على أنغام «يا بهية» و«يما القمر عالباب»، تنتج مروى هذه الشخصية المصرية، التي أطلق عليها متابعوها اسم «ساحرة الطعام»، أطباق فيديوهاتها المتفردة، من مطبخ بطراز أوروبي عتيق، في ولاية أميركية. إنها الشيف مروى السجيني التي تمزج رائحة الطعام، بخيالات القرن الثامن عشر.
بدأ عشق مروى للمطبخ مذ كان عمرها 6 سنوات، تذكرت تلك طفولة كانت تضع فيها الكرسي الصغير، كي تطال رخامات المطبخ، وتبدأ بالطبخ، أو تجهيز الخضروات وتقطيعها، أو التنظيف، تتابع مروى: «أذكر طبق الفول الذي حضرته بالثوم والليمون، ونحن في مصر نكتفي بالملح والكمون والزيت، يومها استغربت أمي هذه الإضافات، حتى اكتشفت أنني أتابع الإعلانات».
بداية الفكرة
تذكر مروى ندم أمها، التي لم تدعم موهبتها بشكل أكاديمي، فقد درست مروى الإعلام، وانتقلت إلى أميركا منذ 11 سنة، تتابع مروى: «اقترح علي زوجي، إطلاق قناة طبخ على اليوتيوب، موجهة إلى الأميركيين، لتعليمهم الطبخ المصري، وأطباق البحر المتوسط، يومها لم أكن متحمسة للفكرة، وخائفة من كل شيء، لكنني قررت ذلك منذ سنتين وندمت على أنني لم أنفذ ذلك الاقتراح، كنت أريد تقديم الفيديوهات إلى الشعوب العربية المقيمة في الغربة، ونزولاً عند رغبة أصدقائي الأميركيين، وضعت ترجمة لكل وصفة، ومن هنا كانت البداية».
تابعي المزيد: 3 طهاة آسيويون: يجمعنا عشق الأعشاب الطازجة
عالم سنووايت
تستخدم مروى في فيديوهاتها، معدات غريبة وأثرية، تجمع الجديدة منها من مواقع الشراء على الإنترنت، أما القديمة، فتقتنيها من المزادات التي تحتوي أشياء قد يصل عمرها إلى 150 سنة، ولا تجد مشكلة في سعر القطعة، التي تحب اقتناءها حيث تظهر الشيف مروى بطابع خاص، لم يدرج عليه شيف بتغيير أثوابها الفلكلورية مع كل طبق، تتابع قائلة: «أقتبس الأزياء من مسلسلات وأفلام إنجليزية قديمة وحديثة، منها غراند أوتيل، وملابس تشبه عالم سنووايت وهي تطبخ للأقزام السبعة، والمربية في توم وجيري، التي لم يظهر منها سوى الرجلين والمريلة، أخيط الكثير منها وأحصل على الباقي من مواقع الأزياء التنكرية، كل ذلك بمساعدة زوجي».
أرفض المحسنات الصناعية
تشتري مروى نسخ كتب الطبخ القديمة من محلات الأنتيكات أيضاً، حتى الأميركيين يستغربون من أين تأتي بوصفاتها ولا يعرفون أنها من ثقافتهم، تستدرك قائلة: «الناس يعتقدون أنني أسكن في ريف أميركي؛ لأن النافذة التي بجانبي، تطل على شجرة، لكنني أسكن في بيت حوله أشجار داخل مدينة في ولاية فرجينيا، وعندما أصور بعض الوصفات أختار منطقة زراعية، لأحضر فيها كل ما هو طبيعي من الأرض، سواء توابل أو أعشاب عطرية متوفرة، حتى أنني رفضت إعلانات مكعبات مرق الدجاج التي تحتوي على محسنات غذائية صناعية، فالمحلات توفر كل التوابل العربية، وقد أجلبها معي من مصر».
عائلة مروى مؤلفة من 4 أفراد بينها فتاتان صغيرتان، وهي توزع نصف الأكل على جيرانها الأميركيين، تتابع قائلة: «في ثقافتهم ليس هناك شي مجاني إلا ما ندر، وعندما أطرق الباب على جارتي لأناولها الطبق، تستغرب جداً وتفرح، وتكلم باقي الجيران، وقد عودتهم على تبادل الأطباق في رمضان، حتى أنني أدعو أصدقاء زوجي في العمل، الذين يذهلون بالأكل العربي».
