اعتماد البشر على الحيوانات أمر يعود لبداية وجود الإنسان على الأرض وكما يتطور كل شيء فالاعتماد البشري على الحيوانات يتطور أيضاً، ويقضي العلماء سنوات طويلة من التدريبات والأبحاث العلمية لتدريب الحيوانات للمساعدة في إنقاذ البشر أثناء الكوارث الطبيعية وداخل الأماكن الخطرة.
فئران مزودة بـ كاميرات
يعكف العلماء في الوقت الحالي لاستخدام الفئران لتحديد أماكن ضحايا الزلازل تحت الأنقاض، وهي أبحاث لازالت في مراحلها التجريبية الأولى، إلا أنها تعد بثورة في مجال إنقاذ ضحايا الكوارث الطبيعية أبرزها بحث نشرته منظمة بلجيكية عام 2022، ويكشف عن عمليات تدريب الفئران للمساعدة في إنقاذ ضحايا الزلازل، وتعمل منظمة APOPO على هذه التجارب من خلال تزويد الفئران بكاميرات يتم تركيبها فوق ظهر الفئران قبل إطلاقها في مناطق الكوارث الطبيعية، حيث يساعدها صغر حجمها في الدخول إلى المناطق التي تصعب على البشر الوصول إليها.
بديلًا أكثر كفاءة لـ"الكلاب"
ولجأت المنظمة البلجيكية للفئران لكونها كائنات تتمتع بفضولية، ولديها غريزة تدفعها للاستكشاف والتنقيب وهذا مفتاح البحث والإنقاذ، كما أن صغر حجمها وحاسة الشم الممتازة لديها تجعل الفئران مثالية لتحديد أماكن الأشياء في المساحات الضيقة، وتم تدريب الفئران للعثور على ناجين في منطقة كوارث محاكاة، فيتم تدريبها في البداية لتحديد مكان الشخص المستهدف في غرفة فارغة وعند إيجاده يتم سحب المفتاح الموجود على السترة التي تطلق صافرة، وفي هذه الحال يعودون إلى القاعدة الرئيسية حيث يتم مكافأتهم.
كما يتم الاستعانة بالكلاب منذ سنوات طويلة في هذه الحالات اعتماداً على صغر حجم الكلاب مقارنة بالبشر مما يجعلها قادرة على صعود درجات السلم والجدران المنهارة، فتحرك عناصر الإنقاذ البشرية على هذه السلالم والجدران يجعلها تتحطم تماماً، كما تساعد حاسة الشم لدى الكلاب في استكشاف أماكن الضحايا، وقد أرسلت بعض الدول بينها روسيا كلاباً إلى سوريا للمساعدة في البحث عن ضحايا الزلزال المدمر.
بطولة "كلاب"
بحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، تمكنت الكلبة "سيلا" من إنقاذ حياة 12 شخصاً من تحت الأنقاض في ولاية ملاطية التركية المتضررة من الزلزال، حيث نجحت «سيلا» الكلبة المدربة تابعة لكتيبة الإنقاذ من الكوارث الطبيعية في تنفيذ مهامها بكفاءة عالية، حتى أصيبت خلال عمليات البحث بجروح في قدميها بسبب قطع الزجاج والمعادن المتناثرة.
وفي عام 2019 تم تكريم الكلب "ديزل" الإسباني، حيث حصل على جائزة الصندوق الدولي لرعاية الحيوان IFAW، وذلك لإنقاذه آلاف الضحايا جنباً إلى جنب مع مالكه "جاري كول"، بحسب ديلي ميل، حيث شارك الثنائي في إنقاذ ضحايا زلزال نيوزلندا 2011.
وبعدها شاركا في عمليات البحث عن ضحايا زلزال نيبال 2015، والثنائي يعملان ضمن فريق الإنقاذ والبحث الدولي البريطاني، وللكلاب دور آخر في الإنقاذ من خلال القدرة على اكتشاف الأمراض.
فقد أظهرت الأبحاث أن الكلاب يمكنها اكتشاف العديد من أنواع السرطان، كما تم الاستعانة بها في عدد من المطارات حول العالم للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا.