نصائح لعلاقة ناجحة وآمنة خلال التعارف عبر الإنترنت

نتيجة للتطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم، أصبح الإنترنت يحتل جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبحت ظاهرة التعارف عبر الإنترنت ظاهرة طبيعية مؤخراً؛ نظراً لانتشارها وكثرة تطبيقاتها، لذلك قد نجد أنه قد تغيرت الكثير من المفاهيم والممارسات الاجتماعية بشكل يفوق كل التوقعات، وأصبح الاعتماد في حياتنا المعاصرة على الإنترنت.
"سيدتي" التقت بأخصائي النظم والمعلومات سمير صابر؛ ليخبرك بنصائح مهمة تفيدك لجعل عملية التعارف عبر الشبكة العنكبوتية آمناً.
يقول صابر لـ"سيدتي": أثار الانتشار الكثيف لمواقع وقنوات التعارف عبر شبكة الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي الكثير من المخاوف لدى مجتمعاتنا العربية، والتي لها تقاليد وأعراف تختلف كلياً عن تلك الأفكار التي ترى أنها غريبة ولا تصلح أن تطبق بها، ولم تعد الطرق التقليدية هي الوحيدة لإيجاد رفيق الحياة؛ إذ أصبح الإنترنت يوفر حلاً للعديد من الأشخاص الراغبين بلقاء شريك حياتهم؛ عن طريق سهولة التواصل مع الآخرين بالصوت والصورة، ثم عن طريق مواقع المواعدة الإلكترونية التي بدأت تعرف طريقها إلى العالم العربي، ومن ثمّ فالتعارف عبر الإنترنت أصبح إحدى صرعات العصر التي يسعى إليها الكثير من الشباب والفتيات.

• وسائل التواصل سلاح ذو حدين

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى سلاحاً ذا حدين، ولم يقتصر الأمر على أنها وسائل إيجابية فقط، إلا أنها أصبحت تضم مساوئ قد تكون مدمرة في بعض الأحيان:

• سلبيات التعارف عبر الإنترنت

- الإفراط في مشاركة المعلومات الشخصية عبر تطبيقات التعارف ووسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت تؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل، إذ يترك مستخدمو الإنترنت بعض المعلومات التي تحدّد هويتهم، وقد يستغلها أصحاب النفوس الضعيفة بالتشهير بشخص ما، بل واستغلال هذه المعلومات ضده. - سهلت وجود المحتالين الباحثين عن فريسة لهم على منصات التعارف، فلا يظهر الأشخاص بصورهم الحقيقية، بل أغلبها مزيفة أو باستخدام برامج تعديل الصور، حتى تبدو أنقى وأجمل.
- اختفاء المصداقية؛ أي قد تتعرضين للخداع، فقد يكون الشخص متزوجاً ويتحدث بهدف التسلية.
- رغم انتشار التعارف عبر الإنترنت، إلا أنه ما زال الكثير من العائلات يستنكر هذه الفكرة؛ لكونها مخالفة للعادات والتقاليد المجتمعية، فعندما يتطور التعارف إلى الارتباط، يتم الرفض وتثور العائلة؛ لأن المبدأ مرفوض في الأساس.
- قد يتطور التعارف للإعجاب، ثم للاتفاق على الزواج على الإنترنت، ولكن عند الالتقاء به في الواقع؛ قد يختلف الرأي، فرؤية الشخص تكون مختلفة؛ فقد تصابين بالصدمة وخيبة الأمل.
- يعتبر التعارف عبر الإنترنت وسيلة لوقوع الشباب كفريسة لدول معادية، وقد يحمل بداخله تهديداً للأمن القومي.

