يصف المحلل النفسي الأمريكي هربرت جيه فرودنبرجر أول من أدخل مصطلح الاحتراق الوظيفي burnout إلى حيز الاستخدام الأكاديمي عام 1974م في كتابه )الإحتراق الوظيفي بأنه (التكلفة العالية للإنجازات العالية)، الاحتراق الوظيفي بأنه "انقراض الدافع أو الحافز ، خاصة عندما يفشل تفاني المرء في قضية أو علاقة في تحقيق النتائج المرجوة"
من المؤكد أن هذا التعريف يلخص نتيجة الاحتراق الوظيفي والذي كان آخر ضحاياه رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا أرديرن، والتي تنحت عن منصبها مؤخرًا وسط ذهول الكثير من قادة العالم.
• الاحتراق الوظيفي شعور ينتاب الكثيرين
- هبة الله عبد الرحمن – مدير العلاقات العامة بأحد الفنادق الكبرى بالإسكندرية تقول لسيدتي: تحت وطأة ضغوط الحياة وتثاقل المسئوليات، ينتاب الكثيرون الشعور باستنفاد الطاقة أو زيادة المسافة الذهنية بين ما تتطلبه الوظيفة وما يتم انجازه، والذي يؤدي بكثير من الأحيان لفقد الشغف أو الدافع للعمل، وفي تلك اللحظة يجب التوقف تمامًا أمام هذا الشعور وإعادة النظر لكثير من معطيات الحياة ليستطيع المرء الاستمرار والاهتمام بأحبابه أكثر.
- نسرين سمير الملالي – موظفة موارد بشرية بشركة النيوم للخدمات البيئية تؤكد أن وصول المرء لمرحة الاحتراق الوظيفي يؤدي إلى انخفاض الإحساس بالكفاءة المهنية، وغالبًا ما يجعل الفرد يشعر بعدم الرضا عن المنجز الشخصي والأداء المهني وهو ما شعرت به رئيسة وزراء نيوزلندا.
وعن رأيها بموقف أرديرن وتنحيها من منصبها الرفيع، أكدت نسرين أنها تتفهم موقف وهذا الشعور بالاحتراق، وهذا ما يبرر رغبتها في قضاء المزيد من الوقت مع عائلتها، والتراجع عن دورها السياسي على الرغم من أهميته، إلا أن المرأة مهما كانت نجاحاتها تعطى الاولوية لأسرتها (عالمها الحقيقي)، لافتة أن هذا الشعور لا يخص المرأة الشرقية فقط، بل يخص المرأة فى كل ربوع العالم وهي طبيعتها التي جُبلت عليها.
- أيمن رضوان خبير اتصالات وأمن المعلومات يتفق مع رضوى برأيها، يقول لسيدتي: دور المرأة الأساسي هو في عائلتها فهي من تضع اللبنة التي يصلح بها المجتمع، ومهما وصلت لمنصب أو حازت مكانة باجتهادها وجدها فعائلتها دائما لها الأولوية، ودورها بالعائلة لا يمكن لأي شخص أن يحل محله، في حين دورها الوظيفي يمكن لأي فرد أن يقوم به، لافتا أن المرأة قد تشعر بالاحتراق الوظيفي وهي تقوم بمهام عملها ولكن من المستحيل أن تصل لمرحلة الاحتراق هذه وهي تقوم بمهام عائلتها.
تابعي المزيد: كيفية التعامل مع الاحتراق الوظيفي؟
• رئيسة وزراء ماهرة بشهادة الجميع
حسب موقع usatoday.com، كانت رئيسة وزراء رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا أرديرن ، هذه السيدة الماهرة بشهادة الجميع، والتي عشقها شعبها لمواقفها البطولية والجادة فى كثير من المواقف خاصة أثناء جائحة كورونا وكذلك مع مجزرة كرايست تشيرش، كيف دعمت علاقة دولتها مع الصين، كذلك لم يخفت أبدأ دعمها ومناصرتها لقضايا المرأة والأقليات، ولا ينسى العالم موقفها عندما كانت أول زعيمة عالمية تجلب طفلاً رضيعًا إلى اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك، حيث جلست خلال قمة نيلسون مانديلا للسلام مع طفلتهما "نيف"، والذي أعطى بارقة وضاءة تبرز مدى اهتمامها كامرأة بعائلتها.
