أحبت الطبخ منذ صغرها؛ حيث كانت والدتها (رحمها الله) هي مثلها الأعلى في الطبخ لما كانت تتمتع به من مهارة عالية فيه، وكأي سيدة شرقية، تطور مهاراتها تلبية لولائم وحفلات العشاء التي يقيمها زوجها في بيت العائلة الكبير؛ حيث كان بعض الأطباق، غير التي تُحضر في البيت، يوصى بها من الفنادق العالمية، وهنا كانت بداية شرارة الشغف عند الشيف البحرينية عبير مطر، التي جذبها النظر إلى الأطباق المزينة بطريقة إبداعية، وكانت مصدر إلهام لها لتشق طريقها نحو فن الطبخ منذ صغرها.
عندما تزوجت عبير، ورزقت بالأطفال، كبر عندها هذا الحب والشغف كي تعد لأبنائها كل ما يشتهون من طعام، وظل ينمو معها إلى أن قررت أن تبدأ مزاولة التدريب لكل من يريد تعلّم الطبخ، فأسست صفحتها على الإنستغرام Lavender_cookingclasses ومن هنا كانت الانطلاقة، التي تفوح منها رائحة المطبخ البحريني التقليدي، تتابع قائلة: «البحرين وعلى الرغم من صغر حجمها، حباها الله بالتميز في كل شيء، فقد كانت مركزاً تجارياً منذ القدم، وخصوصاً مع الهند، وكل هذا أثر في المطبخ البحريني، الذي أخذ الكثير من ملامح المطبخ الهندي، فظهرت النتيجة في أطباق مميزة برائحة التوابل والزعفران الأخاذة، والطعم اللذيذ الذي لا ينسى».
دخول فئة الشابات
خصصت عبير جناحاً كاملاً منعزلاً عن بيتها، مثل مدرسة، ليتم فيها تدريب من يرغب في تعلم الطبخ، وهو لا يؤثر في ظروفها العائلية، كما تقول، بل على العكس؛ لأنها تحب وجودها في البيت في وسط أولادها، وهي تزاول مهنتها، تتابع: «ليس هناك أي سن معين، للذين يلتحقون بالدورات التي أجريها، بل تغمرني السعادة لمجرد أن أجد هذه الرغبة في دخول هذا العالم على ملامح وأنامل طلابي وطالباتي، وفي السنوات الأخيرة لاحظت إقبالاً كبيراً على تعلم مهارات الطبخ، من فئة الشابات الصغيرات، وهذا يسعدني جداً جداً».
تجري الشيف الدورات للنساء والرجال البحرينيين، في مجتمع يحترم دخول الرجل إلى المطبخ، منذ زمن بعيد، كما تقول، تستدرك: «طبخ الرجال مميز، كما أن تزيينهم للأطباق فيه الكثير من الذوق والتذوق، والكثيرون ممن التحقوا بدوراتي، يعملون في هذا المجال، والبعض منهم افتتحوا المطاعم الخاصة بهم».
تابعي المزيد: الشيف البولندية آجا أوراز: وصفاتي تعكس شخصيتي
أطيب لقمة عائلية
أما بالنسبة إلى من يتفوق في فن الطبخ الرجل أم المرأة البحرينية، تعود عبير إلى تأكيدها أنه ليس هناك من يستطيع أن يطبخ ومن لا يستطيع، بل على العكس، الكل مؤهل لأن يحضر أرقى الأطباق، ما دامت عنده النفس والحب، فلا فرق بين امرأة أو رجل في الطبخ، تعلق قائلة: «الفرق هو في مقدار الرغبة لتعلم الطبخ، وتنمية المهارات في إعداد الطعام».
