أشادت الدكتورة أشجان الهندي أستاذة الأدب والنقد الحديث بجامعة الملك عبد العزيز، بموافقة مجلس الوزراء السعودي على تسمية عام 2023 بـ "عام الشعر العربي" احتفاءً بالشعر العربي الذي يضرب بجذوره في عمق أرض المملكة العربية السعودية.
اقتران الشعر بالعرب
وقالت: "شهدت هذه الأرض منذ آلاف السنين ميلاد الشعر الذي اقترن بالعرب وبثقافتهم، -فكان ديوانهم الذي سجّل أيامهم، وأخبارهم، وتفاصيل بيئتهم- وأصبح مصدراً للدارسين والباحثين الذين اعتمدوا عليه بوصفه وثيقة تاريخية، ملهمةً للشعراء الذين تمثّلوا خطى أسلافهم الشعرية في قصائدهم، وما المعلّقات السبع أو العشر -كما يحصيها بعضهم- والتي عُرفت أيضاً بـ"عيون الشعر العربي"، إلا شاهداً على هذه العُرى الوثقى بين الشعر العربي وبين وطننا الحبيب".
كما أكدت أن المعلقات المرتبطة بشعراء عصر ما قبل الإسلام هي النماذج الشعرية العليا التي تُمثّل "القصيدة الأولى"، وهي التي سُمّيت أيضاً بـ "المذهّبات"، لأنها كُتبت -كما تذكر المصادر- بماء الذهب وعُلّقت على أستار الكعبة في دلالة واضحة على ارتباط القصيدة العربية الأولى بأرض المملكة، موطن الشعر العربي".
دعم المشهد الثقافي
وأوضحت الهندي أن تسمية "عام الشعر العربي"؛ تدعم المشهد الثقافي العربي على نحو عام، والمشهد الشعري على نحو خاص، مُؤكدة دوره كمكوّن من مكوّنات الثقافة، وأحد روافدها المهمة في تعزيز الفن والجمال، والمساهمة في صياغة وتشكيل مفاهيم الثقافة العربية الأصيلة؛ بالإضافة إلى تسليط الضوء على الدور العالمي الذي يقوم به الشعر اليوم في نسج الوشائج الإنسانية والمعرفية بين البشر بمختلف أجناسهم ولغاتهم في عالمنا الكبير.
تابعي المزيد: وزير الثقافة السعودي يُثمن موافقة مجلس الوزراء على تسمية عام 2023 بــ"عام الشعر العربي"
شاهد على التأثر والتأثير
وترى الهندي أن القصيدة العربية اليوم تُمثّل شاهداً على التأثر والتأثير المتبادل بين سكّان العالم الذي اتسعت فضاءاته الرقمية، وتنوعت مصادره، "فتقلّصت المسافات، وتوثّقت الصلات، وهذا ما تعمل وزارة الثقافة على بلورته ودعمه من خلال ما ستقيمه من أنشطة وفعاليات ومبادرات ثقافية متنوّعة، واحتفاليات شعرية، وندوات ستُعقد طوال العام، مؤكدة بذلك دور الشعر، ومُسلطة الضوء على علاقته الوثيقة بالإنسان، ليس في العالم العربي فحسب، بل في العالم أجمع".
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر