تفيد دلائل أن صنع الإنسان للسيراميك يرجع إلى نحو 24000 عام قبل الميلاد، مع العثور على الخزف المذكور في تشيكوسلوفاكيا، قبل تحوّلها إلى دولتين. إكسسوارات المنزل وأواني المائدة المصنوعة بصورة يدوية، من السيراميك، منتشرة أخيراً، وهي تروي قصص من صنعها، عن طريق أشكالها وألوانها... وتناسب كلّ طرز الديكور، وتضيف جاذبية إليها.
في زمن يبرز فيه الحنين إلى الأزمنة الماضية عن طريق الأثاث العتيق والإكسسوارات القيّمة المتوارثة من جيل إلى جيل، ويدمج فيه الحديث بالقديم، يبدو المنزل كأنه أكثر من جماد، بل مساحات داخلية، تملؤها القطع التي تحكي القصص «الشخصية».
هناك راهناً ثورة ضد كل متاع المنزل المنتج بصورة ضخمة، وبعدد لا محدود من القطع، مع حضن بالمقابل للحرف اليدوية في تصميم المنزل وتزيينه، والميل نحو تخصيص كل عنصر يدخل المنزل، سواء تعلّق الأمر بالأثاث أو بالإكسسوارات. إتقان الحرف اليدوية يحظى بتقدير أكبر ويضيف الدفء إلى المكان الذي نقضي فيه وقتنا، ما يشرح الرغبة في اقتناء الخزف (أو السيراميك) المصنوع يدويّاً، لغرض تزيين المنزل المعاصر.
جذب العيون
لا حصر للإكسسوارات الخزفية، التي قد تتخذ هيئة أوانٍ، مثل: الأطباق والأوعية والكؤوس، بالإضافة إلى المزهريات وخطافات المعاطف والمعلقات وحوامل الشموع... الشائع في ديكور المنزل، التزيين بالمزهريات، سواء عرضت الأخيرة وحيدة، أو هي ملئت بالأزهار، كانت بيضاء اللون أو ملوّنة، تمتّعت بشكل هندسي محدّد أو آخر عضوي، كبيرة أو صغيرة، موزّعة بصورة فردية أو في مجموعة. المصابيح النازلة المصنوعة من السيراميك، دارجة بدورها، وهي تضيف السطوع إلى دواخل منزلك بأكثر من طريقة، كما أحواض الزرع الخزفية، التي توحي بالطابع «المودرن» وأواني المائدة.
مهما كان الخيار، ستضيف الإكسسوارات السيراميك اللون أو القوام لديكورات الغرفة. في هذا الإطار، يكفي جمع قطع مختلفة الأحجام ملوّنة بدرجات اللون عينه، بالقرب من بعضها البعض، لجذب العيون إليها.
تابعي المزيد: أفكار الاكسسوارات المنزلية للحائط
صنع الخزف في دبي
ميترا موسر، فنّانة سيراميك نمساوية المولد، وحائزة على دبلوم في فنّ السيراميك في أُستراليا. تمتهن الفنّانة صنع الخزف منذ 15 عاماً، وتقيم راهناً في دبي. كانت شاركت في تأسيس استديو OKA Ceramics عام 2019.
عن السيراميك، تقول الفنانة ميترا إنّها تحب الاحتمالات العديدة التي يقدمها الوسيط المذكور، إذ يمكن التعامل معه بحسب طرق عدة، وليس من الناحية الوظيفية حصراً، فالسيراميك قد يحمل رؤية الفنان، ويجمع بين أفكاره المفاهيمية والجمالية.
تمتهن ميترا صناعة الأواني المنزلية وتركيبات الإضاءة والإكسسوارات الجدارية، من السيراميك.
توافق الفنانة على ملاحظة «سيدتي» المتعلقة بشيوع الرغبة باقتناء الأدوات والإكسسوارات المنحوتة يدويّاً، كما تلك المصنوعة من السيراميك، الجاذبة لانتباه المستهلكين والحائزة على تقديرهم، لا سيما أن ميترا تقوم بتخصيص هذه الأواني والإكسسوارات لهم.
عن ألوان السيراميك الرائجة، وأشكال القطع والإكسسوارات، تعدّد ميترا الدرجات الرملية والبيج والرمادي الفاتح والأبيض، جنباً إلى جنب الألوان الجريئة والمشرقة. لناحية الأشكال، تقول الفنانة: «تتخذ الأواني أشكالاً عضوية؛ خصوصاً أني لا أتمسك بقيود المادة (السيراميك)، ما يفرز قطعاً جديدة وصعبة تتجاوز القاعدة»...
للمنزل العصري، هي تنصح بشراء القطع ذات الجودة، والحفاظ على البساطة، من خلال اختيار ثلاث درجات لونية ناعمة، مطعمة ببعض القطع المميزة التي «تضيء» المساحات الداخلية.
تابعي المزيد: إكسسوارات مضافة إلى ديكوات المجالس الفخمة لمناسبة اليوم الوطني 2022
فروق بين الفخار والسيراميك
يخطئ البعض بين خامتَي الفخار والخزف، علماً أن الاختلاف بينهما يرجع إلى طريقة تشطيبهما؛ فالفخار عبارة عن أي حاوية مصنوعة من الطين، المضاف الماء إليه، ومعدة بوساطة اليدين أو العجلة، مع التسخين على حرارة منخفضة. أمّا الخزف (أو السيراميك) عبارة عن ملاط (مجموعة من المواد تنتج مزيجاً ذا قوام ليست سائلاً أو صلباً)، مع خاصية التصاق أقل. لذا، يخبز السيراميك على حرارة تبلغ نحو 1600 درجة مئوية. بالطبع، يسهل تلميع الأطباق الخزفية أكثر من الفخار.
تابعي المزيد: السيراميك مادة مرغوبة وجذابة في الديكور الداخلي المعاصر