قد يستغني ملّاكو الشقق السكنيّة صغيرة (أو متوسّطة) المساحة عن مجموعة من قطع الأثاث التي تسمّى بـ «الثانويّة»، بحجّة التوفير في الميزانيّة المرصودة لتأثيث المساحات الداخليّة بعد التجديد أو ضيقها أو التقيّد بنهج تبسيطي في التصميم. لكن، قد يكون حضور الواحدة من هذه القطع كافياً لتفخيم الديكور أو تجميله.
تشتمل قطع الأثاث الرئيسيّة على الأريكة وطاولة القهوة والطاولات الجانبيّة في غرفة الجلوس وطاولة الطعام والكراسي الملحقة بها في ركن الأكل والسرير والخزانة في غرفة النوم... على الرغم من قلّة عدد هذه المفروشات، إلّا أنّها تبدو كافية للبعض، الذي يفضّل الاستغناء عن «البوفيه» و«الكونسول» و«البانكيت»، بالإضافة إلى الإكسسوارات المنزليّة... لأن لعبة الديكور بصريّة في الأساس، وهي تهدف إلى جذب عينيّ المرء إلى التفاصيل، فإن أي إضافة من أثاث وإكسسوار موظّفة بدراية في المكان الصحيح، مهما ضاق، كفيلة بإعلاء شأن التصميم. في هذا الإطار، تميّز مهندسة العمارة الداخليّة سليمى حسن خرنوب، الممتدّة مشاريعها بين اسطنبول ودول الخليج، بين طراز الحدّ الأدنى (مينيماليست ستايل) في الديكور والتبسيط المغالى به، وتوضّح أن للطراز المذكور قواعد وألوان محدّدة، لكن هذا الأخير لا يستغني عن الإكسسوارات بل يوزّعها بشكل مدروس أي هو يشجّع على شراء تلك ذات الجودة وليس كمّاً منها. وتُعلي المهندسة سليمى من شأن قطع الأثاث الثانويّة، وتتحدّث عن خصائص ثلاث منها في الآتي...
تابعي المزيد: إرشادات في الديكور لتنسيق لون الستائر مع السجاد في الشتاء
قطع الأثاث الثانويّة
- «الكونسول»: تحتلّ المنضدة المذكورة صدارة المنزل وتحاكي قطعةً فنّيةً، كما تعكس «ستايل» المنزل السائد وتقوم بدور وظيفي متمثّل في حمل الأغراض الشخصيّة، من مفاتيح ومحفظة الجيب... وهي ترتفع من خمس وسبعين إلى ثمانين سنتيمتراً، وتشي باتساع الفراغ الذي يستضيفها، مهما كان ضيّقاً، وذلك عندما تعلو مرآة «الكونسول». أمّا في حال كانت مساحة المدخل فسيحة، فإن «الكونسول» يتبع بلوحة تتموضع فوقه، وتجمّل المكان. كما يتصل زوجان من الكراسي بـ«الكونسول» الذي يتكشّف في الطراز المعاصر عن تصميم بسيط وفخم في آن واحد، مشغول من الخشب ذي اللون الدافئ أو مطلي بإحدى تدرّجات الأخضر الفاتحة، ومحمّل بلمسات معدنيّة لغرض التفخيم.
- «البوفيه»: هو قطعة أثاث ثانويّة في غرفة الطعام، لكن لا تقلّل الصفة المذكورة من جاذبيّته، وذلك عند التنسيق بين تصميمي «البوفيه» وطاولة الطعام، لناحية «الستايل» واللون. وينسحب أمر الانسجام بين العناصر على غرفة الطعام المفتوحة على منطقة المعيشة. يرتفع «البوفيه» لثمانين سنتيمتراً، مع عرض مواز لأربعين سنتيمتراً، ويعانق «الإكسسوارات»، من شمع وإطارات للصور وورد.
- «البانكيت»: هي تتبع السرير، وتوازيه في العلوّ أو تقلّ عنه بقليل. لكن، يُستغنى في الغالب عن شراء هذه القطعة لغرف النوم، على الرغم من الدور الوظيفي، فهي تسمح لشاغل الغرفة بالاسترخاء أو تحفظ الأشياء داخلها (في بعض التصاميم) كما تحلّي الديكور. وتذكر المهندسة أن بعض التصاميم المميّزة «للبانكيت» تؤهّلها للقيام بدور جمالي في الديكور، وذلك عندما يتلوّن النسيج الذي يبطّن هذا المقعد بلون «قوي» ويصمّم الهيكل بصورة غير تقليديّة، وذلك في غرفة النوم محايدة الألوان. في هذا الإطار، تلفت المهندسة سليمى إلى أنّها تتبع هذه الطريقة في تنسيق ديكورات غرف النوم (ألوان محايدة طاغية، مع التطعيم بلمسات لونية قوية تحملها قطع قليلة). لكن، تستدرك المهندسة أن اللون «القوي» المذكور يكون مدروساً؛ ففي غرف النوم التي تقوم بوظيفة إراحة المستخدمين وجعلهم يرقدون، لا توظّف الألوان بصورة عشوائيّة بل هي تخضع لدراسة مستفيضة، حتّى لا تقلق شاغلي الحيّز. تنسحب التفاصيل الخاصّة بـ«البانكيت» على زوجي الكراسي الذي قد يشغل غرفة النوم الرئيسة.
تابعي المزيد: موديلات الكنب الأكثر رواجًا في 2022
التفاصيل البسيطة كفيلة بتصميم ديكورات مميّزة
«حليّ» المنزل
طاولة «الكونسول» تحاكي قطعة فنّية كما تعكس «ستايل» المنزل السائد
لناحية الإكسسوارات أو حليّ المنزل، تعلّق المهندسة أهمّية على الإكسسوارات المنزليّة، وتقول إنّ «هذه القطع عبارة عن تفاصيل في الديكور، لكن هي تضفي الرونق عليه وتجعله يبدو فخماً»، مضيفة أن «التفاصيل البسيطة تصمّم ديكورات مميّزة، كما تعكس أذواق المالكين». لذا، تدعو المهندسة إلى اختيار الإكسسوارات، بعناية، ما يرفع قيمة الديكور البسيط ذي الألوان المحايدة، كما عند شراء كرسي مميّز في تصميمه (أو لونه) الفريد (أو اختيار لوحة تشكيليّة ضخمة لافتة بألوانها حتّى تشغل الجدار) لغرفة الجلوس المفترشة بأريكة على هيئة حرف L وطاولة القهوة حصراً.
تابعي المزيد: أفكار مبتكرة في الديكور لاستغلال المساحة أسفل الدرج