تعتبر علاقات الأشقاء واحدة من أكثر العلاقات تعقيداً وأهمية، حيث يكون بها متسع كبير للمنافسة والغيرة وانعدام الأمن والخلاف؛ لأنهم يتشاركون نفس البيئة والآباء والموارد وحياة الرفاهية أو العوز. على الرغم من أن العلاقة يمكن أن تحتوي على الكثير من العناصر السلبية، إلا أنها أيضاً واحدة من أفضل العلاقات وأكثرها استقراراً التي يمكن أن يتمتع بها المرء. الأشقاء هم أشخاص ننشأ معهم ونشاركهم في الحياة. هؤلاء الأشخاص يعرفوننا من الداخل إلى الخارج ويبقون إلى جانبنا حتى بعد مغادرة بيت والدينا، ويعملون كنظام دعم قوي.
على الرغم من وجود أبحاث محدودة حول كيفية تأثير علاقات الأشقاء على التنمر، فقد كانت هناك نظريات مقبولة على نطاق واسع حول مدى أهمية علاقات الإخوة. حيث أظهرت الأبحاث أن علاقات الأشقاء يمكن أن تساعد الأطفال أيضاً في التغلب على تجارب التنمر المؤلمة والشفاء منها. إليك كيف يمكن أن تؤثر العلاقات بين الأشقاء على التنمر، حسب رأي الخبراء والاختصاصيين.
أثر علاقات الإخوة الصحية على مواجهة التنمر
تساعد علاقة الإخوة الصحية في تشكيل الشخص، ويمكن أن يكون لها نفس التأثير في حياته كما تفعل العلاقات الأبوية. فللعلاقة الصحية فوائد عظيمة ومزايا طويلة الأمد في الحياة. في ما يلي الفوائد التي يمكن أن تتمتع بها علاقة الإخوة الصحية:
القدرة على التفاعل مع الآخرين
وجود شخص ينتمي إلى نفس الفئة العمرية للطفل في محيطه؛ يفسح المجال لجميع أنواع المحادثات، حيث يسمح وجود شقيق بتعلم كيفية التفاوض، وتقديم رأي الفرد بحرية والتعبير عن مشاعره بطريقة مقبولة اجتماعياً. في حالة مواجهة طفلك للتنمر في المدرسة أو في أي مكان، يمكن أن تساعده مهارات التفاعل في التعامل مع المواقف الصعبة بسهولة.
تعرّفي إلى المزيد: دور الأم في تقليل الغيرة بين الأبناء
إبداء الآراء الصادقة
يمكن للطفل دائماً الاعتماد على إخوته؛ للحصول على آراء صادقة ومنطقية لأي مجال، حتى مع اختلاف الآراء؛ سيكتشف الطفل أن هناك من يبحث عنه، ويتابعه، يمكن للأشقاء اكتشاف الأصدقاء المزيفين، والذين يهدرون الوقت بالمشاكل، وكذلك اكتشاف العلاقات غير الصادقة. يمكن للأشقاء تحذير بعضهم من المتنمرين المحتملين والتعرف إلى مواقف التنمر التي يجب تجنبها.
التعاطف الحنون مع بعضهم
عندما يكبر طفلك مع شقيق يقارب عمره في البيت نفسه، يمكنه متابعة تجارب هذا الشقيق، سواء كانت جيدة أو محبطة، ونظراً لأن الأشقاء مرتبطون ارتباطاً وثيقاً ببعضهم، فإن شعور طرف بعدم الارتياح، يجعل الآخر يشعر بنفس الانزعاج، وهذا يعلمهم التعاطف تجاه الآخرين، بما في ذلك الأصدقاء والمعارف. إذا تعرض أحد الأشقاء للتنمر، فيمكن للشقيق الآخر أن يفهم الموقف، ويتداركه لاحقاً، أو يمكن أن يكون لديه ما يكفي من التعاطف لدعم صديق يمر بنفس الموقف.
توافر الحب والدعم غير المشروط
يعلم الأطفال أن والديهم سيكونان دائماً موجودين من أجلهم، بغض النظر عن السبب. ومع ذلك، فإن كشف أنهم يتعرضون للتنمر أمامهما ليس بالأمر السهل. وهنا يأتي دور الأشقاء الذي يعمل كنظام دعم قوي، ويجعل الطفل يشعر بأنه مدعوم بأشقائه، ويسهل عليه الحديث عن تجاربه الصعبة مثل التنمر، كما أنه يساعده على التأقلم بشكل أفضل مع هذه المواقف.
التعلم من علاقات الإخوة غير الصحية
مثل الفوائد التي تتمتع بها علاقات الإخوة الصحية، فإن عواقب العلاقات الأخوية غير الصحية متعددة أيضاً، ومنها يتعلم الأطفال أنماطاً سلوكية غير صحية؛ مثل التلاعب والإكراه والعدوان؛ لأن علاقة الأخ والأشقاء السيئة لا تشجع على التنمر فحسب، بل تعيق أيضاً التطور والنمو. يمكن أن يؤدي الإفراط في الإساءة أو العنف أو الصراع أو التنافس إلى توقف النمو والمشاركة في الأعمال السيئة وضعف الأداء الأكاديمي في المستقبل.
تعرّفي إلى المزيد: نصائح لمنع الغيرة بين الإخوة