من الطبيعي أن يواجه الأزواج بعض المشكلات في حياتهم، لكن من أهم ما يحدد شكل العلاقة بين الزوجين كيفية التعامل مع المشكلات اليومية والتغلب عليها، فعند تراكم المشكلات والمشاعر السلبية مع تجنب الحديث حولها قد تتضخم المشكلات بمرور الوقت ويحدث الانفصال العاطفي أو ما يُعرف بالطلاق الصامت، الذي يحدث عندما يمر الزوجان بمرحلة معينة ينفصلون عاطفياً عن بعضهم بعضاً، فبالنسبة للعالم الخارجي، يظهران كثيراً معاً، لكن الاتصال الحقيقي بينهما قد انتهى.
فالخلافات لا تُعتبر السبب الوحيد لتفكك العلاقة؛ حيث يمكن أن يتسبب عدم المبالاة وقلة الاهتمام والشعور بالوحدة، الذي قد يكون مدمراً في كثير من الأحيان؛ في المشكلات، فالطلاق الصامت قد يحدث عندما لا يكون لدى الأزواج ما يقوله لبعضهما بعضاً لفترات طويلة؛ ما يَتسبب في جعل الأزواج يشعرون وكأنَّهم يتشاركون منزلاً، ولكنهم ليسوا معاً بأي طريقة ذات مغزى أو لا يوجد بينهما حب أو مودة مطلقاً، فهي باختصار حالة لا يوجد فيها صراع واضح، ولكن أيضاً لا يوجد الكثير من الأشياء الأخرى التي تحدث.
يقول الدكتور مدحت عبد الهادي خبير العلاقات الزوجية لـ«سيدتي»: كل الزيجات تواجه المشكلات، لكن أهم ما يحدد أثرها في العلاقة بين الزوجين كيفية التعامل معها والتغلب عليها، إلا أن كثيراً من الأزواج يتجنبون الحديث فيها، وحل جذورها، ويعتقدون أنهم بذلك يحافظون على استمرار العلاقة دون إثارة الخلافات، لكن ما لا يعرفونه أن طريقة التعامل هذه تبعدهم عن بعضهم بعضاً، ومع مرور الوقت تتراكم المشاعر السلبية والمشكلات غير المعلنة، حتى يصل الأمر إلى ما يُسمى «الطلاق الصامت».
حلول علاجية للطلاق الصامت
- الاعتراف بالمشكلات المسببة للطلاق الصامت:
يجب التوقف عن التجاهل والاعتراف بوجود حاجز بين الزوجين ومحاولة فهم الأسباب؛ فقد لا تسير الأمور على ما يُرام في بداية الحديث، لكن ما لم يتم حل هذا الموقف، فإنَّ الزواج في طريقه إلى الانتهاء.
- المحافظة على التعامل بأسلوب لطيف:
على الرغم من أنَّه تجب مواجهة الحاجز بين الزوجين؛ فإنَّ التعامل بأسلوب لطيف يُعد طريقة أفضل لتهدئة التوترات بين الزوجين، إذ يجب الاهتمام بنبرة الصوت ومنح الطرف الآخر فرصة للتعبير.
- الصراحة ومشاركة المشاعر:
يجب أن يعرف كلا الطرفين أنَّ جدار الصمت هذا يجعل كل منهما يشعر بالوحدة.
- الإيجابية والدبلوماسية:
من الأفضل تعزيز الحوار بين الطرفين وتبادل الآراء، واختيار الكلمات بعناية، ومدح الزوجين لبعضهما بعضاً.
- التركيز على الحل:
يجب أن تكون النية واضحة في الحاجة إلى كسر الحاجز والتفكير في كيفية إعادة التواصل، ويمكن عمل قائمة بما يريده كل منهما، ومن ثَم تحديد القضايا الأكثر إلحاحاً.
- طلب المساعدة:
إذا وصلتِ للنقطة السابقة، ولم تشعري بتحسن في العلاقة؛ اطلبا المساعدة من استشاري علاقات زوجية، فربما تكون هناك مشكلات أعمق، وتجب معالجتها لاستعادة تواصلكما وتقوية العلاقة بينكما مرة أخرى.