في أحد أروع اللحظات التي سيتوقف التاريخ عندها كثيرًا استطاع علماء أن يعيدوا بناء وجه أقوى فرعون في مصر القديمة، ليتمكن العالم من رؤية وجهه لأول مرة عقب 3200 عام من وفاته.
• إعادة عقارب الساعة للوراء لأكثر من 3200 عام
حسب موقع express.co.uk، فقد استطاع العلماء أن يعيدوا عقارب الساعة للوراء لـ أكثر من 3200 عام بفضل عملية علمية جديدة تكنولوجية مدهشة، حيث تعاون علماء من مصر وإنجلترا لالتقاط صورة الملك رمسيس الثاني، الفرعون المصري الشهير، وقت وفاته، وباستخدام نموذج ثلاثي الأبعاد لجمجمته، والتي تم فحصها بالأشعة المقطعية، مما مكنهم من إعادة بناء ملامحه.
قام العلماء بعد ذلك بعكس عملية تحوله للشيخوخة، فأعادوا عقارب الساعة إلى الوراء ما يقرب من نصف قرن آخرى ليكشفوا عن وجهه في ذروة قواه. كانت النتيجة مذهلة لأول عملية "إعادة بناء علمية لوجه" الفرعون، حيث كانت تقنية الفحص بالأشعة المقطعية هي البطل المتوج لهذه العملية.
• من هو رمسيس الثاني؟
حسب الموقع السابق، تعود شهرة رمسيس الثاني، ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشر في مصر القديمة، إلى ميله إلى الدعاية الذاتية، فكان يتم ذكره بشكل أساسي بسبب التماثيل الضخمة التي قام بتشييدها وتخمل اسمه وكذلك المنشئات والمعابد الضخمة والتي تم تشييدها في عصره.
أطلق علماء المصريات في القرن التاسع عشر على رمسيس الثاني اسم رمسيس الكبير، وكانت فترة حكمه من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد بمثابة الذروة الأخيرة للقوة الإمبريالية لمصر.
اعتلى العرش باعتباره ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة وهو في الخامسة والعشرين من عمره، ويُعتقد أنه خلال فترة حكمه التي استمرت 67 عامًا ، بنى عددًا أكبر من المعابد وأنجب أطفالًا أكثر من أي فرعون آخر.
تابعي المزيد: مَن ميريت نيث أول امرأة تحكم في تاريخ العالم؟
• الفرعون الوسيم
وحسب الباحثة د. سحر سليم من جامعة القاهرة والتي ابتكرت نموذجًا ثلاثي الأبعاد للجمجمة فالنتيجة كشفت عن حاكم "وسيم جدًا يبلغ من العمر 45 عامًا تقريبًا".
تقول لـ dailymail.co.uk، مخيلتي لوجه رمسيس الثاني تأثرت بوجه مومياءه، والذي ساعد في عملية إعادة بناء الوجه بوضع وجه حي على المومياء.
وتؤكد سليم إن إعادة بناء وجه فرعون مات منذ زمن طويل لا يخلو من التحديات. أهمها أن الجمجمة لا تستطيع وحدها الكشف عن كل جانب من جوانب مظهر الشخص، على أن سليم أشارت أن الوجه الذي أعيد بناؤه هو لشخص مصري وسيم للغاية له ملامح وجه مميزة لرمسيس الثاني والذي يظهر من الأنف الواضح المستقيم والفك القوي وهي السمات المعروفة للوجه الفرعوني .
(يُعد هذا المشروع هو الثاني من نوعه الذي تشرف عليه د. سحر سليم مؤخرًا ، بعد إعادة بناء علمي لوجه توت عنخ آمون أنجزه النحات الملكي كريستيان كوربيت.)
• خطوات بناء الوجه وصعوبات واجهها العلماء
من ناحيتها وصفت كارولين ويلكينسون ، مديرة مختبر الوجه في جامعة ليفربول جون مورس ، التي أعادت بناء محيا الفرعون ، العملية العلمية، تقول لـ dailymail.co.uK : "تم الاستعانة بنموذج التصوير المقطعي بالكمبيوتر (CT) للجمجمة، والذي أعطانا الشكل ثلاثي الأبعاد للجمجمة الذي تم إدخاله في نظام الكمبيوتر لدينا." ورجوعًا لقاعدة البيانات لتشريح الوجه المصممة مسبقًا تم تعديل الوجه ليتناسب مع الجمجمة.
وتقول: "لذلك نحن أساسًا نبني الوجه ، من سطح الجمجمة إلى سطح الوجه ، من خلال بنية العضلات ، وطبقات الدهون ، ثم أخيرًا طبقة الجلد."، لافتة أننا لدينا جميعًا نفس العضلات تقريبًا وهي من نفس الأصول ونفس المرفقات."
تقول ويلكينسون: "الشيء الصعب كان معلومات عن لون البشرة ، والعيوب ، والتجاعيد ، ولون الشعر والعينين، وتم الحصول على تلك المعلومات من النصوص المكتوبة عن الملك، والأنسجة الرخوة المحنطة لوجهه للعمل معها أيضًا"
لافتة أنه تم اختبار العملية أيضًا باستخدام كائنات حية ، مما سمح بمقارنة إعادة البناء بناءً على بيانات الأشعة المقطعية مع الشيء الحقيقي.
• أول محاولة علمية لبناء الوجه
تؤكد ويلكينسون أن حوالي 70 في المائة من سطح إعادة بناء وجه الفرعون يعتتقد أن به خطأ أقل من 2 مم ، من حيث الشكل.
"لذلك نحن جيدون جدًا ؛ نحن واثقون تمامًا من التنبؤ بالشكل من التفاصيل الهيكلية"
تُعد هذه هي عملية إعادة بناء الوجه العلمية الوحيدة لرمسيس الثاني بناءً على الأشعة المقطعية لمومياءه الفعلية، والمحاولات السابقة كانت غير علمية ومعظمها فنية بناءً على وجه مومياءه، وقد ظهرت إعادة بناء وجه الفرعون لأول مرة في فيلم وثائقي فرنسي ، مصر ، une passion française ، بثته قناة فرانس 3.
تابعي المزيد: تصميم خفي قد يفسر لغز بناء الأهرامات
