الترابط الأسري في كثير من مجتمعاتنا العربية هو نواة لنجاح كل أسرة لأنه يشعر أفراد الأسرة بالأمان والدفء والطمأنينة، ولكن اختفاءه يحدث فجوة كبيرة في العلاقات داخل الأسرة ويعكر صفوها ويجعلها غير مستقرة، وغير قادرة على مواجهة كافة الظروف الحياتية الصعبة. وفي ظل الاحتفال بيوم الحب سيدتي التقت الدكتورة علياء محمود الباحث والخبير في العلاقات الاجتماعية لتقدم لك نصائح لتقوية أواصر الحب بين أفراد الأسرة.
-
أهمية الأسرة
تقول د. علياء لسيدتي: الأسرة تظهر أهميتها في كونها ركناً ركيناً من أركان المجتمع، وهي لبنته الأساسية التي يقوم عليها بناؤه، إذا صلُحت صلُح المجتمع، وإذا فسدت فسد المجتمع، والأسرة كيان متكامل قوامه السكن والمودة والرحمة، ولا يمكن أن تكون الأسرة سليمة إلا إذا كانت علاقات الأفراد داخل الأسرة ناجحة يسودها الحب والهدوء والتفاهم، ولكن في عصرنا، عصر الحداثة والفضاءات السيبرانية، وفي ظل وجود ثورة تكنولوجيا المعلومات، حدث كثير من التغيرات والتأثيرات على تماسك الأسرة العربية وهويتها وكينونتها، وفي ظل سعي الأسرة المستمر للتمسك بتقاليدها الأصيلة وعاداتها وقيمها الراسخة، أصبحت الأسرة تعاني من أمراض أصابت بنيتها الداخلية، وهي أمراض دخيلة علينا من ثقافات غريبة عن المجتمع العربي لطالما أرادت طمس هويته الثقافية.. وإليك 4 طرق لتحقيق الترابط الأسري
-
نصائح لتعزيز وتقوية قوام الأسرة
• القدوة الحسنة
وهي المثل الأعلى والنموذج الذي تقتدي به الأسرة، وهي المرجعية الاجتماعية والفكرية والخبرة العميقة في العائلة، فمن أكثر المعوقات التي تواجهها العائلة عند تربية الأبناء هي عدم وجود قدوة حسنة يحتذي بها الأبناء ويقلدونها، ويرون فيها المثل الأعلى لهم، والقدوة ليست بالحزم أو بالشدة ولكن بالتفاهم والحب والحوار والهدوء والاحترام، فمن المهم أن يحترم الآباء أبناءهم بدنياً ونفسياً.
• تقديس فكرة الترابط الأسري
الأسرة هي البوتقة التي تنشأ فيها القيم الأخلاقية والدينية، والترابط يعني الحفاظ الدائم على صلة الرحم، والعلاقة بين كل أفراد الأسرة، ومشاركة بعضهم لبعض في كل المناسبات السعيدة وكذلك الحزينة، وفي التجمعات العائلية المرحة والتسامر حول مائدة الطعام، فيصبح أفرادها أكثر قدرة على مواجهة التحديات في المستقبل، ومتشابكة فيما بينها.
• المشاركة والدعم والمساندة
الدعم والمساندة بين أفراد الأسرة لمواجهة التحديات التي قد يتعرضون لها، وتقوية العلاقات الأسرية لأنها تحقق ارتباطاً قوياً بين أفراد الأسرة، وإظهار الدعم والمودة من خلال الكلمات اللطيفة والأفعال التي تُبين حب الوالدين لأبنائهم والعكس يُكسبهم الثقة بأنفسهم، والدعم والمساندة بين أفراد الأسرة يمنحهم التشجيع والطمأنينة وشعورهم بالأمان والطمأنينة بينهم، وهذه أفكار أخرى لتقوية الروابط الأسرية.
• الاحترام المتبادل
إن الاحترام والتقدير قيمة أسرية تحتاجها بيوتنا؛ من أجل تقوية أواصر الحب والاحترام والتوقير والأدب، ويتبادلها أفراد الأسرة كباراً وصغاراً لبعض، فالصغار يعرفون حقوق الكبار عليهم وكذلك الكبار يعرفون حق الصغار، واحترام الكبير كالتبجيل والتوقير لكبار السن سواءً داخل الأسرة كالجد والأب والأخ والأخت الكبار، أم كان خارج الأسرة كالأقارب والأباعد، ومن ثمرات هذا الاحترام الأسري قلة المشكلات في البيوت، وحب أفراد الأسرة بعضهم لبعض ورسوخ مبادئ التعاون والتعاطف فيما بينهم.
• الحوار الأسري
لتقوية أواصر الحب لابد أن يكون هناك حوار بين أفراد الأسرة، فهو سيخلق نوعاً من العمل الجماعي والترابط الأسري، ويجعل العلاقات بين أفراد الأسرة دافئة يشعر أفرادها بالأمان والطمأنينة، وعدم وجوده يحدث فجوة كبيرة بينهم تجعل أفرادها عرضة للتأثيرات الخارجية، ويؤدي إلى عدم الترابط والتفكك الأسري، وفي ظل الصراع بحثًا عن المادة وتحقيق مستوى معيشي أفضل هل سيتحقق هذا الحوار وهل يمكن للأم العاملة التوازن بين العمل والأسرة
-
الولاء والإخلاص
الإخلاص ضرورة حياتية في المجتمعات الإنسانية، والأسرة التي بين أفرادها الحب يكون لديهم ولاء وارتباط قوي، ويتقاسمون هموم الحياة وأفراحها، والوقوف فيما بينهم في السراء والضراء، فالولاء والإخلاص قيمة ورابطة عاطفية تربط الفرد بأسرته بدون شرط، فالولاء هو انتماء وعلاقة الناس بأفكار وقيم الأسرة.
-
التواصل الإيجابي
والتواصل الإيجابي يتخذ عدة أشكال، كالحوار والتشاور والتفاهم والإقناع والتوافق والاتفاق والتعاون والتوجيه والمساعدة والاستماع إلى بعضهم البعض، والتواصل بين الأسرة والأبناء يعطي أبناءنا انطباعاً يدل على حياة جميلة يسودها الحب والتفاهم والألفة، ويبني جسوراً من الثقة بين أفراد الأسرة، ويشعرهم بالأمان والحب والثقة في حكمة وخبرات الوالدين، ونحو المزيد من أفكار التواصل الإيجابي هذه أفكار تكنولوجية لتقوية الراوبط الاجتماعية مع العائلة