تابعي المزيد: الشيف سهام بورهان الأزرق: أكبر مشاكل الجيل الجديد تناوله للطعام خارج المنزل
ملهمة الطعام
تتلقى مروى إعجابات من أمهات على إنستغرام يكشفن أنه بناتهن الصغيرات يتابعن فيديوهاتها، تعلّق قائلة: «حتى النساء اللواتي يعتمدن على طباخ خاص يتابعنني لأنني أدخلهن في عالم من الفنتازيا غني بالحنين إلى الماضي، وأروع ما وردني من تعليق، صوت متابعة تبكي، قالت لي فيديوهاتك أخرجتني من حالة الاكتئاب الذي كنت فيه، فيما دكتورة نفسية صنفتني مع الملهمات، وقد اعتمدت طريقتي لعلاج مرضاها، والانتقاد السلبي الوحيد، هو إطالتي لأظافري، التي لا أستغني عنها فهي تعطي جمالية خاصة لليدين».
على الرغم من أنه يصعب تقليد مروى التي تتفنن بأدواتها ولباسها، فإن بعضهم اقتبس أسلوبها، وهي تجده ارتقاء بالذوق العام، وأمر لا يضايقها.
تطبخ مروى في مساحة صغيرة لا تتجاوز المترين، في مطبخ ليس فيه تلك الشروط التي تفضلها السيدات، لتوصل إليهنّ رسالة أن كل شيء ممكن مع الإصرار، من خلال وصفة في غاية البساطة، وأن الطبخ مسألة سهلة، تضيف قائلة: «فيديوهاتي ما زالت منتشرة في أميركا فقط، على الرغم من أنهم لا يهتمون بالطبخ، ويعتمدون كثيراً على المفرزات الجاهزة، ونسبة قليلة منهم ينفذون وصفاتي، فيما أغلبهم يتابعون العالم الذي أضعهم فيه، وحلمي هو الوصول إلى العائلات العربية أكثر، فأنا أثق بمحتواي المتفرد».
وصفة الجوزية الروسية
متابعو مروى طالبوها بافتتاح مطعم يحاكي الأجواء والديكورات والموسيقى التي تقدمها، وهي بصدد دخول حملة إعلانية لشركة أفران أميركية كبيرة، وتجد أن سبب صعوبة الوصول إلى العالمية بالنسبة إلى الشيف العربي، هو دخوله في عالم من التعقيدات في الخطوات، تعلّق: «ترجمة الوصفات، على الرغم من أنها تحتاج إلى جهد، لكنها تجلب الكثير من المتابعين الأجانب من جميع أنحاء العالم، عندي فيديو لوصفة الجوزية الروسية الأصل حازت على أكثر من 7 ملايين مشاهدة على التيك توك، وهذا بسبب الترجمة».
تابعي المزيد: الشيف آلاء الرميح: الطباخ الماهر يبرز نكهات الطعام بلا زيوت
معكرونة بالمأكولات البحرية
المقادير:
- 1/2 عبوة معكرونة سباغيتي
- 4 ملاعق طعام زيت زيتون
- ملعقة كبيرة واحدة ثوم (مفروم بشكل ناعم أو شرائح رقيقة)
- 1/2 كيلوغرام من بلح البحر (منظف ومزالة القشرة الخارجية)
- 1/2 كيلوغرام من المحار (منظف من الرمل والأوساخ)
- 1/2 كيلوغرام جمبري كبير مقشر (يمكنك ترك ذيوله إذا رغبت في ذلك)
- 1/2 كيلوغرام أسقلوب صغير الحجم
- 1/4 كيلوغرام من الحبار على شكل حلقات
- 3 ملاعق من صلصة حارة خاصة بالمأكولات البحرية
- عبوة واحدة طماطم مقطعة
- ملح + فلفل
طريقة التحضير:
- قومي بإعداد المأكولات البحرية الخاصة بك في وقت مبكر.
- اسلقي المعكرونة على أن تبقى صلبة قليلاً، ثم مرريها تحت ماء الصنبور البارد وصفيها واتركيها جانباً.
- سخني في مقلاة كبيرة عميقة ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون على نار متوسطة، ثم أضيفي الثوم وبلح البحر والمحار وغطي الطبق، على نار هادئة، حتى يتفتح بلح البحر والمحار.
- أضيفي الجمبري. وغطي الطبق، وانتظري حتى يصبح لون الخليط داكناً قليلاً.
- بمجرد أن ينضج الجمبري أضيفي الأسقلوب والحبار، وانتظري لدقائق.
- قومي بطبخ الطماطم المقطعة مع الملح في مقلاة جانبية بملعقة من الزيت.
- عندما تنضج جميع المأكولات البحرية، اسكبي الطماطم وصلصة أرابياتا، ثم قلّبيها لتغطي المأكولات البحرية بالتساوي واتركيها على نار متوسطة لمدة 2-3 دقائق من دون تغطيتها.
- اضبطي التوابل، وقدمي الوجبة ساخنة.
تكفي لـ 8 أشخاص - مدة التحضير: 40 دقيقة
تابعي المزيد: الشيف مارتين ماكيه: للمطبخ السويسري خصوصياته وتخصصاته