وقد ذهل العالم مؤخرًا عقب قرار رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن بالاستقالة بعد توليها المنصب في عام 2017.
تابعي المزيد: أصغر امرأة تقود دولة في العالم
• لم يعد لدي ما يكفي لتحقيق العدالة
وقالت أرديرن (42 عاما) وهي تكافح دموعها للصحفيين أن السابع من فبراير سيكون آخر يوم لها أضافت : "لن أغادر لأن العمل صعب. لو كان الأمر كذلك ، ربما كنت سأغادر عقب شهرين من هذه الوظيفة. ولكني سأغادر لأنه مع هذا الدور المميز تأتي المسؤولية ، ومسؤولية معرفة متى تكون الشخص المناسب للقيادة، وأيضًا عندما لا تكون كذلك. أعرف ما الذي تتطلبه هذه الوظيفة، وأعلم أنه لم يعد لدي ما يكفي في الخزان لتحقيق العدالة. الأمر بهذه البساطة ".
• تنحي بسبب الاحتراق الوظيفي
وتفسّر شافون مورلوبان، أخصائية نفسية مرخصة الموقف لـ usatoday.com تقول: "تنحي رئيسة الوزراء جاسيندا هو مثال على حالة الاحتراق الوظيفي التي يشعر بها الناس في جميع أنحاء العالم". "لقد كانت السنوات القليلة الماضية صعبة للغاية، وهناك عدد قليل من الأشخاص المستثنيين من ذلك. لقد سئم الناس من المعارك التي خاضوها والتي ربما لا يزالون سيخوضونها في المستقبل."
تابعي المزيد: جاسيندا أرديرن تلغي حفل زفافها بسبب قيود أوميكرون
وعن الاحتراق الوظيفي يقول د. زياد قاسم أسامة أستاذ الطب النفسى بقسم الطب النفسى بكلية الطب جامعة الأزهر لسيدتي: تعرف منظمة الصحة العالمية (WHO) الإحتراق الوظيفي بأنه حالة من الإرهاق الحيوي" وهي مجرد قمة جبل الجليد المنهك والذي سينهار عاجًلا أم آجلًا، وهو ما استشعره العالم من تنحي رئيسة وزراء نيوزيلندا
• الاحتراق الوظيفي ثلاثة أنواع
يقول د. زياد يتميز الاحتراق الوظيفي بثلاثة أعراض رئيسية:
1- عدم وجود حافز
2- قلة المتعة في عملك
3- عدم الإيمان بقدرتك على إنجاز المهام (شعور بعدم الكفاءة)
فإذا وجدت نفسك تكافح من أجل أبسط المهام ، وتحبط بسهولة مع زملائك في العمل أو أحبائك ، وتشعر أنك لا تستطيع فعل أي شيء بشكل جيد ، فقد تكون تعاني من الاحتراق الوظيفي.
• طرق لعلاج والتعامل مع الاحتراق الوظيفي
- انتبه لمشاعرك فالإرهاق شعور لا يمكن إنكاره
- افحص حدودك، في كثير من الأحيان ، يكون عبء العمل شديد نتيجة لقول "نعم" لا بد من العمل وفق سياق واضح ومحدد في الوقت والمهام والطاقة.
- تنمية الاهتمامات خارج العمل، فلا بد من التوازن بين العمل والحياة
- مارس اليقظة الذهنية عندما نضع قائمة المهام الخاصة بنا قبل احتياجاتنا ، فمن السهل الانزلاق إلى الإرهاقأو الاحتراق الوظيفي. لذلك لا بد من الانتباه لهذه النقطة
تابعي المزيد: ما هي مراحل "الاحتراق الوظيفي"؟