• إيجابيات التعارف عبر الإنترنت

- تعتبر الوسيلة الأفضل للتعارف لمن يمتلكون شخصيةً خجولة، فيمكنك التعبير عن نفسك على شكل صور ورسائل، بل بالإمكان التفكير والتأني في الرد على النقاش وعدم التسرع تحت أي ضغوط.
- قد يكون التعارف عبر الإنترنت وسيلة حقيقية وناجحة لمقابلة شريك الحياة، ويكون به شروط الجدية والثقة والصدق، وأن يكون الطرف الآخر متفهماً للأوضاع الأسرية والاجتماعية للطلرف الآخر.
- إمكانية التعرف إلى أشخاص متشابهين في الفكر والثقافة.
- فقدت كثير من الفتيات الأمل في البحث عن الشخص المناسب كشريك لها، خاصة في ظل الظروف التي تجعل الفتاة يزداد عمرها، وتكون في غربة وبعيدة عن الوطن وعن الأهل، فقد تكون هذه فرصتها الوحيدة لتسهل لها التعارف ولعدم إضاعة الكثير من الوقت.
- تعتبر الوسيلة الأسهل والأنسب لعلاقات جادة تكون في أغلب الأحوال مبنية على التعارف حين يرى الطرفان نفسيهما على الشات، ويكون هناك تقارب في العمر ووجهات النظر، فقد تتعمق العلاقة لتتحول وتتطور إلى علاقة عاطفية متينة تنتهي بالزواج. إذا كانت هذه إيجابيات وسلبيات التعارف عبر الإنترنت؛ يمكنك التعرف إلى المزيد منها عبر الاطلاع على فوائد وأضرار الشبكة العنكبوتية "الإنترنت"

• نصائح لتعارف آمن

  

يقول صابر: هناك الكثير من المحاذير والتي لا بد من تلمسها والتوقف عندها كثيراً نحو تعارف آمن عبر الإنترنت، فكما ذكرنا هناك العديد من السلبيات والتي تحد من استخدامنا للشبكة العنكبوتية، على أن هذا لا يعني بالطبع أن نرفض استخدامها أو ننأى بأنفسنا عن وسائل التكنولوجيا الحديثة، وهذه بعض النصائح التي يقدمها لنا أخصائي النظم والمعلومات، والتي إن التزمنا بها يمكننا الاستخدام الجيد، والتعامل الآمن والوصول لعلاقة ناجحة وآمنة عبر الإنترنت:
- لا تجعلي بياناتك الشخصية متاحة على الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تثقي في أي شخص بسهولة لترسلي إليه بياناتك الشخصية أو رقم تليفونك المحمول أو عنوانك أو غيرها..
- الصراحة والصدق هما مفتاح البدء بالتعارف، ومن خلال أسلوب الحوار والعبارات والجمل المستخدمة؛ يمكنك معرفة هذا الشخص إن كان صادقاً أم لا، فيمكنك إنهاء تلك العلاقة إن شككت ولو ببرهة في حديثه. - لا يمكنك الثقة المطلقة بمن يجلس في الجانب الآخر بمكان ما، ولا يمكن التأكد من جدية المعلومات التي يقدمها عن نفسه، ناهيك عن انتشار وسائل التزييف والتزوير في البطاقات والكارنيهات المغلوطة بوظائف وهمية.
- عليك أنْ تعرفي ما الذي تريدينه بالضبط، هل هي مجرد صداقة ودردشة فقط؟! وحتي تكوني واضحة وصريحة من أجل أنْ يعلم الطرف الآخر نيتك من هذا التعارف، وحتى لا يسيء فهمك.
- يجب أن تضعي صورة تكون محترمة ومحتشمة وتبعث رسالة إيجابية بأنكِ إنسانة يمكن الثقة فيها، ولابد أن تكون طريقة أخذ الصورة من زاوية جيدة.
- لابد أن تضعي في اعتبارك أنّه ليس من الضروري أنْ تنجح هذه العلاقة، ويجب ألا تكوني متفائلة عند الدخول في علاقة عن طريق الإنترنت؛ حتى لا تدخلي في صدمة قد توجهك لطريق آخر أنت لا ترغبين فيه.
- لا تذكري كل شيء للشخص الذي يريد التعرف إليكِ، حاولي أولاً البحث عن معلومات عنه في الإنترنت ولا تستعجلي في الرد عليه بالكتابة.
- لا تستجيبي لرغبات تتنافى مع أخلاقك ومبادئك.
- إذا كنتِ تتحدثين معه فيديو وتظهر صورتك، انتبهي أن تكون صورتك مناسبة وصورة المكان حولك كذلك، ولا يفضل أن تتحدثي معه بحجرة نومك.
- كوني على حذر قدر الإمكان في هذا التعارف، وحاولي أن تجعليه هو يتحدث عن نفسه أكثر لجمع أكثر المعلومات عنه قبل البدء في التعارف. ويجب أن تكوني على اطلاع على قواعد في إتيكيت التعارف