انطلاقة قوية شهدتها النسخة الجديدة من المهرجان السعودي للتصميم، التي تقام في ملتقى مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية في الرياض، بشراكة استراتيجية مع هيئة فنون العمارة والتصميم وبحضور نخبة من صناع القطاع والممارسين والمبدعين فيه.
حفل الافتتاح
وتضمنت افتتاحية المهرجان حفل إطلاق ألقيت فيه العديد من الكلمات منها كلمة للدكتورة سمية السليمان الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم السعودية وكلمة لنورة اليوسف رئيس تطوير الأعمال في برنامج جودة الحياة، كما شهدت الافتتاحية توقيع مذكرات تفاهم بين المهرجان السعودي للتصميم وجهات عدة.
الاحتفاء بالتصميم والمصممين
وبهذه المناسبة قالت بسمة بوظو، الرئيس التنفيذي للمهرجان في حوار خاص لسيدتي نت: "هو حدث للاحتفاء بالتصميم والمصممين في المملكة وهذه النسخة تحمل الكثير من التطورات عن السنوات السابقة، حيث يبدأ من خلال مرحلة الافتتاح التي تتضمن منتدى التصميم جلسات ودورات تدريبية وورش عمل متنوعة وأجنحة عرض، كما سيتم تفعيل الحدث في مختلف أرجاء المدينة من خلال ثلاث مواقع عرض ابداعية هي عود سكوير وبوليفارد الرياض وجاليري ديزاين كما أن هناك أكثر من 30 موقع على امتداد المدينة من مقاه واستوديوهات وغيرها التي فتحت أبوابها لعرض التصاميم، بالإضافة إلى برامج رقمية وحضورية متنوعة. لدينا أسماء عالمية وعالمية مبدعة تشارك لتكون مرجعًا للمصممين وتطلع على تصاميمهم وتخلق معهم محتوى متميز."
وأضافت: "أهمية خلق منصات كهذه لمناقشة التصميم تنبع من حقيقة أن التصميم هو جزء أساسي من حياتنا اليومية، وهو مؤثر على الاقتصاد الوطني الذي نفخر أن نكون جزءًا منه."
منصة اظلال للتصميم
الأميرة نورة الفيصل مؤسسة منصة اظلال للتصميم كانت حاضرة بقوة مع انطلاقة المهرجان حيث حضرت وجالت ضمن أرجاء المهرجان وتحدثت إلى المصممين والمصممات العارضين واطلعت على المشاريع المعروضة، ثم توجهت إلى المنصة الرئيسية حيث شاركت في جلسة حوارية خاصة مع رئيس التسويق للخطوط الجوية العربية السعودية خالد طاش للإعلان عن مبادرة تجمع الجهتين هدفها دعم مصممي المملكة.
مبادرة السعودية للتصميم
وفي حديث خاص لسيدتي نت حول المبادرة قالت الأميرة نورة الفيصل: "مشاركتنا اليوم للإعلان عن شراكة بيننا وبين الخطوط السعودية وفخورين جدا بهذه الشراكة التي تهدف لدعم المجتمع التصميمي بالتعاون مع جهات عدة ضمن المجتمع التصميمي."
وأضافت: "الشراكة ستتضمن المبادرة السعودية للتصميم وسنعلن عن تفاصيلها لاحقا ولدينا الآن الموقع الالكتروني وصفحة الإطلاق للمبادرة التي يمكن للجميع التسجيل فيها للحصول على المعلومات، على أن يتم الاطلاق الرسمي مع نهاية هذا العام."
وتابعت: "فكرة المبادرة ظهرت خلال حديث أجريناه مع الاستاذ خالد طاش وهو مهتم جدا بالتصميم وتطوير البيئة الخاصة به، لذا بدأت لنقاش وتتحول بإذن الله إلى مبادرة هدفها دعم المجتمع التصميمي وإيجاد الحلول لمختلف المشاكل عن طريق المصممين السعوديين."
وأشارت الفيصل إلى أن هذه الشراكة تدل على أهمية هذه المهرجانات التي تتيح الفرصة لهذه النقاشات.
مشروع اظلال وجامعة عفت
وأعلنت الأميرة أن اليوم الثاني من المهرجان سيتضمن مشاركة أخرى لاظلال من خلال تعاون لهم مع جامعة عفت من خلال مشروع يتم العمل عليه منذ سنة وستعلن تفاصيل أكثر عنه من خلال المهرجان هذا العام.
وذكرت الأميرة أنها شاركت في المعرض منذ بداياته كمصممة مجوهرات ومؤسسة لدار نون للمجوهرات لكنها اليوم تمثل منصة اظلال للتصميم، وأكدت أنهم سيعملون على إدخال المجتمع التصميمي إلى كافة القطاعات موجهة رسالة للمصممين السعوديين: "أبدعوا، أبدعوا، أبدعوا.".