اعتادت الشيف البحرينية تحضير وتعليم أطباق تقليدية، لكنها ليست دسمة، وهي تحرص دائماً على الحفاظ على الطعم المحلّي الأصيل المميز، وفي الوقت نفسه ألا يكون عالي الدسم، تتابع قائلة: «أقلل الدسم في وصفاتي حتى تقبل على تعلمها الشابات في بداية دخولهن المطبخ، فهناك الكثير من طالباتي والمتابعات على صفحتي مقبلات على الزواج، والأزواج أنفسهم، على الرغم من تعلم الفتاة في منزل والدتها، يشيرون إليها للالتحاق بدورة طبخ قبل الزواج، ويبدو أنها صارت موضة في البحرين».
ومن الذكريات الجميلة خلال مشوارها، في تدريب الطبخ، الذي يمتد لـ 7 سنوات، تتذكر عندما جاءها زوج مع زوجته في عيد زواجهما، ليحتفلا به بتعلم الطبخ مع بعضهما، تعلّق: «الأكل هو الذي يجمع العائلة، وليس هناك أطيب من لقمة لذيذة من يد الأم تجتمع عليها العائلة كل يوم، ليتحادثوا ويتناقشوا في أمورهم اليومية».
ليس هناك أي سن معين، للذين يلتحقون بالدورات التي أقدمها وهناك إقبال من فئة الشابات الصغيرات
أعلّم تدوير الأطباق
تعودت عبير أن تتابع طالباتها، حتى بعد تخرجهم في مدرستها، فهي دائمة التواصل معهن، ويهاتفنها إذا اعترضتهن أي مشكلة في تنفيذ الوصفات، أو يبعثن لها صور أطباقهن المميزة، تتابع: «غالباً ما تبهرني نتائج تعلمهن المذهلة، فمن أجمل الأشياء التي رافقتني منذ دخولي هذه المهنة، هي محبة فئة كبيرة جداً من الناس لي، وتواصلهم الدائم معي، وهذه من أجمل النعم التي حباني الله بها».
مع قرب شهر رمضان، تستقبل عبير الكثير من الشابات الراغبات في تعلم الأطباق البحرينية، خصوصاً اللواتي تم تحديد زفافهن في فترة العيد، كما تطلب الشابات دورات لتحضير الأطباق اللبنانية، ودورة في الحلويات، تتابع: «أقوم بتعليم النساء كيفية إعادة تدوير الأطباق، وتحضير وصفات من بقايا أكل اليوم السابق، فهذا ما أمرنا به ديننا، وهذا ما تعلمته من والدتي، وهذا ما أوصي به أولادي، وهذا ما أوصله إلى المشاركين في الدورات».
تحضّر عبير مؤخراً لنقل دوراتها لتعليم الطبخ خارج البحرين إلى دول الخليج العربي.
تابعي المزيد: الشيف شاهين خليل: للعزوبية أثر كبير في نجاحي
الكباب البحريني
المقادير:
- كوب واحد طحين نخي (دقيق الحمص)
- 1/2 كوب بصل مفروم (بصلة واحدة متوسطة الحجم)
- 1/2 كوب طماطم مفروم (حبة طماطم واحدة متوسطة الحجم)
- 1/2 كوب بقل مفروم (كراث أو ثوم معمر)
- حبة واحدة فلفل أخضر حار مفروم (أو أكثر على حسب الرغبة)
- بيضة واحدة
- 1/2 كوب ماء
- ملعقة شاي واحدة ملح
- رشة فلفل أسود
طريقة التحضير:
- تخلط جميع المقادير جيداً.
- يحمى القليل من الزيت في مقلاة على نار متوسطة.
- يتم تشكيل الكباب على شكل دوائر، وينزل في الزيت ويترك إلى أن ينضج، ويأخذ اللون الذهبي الجميل، ثم يقلب على الجهة الأخرى.
- يرفع الكباب من النار، ويصف في صحن التقديم، ويقدم مع الكاتشب.
تكفي لـ 4 اشخاص - مدة التحضير: 25 دقيقة
تابعي المزيد: «ساحرة الطعام» مروى السجيني: أختار التوابل الطبيعية فقط في وصفاتي