حافية القدمين، شعرها مشعّث، وملامحها تدعو للأسى، هكذا وصف ضابط شرطة، زوجة تعرضت للضرب على يدي زوجها الثمل في دبي؛ مما دفعها للاستغاثة بالشرطة، التي حضرت على الفور؛ لتفاجأ برجل يترنح، قاوم أفراد الدورية؛ ما دفعهم للاستعانة بدورية أخرى؛ حتى تم اقتياده إلى مركز الشرطة.
الزوجة، ابنة الرابعة والعشرين ربيعاً، قالت: إنها تعيش مع زوجها حياة مستقرة، لكنه يوم الواقعة احتسى كمية كبيرة من الكحول، وافتعل معها شجاراً، قام على إثره بالاعتداء عليها بالضرب المبرح في كافة أنحاء جسمها؛ ركلاً وصفعاً وشد شعر، وصل إلى حد تقطيعه، وخروج كومة شعر من رأسها، وبعد الضرب قام بحبسها في حمام الشقة، وترك ابنه، ابن العام والنصف يصرخ ويبكي بلا فائدة، تتابع الزوجة: «عندما فتح الباب لي ودخل إلى الغرفة؛ استغللت ذلك وخرجت من الشقة متجهة إلى الشارع، واستنجدت بالمارة، وطلبت منهم الاتصال بالشرطة، التي قدمت ورافقتني إلى الشقة لجلب ابني، الذي تركته مع والده الثمل».
عندما وجدت الشرطة الزوجة المعنفة، وكانت في ملابس النوم، وتمسك بيدها خصلاً من شعرها؛ إضافة إلى كونها كانت حافية القدمين.
شد وجذب
حتى إن الشرطي الذي قبض على الزوج، تعرض بنفسه للإهانة والاعتداء، وذلك أثناء تواجده على رأس عمله، وبرفقته شرطي آخر، عندما تلقيا بلاغاً بوجود مشكلة في إحدى الحدائق، يتابع الشرطي: «عندما توجهنا إلى هناك؛ وجدنا سيدة تستغيث وتفيد بأن زوجها قام بالاعتداء عليها بالضرب وبالكلام البذيء، وأنها تركت طفلها وحيداً معه في المنزل، وتود الذهاب لإحضاره خوفاً عليه، وبالفعل تم التوجه إلى الشقة؛ حيث فتح لنا الزوج الذي طلبنا منه إبراز هويته، لكنه رفض وأخذ يصرخ علينا قائلاً: لا دخل لأحد، أنا أشرب في بيتي ولا توجد مشكلة، وطلبنا منه السماح لزوجته بدخول الشقة لأخذ ابنها البالغ من العمر عاماً ونصفاً، ومن ثم مرافقتنا إلى مركز الشرطة، واتبعنا معه كل الوسائل القانونية، وحاولنا إقناعه، لكن دون جدوى؛ فقد كان الرفض هو الرد الوحيد، وحاول إغلاق باب الشقة، لكننا منعناه؛ حيث كانت زوجته بالداخل؛ لجلب الطفل، وبعدها أصبحت عملية شد وجذب بينهما على الطفل، إلى أن ظفر به الأب؛ فاستغاثت بنا مرة أخرى.
على إثر ذلك الشد والجذب بين الزوجين على الطفل؛ اضطرت الشرطة إلى استدعاء دورية مساندة؛ لأخذ الزوج، وبالفعل تم ذلك، وحضرت دورية مساندة وقامت باقتياده، وعند وجوده عند عتبة باب الشقة واقتياده إلى دورية الشرطة؛ أبدى مقاومة عنيفة؛ تعرض شرطي على إثرها لإصابة في إصبع يده اليمنى، وهو جرح قطعي تم توثيقه في التقرير الطبي، يستدرك الشرطي: «منظر زوجته وطفله كان يثير الحزن؛ فعندما وجدناها كانت حافية القدمين وبلباس النوم المنزلي وخائفة».
جنح الأسرة
النيابة وجهت للشاب تهمة التعدي ومقاومة موظفين عاملين في شرطة دبي أثناء تأديتهما لوظيفتهما؛ مما أدى إلى تعرضهما إلى إصابات مختلفة بحسب تقرير الطب الشرعي والتحقيقات، كما اعتدى بالضرب على سلامة جسد زوجته، والتي أعجزتها عن القيام بأعمالها مدة عشرين يوماً، كما سبها بما يخدش شرفها وبعبارات نابية، وبالتالي يكون المتهم قد ارتكب جنح مقاومة موظف عام أثناء تأدية وظيفته، والاعتداء على سلامة جسم الغير، وحيازة مشروبات كحولية وتعاطيها في غير الأحوال المنصوص عليها قانوناً، والمعاقب عليها بقانون العقوبات الاتحادي رقم 3 لسنة 1987 لغاية سنة 2006 والمادتين 3، 7، من قانون مراقبة المشروبات الكحولية للعام 2007
السيدة عادت إلى بيتها، وهي مصممة على العودة إلى بلدها، وتقديم طلب للانفصال عنه؛ مشيرة إلى أنه أقدم على ضربها سابقاً، لكن ليس بنفس القوة.
مستفزة
وطالبت نساء بسن قانون «يجرِّم» العنف ضد الزوجة، ودافعن عن المقترح القانوني؛ مؤكدات أنه سيحجِّم ظاهرة العنف المتفاقمة ضد الزوجات، في حين رأى آخرون أنه سيسهم في تفاقم النزاعات العائلية وارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع، هي بالأساس مرتفعة فيه.
حيث ترى عبير الخطيب، شابة تعمل في مجال الدراسات والأبحاث، أن من تعيش مع رجل يضربها ويحط من كرامتها، تستحق كل ما يحدث لها.
أما آمنة شمل المرجالي، موظفة؛ فتعتبر المهم من وجهة نظرها ألا تقلل السيدة من شأن زوجها أو تشتمه؛ بل تحاول احتواءه.
فيما يضع ثائر ميشيل زريقات، مصمم مواقع على الإنترنت البيض في سلة الزوجة، ويعتبرها مصدر الاستفزاز كله، وأنه لا يُقدم رجل على مد يده؛ دون أن تكون ثورة اشتعلت بداخله، والسبب هي الزوجة.
سعاد فتحي الوحيدي، ربة منزل ترى أن الضرب وسيلة لا أخلاقية، وفيها إذلال للمرأة، وهو مقدمة لتفسخ في العائلة وبوابة للطلاق.
المزيد:
ضحيّة لبّنانية جديدة نتيجة العنف الأسري
بريطاني يحبس زوجته بسبب غنائها بعد وفاة والدته!
"علقة ساخنة" من الزوجة المراهقة!