بدأت مصممة الديكور دارا عماد خضر، بالتصميم في صغرها، كانت مغرمة بتغيير الديكورات في المنزل، وأول شيء تفعله بعد أن تنتهي من دروسها، هو إعادة ترتيب البيت، وتترك المفاجأة لأمها التي لو خرجت من البيت، تعود لتنبهر بتغييرها لزاوية ما فيه، سواء كانت طاولة القهوة أو الوسائد، أو ترتيب الكنبات... هي لا تعرف من أين تأتيها الأفكار، لكنها تتعلق بالمكان والمناسبة.
في الفترة، التي كبر فيها ابنها، قررت أخذ خطوة مهمة لأجله، فهي تعيش في أميركا، حيث تفتقر لهذه الأجواء الرمضانية، تتابع قائلة: " تعودنا أن نجد زينتها في الشوارع العامة، كل سنة في الأعياد في بلادنا، في المدارس الأميركية يحتفلون بأعيادهم الخاصة فقط مع أطفالهم، فقررت الذهاب لمدرسة ابني الذي لا يتجاوز عمره السنتين والنصف، وحكيت لمسؤولة المدرسة، رغبتي بإقامة نشاط رمضاني يدعو فيه ابني الأطفال الآخرين للمشاركة، ليتعرفوا إلى عاداتنا، ويتقبلوا وجود ابني، المسلم الوحيد بينهم في هذه الحضانة، حضرت لهم هدايا رمضانية صغيرة، وأقمت أنشطة رمضانية عبارة عن رسومات لرموز رمضان وفسحت لهم المجال لتلوينها، كنت أرغب بإدراج عادات عربية في المدارس الأميركية، عن طريق المشاركة في الأنشطة، وبهذا جعلت ابني يشارك أجواءه الخاصة مع الأطفال الآخرين، ويفخر بعاداتنا في هذا الشهر الفضيل".
ماذا قالت مصممة الديكور دارا عماد خضر عن خيالُ المرأة في التصميم؟
خيارات الألوان
أول مساحة عملية صممتها دارا خلال إقامتها في أميركا، والتي كشفت الجانب التصميمي بشكل احترافي في داخلها، هي طاولة رمضان بشكل مميز، وزينتها بورود ترفع من جماليتها، وتظهر لمن يرونها أن هناك مناسبة خاصة، لتجعل الضيف يعيش تجربة خاصة، تستدرك:" في كل مناسبة، أزين بما يخصها، ودائماً ما أزرع السعادة في قلوب من حولي الذين يحاولون القيام بهذه الأشياء في بيوتهم، كما أن حجم المساحة يلعب دوراً مهماً في تنسيق الزوايا، عندي مثلاً المكان صغير، لذلك أقلل من الإكسسوارات، وبعده أحدد خيارات الألوان، التي تكون هادئة عند صغر المساحة، لا أعتمد ألواناً تضيق مساحة المكان، حتى الإكسسوارات أنتقيها بحذر، لكن المساحات الكبيرة والمفتوحة تعطي مجالاً أكبر للإبداع، بشكل راقٍ وترحيبي وهادئ".
أهم خطوة هي تحديد التوازن البصري، بحيث لا تتعب الزاوية النظر، عبر التناسق بالنمط والألوان والأحجام والأبعاد
تحديد الميزانية
أهم شيء، تعتبره دارا في تصميم الزوايا، هو عدم الإكثار من الإكسسوارات لأن الغرض من الزاوية الرمضانية هو جلب الروحانيات بشكل أنيق، ومن المهم كخطوة أولى تحديد الستايل الذي تريده أي سيدة، سواء كان عصرياً أو تقليدياً، أو ستايل البوهو الدارج، ثم دمج الألوان مع بعضها، لا تضع كل الإكسسوارات، التي تعتمدها باللون الذهبي أو الفضي، أو هو مزج بين اللونين، في زاوية واحدة، وقبل هذا هو تحديد الميزانية التي يمكنني تخصيصها لهذا المشروع الصغير، وتقترح على السيدات اللواتي يرغبن بتغيير ديكورات منازلهن في هذا الشهر الفضيل، الرجوع لقطع قديمة يمكنني استخدامها بشكل أحدث، تعلّق: "أهم خطوة هي تحديد التوازن البصري، بحيث لا تتعب الزاوية النظر، عبر التناسق بالنمط والألوان والأحجام والأبعاد. وأنا أفعل ذلك عبر منصة التواصل الاجتماعي إنستغرام، فطالما حاولت أن ألهم الناس في تصميم زواياهم الخاصة، التي يمكن أن تكون لمدخل البيت، أو طاولة الطعام، أو في غرفة الطفل عبر تصميم زاوية لقراءة القرآن، أشاركهم فيها، وأعرفهم على هذا العالم الذي يبهج النظر".
الألوان العاجية مع الأخضر الفاتح
بما أنه في غاية الصعوبة، العثور على منتجات شرقية في أميركا لتصميم الزوايا الرمضانية، وغيرها بطابع شرقي، قررت المصممة دارا، السنة الماضية أن تتخذ خطوة البداية بتصميم مناديل خاصة لمائدة رمضان، ثم بدأت بتصميم أشياء يحبها الناس مثل الصواني والهلال والشمعدانات الشرقية، وقد تمكنت خلال هاتين السنتين من بيع جميع إكسسواراتها للعائلات المغتربة هناك، تستطرد قائلة: "أكون واضحة مع نفسي، في اختيار ألوان السنة، حسب الترند، أو أدخل ألواناً أحبها أنا، هذه السنة مثلاً أدخلت الألوان العاجية مع الأخضر الفاتح مع القليل من الذهبي على المائدة أو مدخل البيت، حتى يكون كل شيء في البيت كأنه قطعة واحدة، بحيث تمر العين بشكل سلس، وعادة ما أصر للوصول إلى ما أريده، وابتكر قطعاً تساعدني في الوصول إلى أرقى تصميم، نحن في زمن تتواجد الخيارات الممكنة، وقد أغير لون القطعة القديمة بما يتناسب مع ذوق السنة".
نصائح عملية للسيدات اللواتي يرغبن بتغيير ديكورات زوايا منازلهن
1 - صحيح أنه من الجميل أن نتابع الترند بما هو دارج، لكنني أنصحكن بالابتكار، هذه السنة مثلاً ورغم أن الهلال الرمضاني، هو العنصر الأساسي لكنني أحببت أن أصمم قوساً إسلامياً، وضعت عليه ورق الجدران الشرقي، وزينته بالإضاءة.
2 – يمكن إدخال إشارات إسلامية مثل المئذنة، بأناقة وتوازن، فليس مهماً عدد القطع بقدر أهمية التناسق.
3 – الديكور الرمضاني غير مرتبط بالمساحة والحجم، حيث يمكن تزيين مدخل البيت بفانوس، ووضع مفرش عليه نقوش إسلامية على الطاولة، أو شمعدانات إسلامية، أو مسابح أو دلات قهوة، أو البخور، كلها أشياء بسيطة.
4 - يمكن رفع الأشياء التي لا علاقة لها برمضان من على طاولة القهوة، واستبدال الإكسسوارات الرمضانية بها، مثل صنع قبة الجامع في البيت.
5 – اجعلوا التصميم الرمضاني مسؤولية تجاه أطفالكم، كي نحببهم بالأجواء الرمضانية في الغربة، في مجتمع قد لا يسمع شيئاً عن رمضان.
،