تصاميم إبداعية سعودية
كما كان لنا حديث مع خالد طاش رئيس التسويق في الخطوط الجوية السعودية الذي أعرب فيه عن اعتزازه بالمبادرة وقال: "سعداء جدا للمشاركة في المهرجان السعودي للتصميم هذا العام، إذ أن تواجدنا فيه العام الماضي هو الذي فتح أعيننا على مجتمع التصميم في السعودية ومن خلال النقاشات التي دارت بيني وبين الأميرة نورة الفيصل خرجنا بالعديد من الأفكار التي درسناها خلال العام واليوم من أهم الأفكار هي أن نجمع مختلف المبادرات تحت مبادرة واحدة كبيرة اسمها مبادرة السعودية للتصميم التي سيكون فيها جوائز وبرامج عدة لدمج مجتمع التصميم مع الخطوط السعودية لنتمكن من إعطائهم الفرصة لاستخدام التصميم كحل للمشاكل التي تواجه المسافرين وايضًا للإبداع حيث نصل بتجربة المسافر إلى حلول ومنتجات تصميمية إبداعية لم تحصل حتى بتاريخ الطيران عالميًا."
وأضاف: "واحدة من الأمثلة التي تناولناها اليوم في الجلسة كيف أننا خلال مرحلة الكورونا حولنا الأقنعة الوقائية التي كان الناس مجبرين على ارتدائها إلى تصميم إبداعي بأفكار مختلفة تعبر عن التراث العمراني في المملكة وبات الناس يرغبون بارتدائها لأنها تعبر عن ثقافتهم وباتوا سعداء وفخورين بارتدائها، حتى خارج المملكة كوسيلة للتعريف بأنني سعودي وأنا أفتخر بتراث بلدي، ووسيلة للترحيب بزوار المملكة، وأصبحنا ننتج حوالي مليون و200 ألف قناعًا شهريًا."
وأكد: "التصميم يتخطى العمل الملموس من حيث المنتجات فكل شيء من المأكولات وطريقة تقديمها وزي المضيفين والمضيفات وطاقم الطائرة وشكل الطائرة الداخلي والخارجي والخدمات الرقمية وغيرها كلها نسعى لحث المصممين على إيجاد حلول إبداعية لها، تكون أكثر تسويقًا لثقافة المملكة."
وختم بالقول: "الخطوط السعودية تحمل في العام الواحد ما يتخطى ال 30 مليون مسافر، لذلك فحلم المصمم أن يصل لأكبر عدد ممكن من الناس، فمثلًا التصميم الذي ابتكره أحد المصممين لشعار عام الخط العربي بالتعاون مع وزارة الثقافة وضعته الخطوط على طائرتين قامتا بأكثر من 2000 او 3000 رحلة وجابت كل دول العالم، والمغزى أن المصمم سيشعر بفخر كبير حين يصل تصميمه بهذه الطريقة إلى أكبر عدد ممكن من الناس وعندما ينتج تصميمه من قبل مصنع سعودي ويشارك في العملية الاقتصادية ويوفر الوظائف وغير ذلك."
الدكتورة سمية السليمان : المهرجان مساحة عالمية
وللحديث عن مشاركة هيئة فنون العمارة والتصميم السعودية كشريك استراتيجي في المهرجان كان لنا حديث مع الدكتورة سمية السليمان الرئيس التنفيذي للهيئة التي أكدت: "تواجدنا في المهرجان كشريك استراتيجي مهم لنا لتمكين القطاع من خلال الممارسين فيه، حيث نصل إلى أوسع شريحة ممكنة من الناس ويكون لنا أثر أكبر عام بعد عام"، وأضافت: "قبل سنوات بدأ هذا الحدث كأسبوع التصميم السعودي وكان أصغر ونما سنة بعد سنة وبعد نشأة الهيئة ودعمها له العام الماضي والآن لاحظنا نمو من ناحية الوصول والارتباط بالمجتمع ومن ناحية البرامج المختلفة وتمكين المجتمع من خلالها، لذلك نحن سعداء أن تكون لنا هذه الفرصة بحيث نتمكن من دعم كل القطاع من ممارسين وأعضاء هيئات التدريس وعلى المستوى التشريعي وعلى مستوى تنمية المواهب والأبحاث وغيرها."
وأكدت: "الكثير من الناس يعتقدون أن أهمية التصميم تكمن في تجميل الأشياء وهذا غير صحيح فالتصميم هو حل لمشكلات أساسية وله أثر كبير على أي عمل، من خلال الجذب وصنع وخلق بيئات تتماشى مع احتياجات الناس ولها عوائد اقتصادية ضخمة بالإضافة إلى الفوائد الاجتماعية."
وختمت بالقول: "فخورة جدًا بهذا المشهد، لكن علي القول أن التصميم والمواهب لم تظهر حديثًا فأنا أتيت من القطاع الأكاديمي وكنت أرى المواهب من صغرها وكيف أن هذه البذور الأساسية تزرع ويتم حصادها سنة بعد سنة، وأنا اليوم سعيدة أنني موجودة في هذا المكان الذي يسمح لي أن أرى هذه المواهب بعد أن تخرجوا وباتوا جاهزين وعلينا الآن أن نمكنهم وأن نمنحهم المساحة للعمل ليس فقط على المستوى المحلي وانما عالميًا أيضًا، ونحن في الهيئة لدينا عدد من البرامج التي من خلالها نصل إلى التقدير العالمي من خلال مشاركات دولية."
يذكر أن المهرجان الذي بدأ قبل 9 سنوات كملتقى تحول بعدها إلى أسبوع للتصميم وصولًا إلى ما هو عليه اليوم كمهرجان ضخم متكامل يجمع فعاليات وأنشطة متعددة كورش عمل وجلسات حوارية وتوقيع مذكرات تفاهم وعروض إبداعية متنوعة.