي على الأرض وهو في الجنة في السماء؟
- وفي الحقيقة أن هذا السؤال الشائك الذي يطرحه الأطفال دوماً وأنهم يجب أن يعرفوا الفرق بين الجسد والروح، ولكن في سن متقدمة.
تعرفي إلى المزيد: كيف أتعامل مع شخصية ابني المعقدة؟
تعلمي طبيعة حزن الأطفال
- يجب أن تعرف الأم أن حزن الأطفال الصغار يختلف عن حزن الكبار.
- فحزن الكبار يكون دائماً ومستمراً، حتى يتم تجاوز المرحلة وتخطيها والاقتناع بضرورة المضي في الحياة، وبأن الحياة لا تتوقف مع الفقد مهما كان ذلك المفقود عزيزاً.
- فمن الطبيعي أن يبكي الأطفال ويحزنون لفترة ثم يتجهون إلى اللعب، وبعد ذلك يتوقفون ويعودون إلى الحزن المتمثل في الصمت ونزول الدموع.
- يجب على الأم عدم زجر الطفل حين يلعب في أوقات الحزن أو في أيام العزاء مثلاً.
- وفي نفس الوقت لا يجب منع الأطفال من التعبير عن حزنهم، فحديث الطفل عن الحزن والبوح بالمشاعر المرتبطة بالفقد سيساعدهم على تجاوز هذه المحنة في وقت أقصر.
- ويجب أن تعرف الأم أن حزن الأطفال عند رحيل أحد الأعزاء يكون عبارة عن صدمة نفسية، وفكرية، ووجودية.
انزعي خوفه عليك من قلبه
- من الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف والقلق على الأم بعد رحيل الأب.
- فيطلب مثلاً أن يبقى بجوارها وملتصقاً بحضنها كما يطلب أن ينام إلى جوارها.
- كما قد يبدي الطفل رغبة في النوم مثلاً على كرسي مقابلاً لسرير الأم خوفاً عليها من المرض أو الموت المفاجئ.
- ويكثر الطفل سؤال الأم عن صحتها ويسألها عن طريقة وسبب موت الأب ويجب أن تجيبه بشكل مناسب وغير مقلق أو مخيف.
- ويجب أن تهتم بنفسها وصحتها، وذلك لكي يشعر الطفل بالطمأنينة.
تعرفي إلى المزيد: كيف يستقبل الأطفال يوم الأم من غير أم؟
أعراض تستوجب القلق بعد فقد الأب
- يجب على الأم أو الشخص الذي يقوم برعاية الطفل بعد فقد الأب بسبب تعب وانهيار الأم أن يتحدث معه بهدوء ويحتضنه ويحتويه.
- ولكن قد تظهر بعض الأعراض التي لا يفيد معها الأسلوب السابق الطبيعي، مثل أن يظل الطفل منزوياً وصامتاً لمدة تستمر لأسابيع وتتجاوز فترة الحزن والحداد الطبيعية.
- وفي حال ظهور تغيرات شديدة على مزاج وسلوك الطفل فيجب أن يتم اللجوء لخبير نفسي.
- وفي حال فقدان الطفل شهيته للطعام، بحيث يبدو ذلك مؤثراً على صحته.
- في حال تراجع المستوى الدراسي للطفل أو ظهور سلوكيات سيئة وعنيفة لديه في المدرسة.
- وفي حال قيام الطفل بإيذاء نفسه أو التعرض للأطفال الأصغر بالأذى أو ضرب أو خنق الحيوانات الصغيرة.
- وفي حال ظهور أعراض الانسحاب المجتمعي لدى الطفل وتطور حالته للانطواء والعزلة، فيجب العرض على مختص على الفور.