الروح بالروح
فيا لعجبِ الحُب وقوتهِ.. حين يُغيّر الحياةَ بأسْرِها..
ويلوّنُ الأيامَ بلونِ الوردِ.. ويُعَطِّر الهواء بعِطرٍ زكيّ..
وتَرى الأشياء الرخيصة ذهباً خالِصاً.. وتَرى النور في كُل عتمة..
إنهُ التغيير الذي ينتظرهُ كُلُّ إنسان..
مهما كانت الظروف والمصاعب.. الجميع ينتظر شيئاً واحداً، اسمهُ الحُب!
وأتساءل.. هل الحُب اختيار أم قرار؟
هل بأيدينا اختيار من نحبهُ، أم أنهُ يُفرض علينا؟
ويا لهُ من سؤالٍ يصعبُ وصف جوابِه.. فالحُب مزيج من الفرض والاختيار!
إنهُ شعور يظهر في حياتك فجأة، من دون مُقدّمات..
من دون أدنى توقع أو تخطيط مُسبق..
يظهر فحسب، وحينها، سيكون عليك الاختيار..
فإما أن تتركَ زمامَ مشاعرِك لِتَلْتهِمَ مشاعرَ الطرفِ الآخر وتندمجَ معهُ..
وإما أن تكبح الزمام لكيلا تنفرطَ قوتك وتضعف..
الاختيار بين يديك، وعليك أن تتخذ قرارًا صائبًا..
فالحُب فرصة، ربما تأتي في العُمُر كُلِّهِ مرةً واحدةً فقط..
ولأكون صادقًا معك... فالحُبُّ غالِباً لا يأتي سوى مرة في العُمُر..
وبعدها؟
بعدها تتساوى كُلُّ الصور والمشاعر..
تتساوى كُل الوجوه..
لن يؤثر فيك شيء بعد ذهاب الحبّ الحقيقي.. لن تستطيعَ تكرارَ نفسِ الشعور..
شيءٌ مُشابه ربما.... إحساس قريب ربما...
لَكِنَّ نُسخةً مِنه لن تتكررَ أبداً!
فهي فرصةٌ تأتيك، وعليك ألا تُفرِّطَ بها..
عليك أن تتمسك بحِبالِ الحُبِّ وأطرافهِ بكل ما أوتيتَ مِنْ قوة..
عليك أن تعلمَ أنَّ الحُبَّ هو طرَفُ نجاتِك..
هو حياتُك الأزلية..
هو الروح التي ينبض بها قلبك..
هو مصدر الدم الذي يجري في أوردتك..
الحُبُّ هو "أنت".. في نُسختِهِ الروحية..
ولِذا.. حين تُحِبُّ.. تَجِدُ القلب فَرِحاً..
ينبُضُ بخِفةٍ وحيوية...
ينبُضُ بأملٍ وسعادة..
تَجِدُ الروحَ مَرحة، تضحك وتلعب..
وترى الحياةَ جميلة..
الحُبُّ يبُثُّ في الروحِ روحًا جديدة.. ويغسلُ الصدأَ مِن جوانِبِ وُجدانك..
فتَضْحى إنساناً غير الذي كُنتَ، مُختلفَ الجوارح والأحاسيس، مُتميزاً..
أو هكذا تشعر..
فريداً من نوعك... أو هكذا تُحِس..
لا يُعكّرُ صفوَك شيء، ولو احتشدت هموم الدنيا وأهوالها..
وكأنك تائه في ملكوتٍ بعيدٍ..
تأخُذك الحياة لرحلةٍ أبدية..
بِدايتُها قلبُك..
ونهايتُها أطرافُ الكون..
