إن الشفاءَ من المرضَ يبدأُ من الداخل، ينبُعُ مِن القلب، حين يكون فيه قدرٌ من الإيمان..
نعم.. الإيمان بأن الشفاءَ قادم.. وأنّ العلاجَ يكمُنُ في الإخلاصِ والدعاء.. والتمنَي الصادِق من اللهِ بأنَّ يُشفيَ ويداوِيَ المرضَ والجِراح، ويُسكنَ الآلامَ..
يكفيكَ أن تؤمنَ بالشفاءِ، فيأتيك... يكفيكَ الثقةُ بأنَّ هُناك من يرعاك ويعلَمُ بحالك، ولن يترُكَكَ أبدًا تُعاني تلكَ الآلام.. وأنَّ هُنالك حِكمةً عظيمةً من كُلِّ وعكةٍ صحيةٍ تمُرّ بها..
الإيمانُ هو طريقُك للشِّفاء.. للعيشِ سالماً في عالَمٍ مليء بالأشواكِ الجارحة، والأمراضِ الفتّاكة، فلا تستسلِمْ للمرضِ ولا تلِنْ، وكُنْ صُلْباً جامِداً في وجه كُلِّ وعكةٍ ومرض..
فإن لمْ تَكُنْ طبيبًا لنفسك، فالإيمانُ طبيبُك.. ولك أيضاً في الإيمانِ منزلةٌ لا يُمكنُ إغفالُها..
وهي الإيمانُ بالنجاح.. وكَمْ تنفرطُ منا حبات عُقَدِهِ في طريقِ الحُلم والطموح..
"الإيمان وحدهُ قوةٌ شديدةُ البأس.. ربّما خُلقَ الإنسانُ بإيمانِهِ كي يستمرَّ في الحياةِ الصّعبة".. بقلم سعاد الشامسي@suaad_alshamsi في #مدونات_سيدتي على الرابط https://t.co/rwuk3hMpMH pic.twitter.com/U1AwCAydcl
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) April 10, 2023
بداياتٌ تبدو يقِظة، تَشِعُّ حرارةً وطاقة، عينانِ توحِيانِ بأنّ داخِلَهما وقودَ العالَم، ومُحركُها قلبٌ قويّ، لا ييأس ولا ينهار..
هكذا تبدو البِداياتُ، حين يخطو أحدُهُم خُطوتَهُ الأولى في طريقٍ صعب.. يُحاوِلُ أن يُثبتَ للعالم كيف هُوَ قويٌ.. ناجِحٌ ومُميّزٌ هو.. يُريد أن يُرِيَ العالَمَ كيف يُمكنُهُ تغييرُ كُلِّ شيء..
كيف يُمكِنُهُ تغييرُ الظروفِ والمصاعبِ وتحمُّلُ قسوةِ الطريقِ وخشونتِهِ..
نعم.. إنها البدايات فحسب! لَكِنْ ما إن يبدأَ الطريقَ ويسيرَ بين أشواكِهِ، حتى تبدأَ تِلكَ البداياتُ في الذّوبانِ شيئاً فشيئاً..
كُلُّ شيء ينفرط، ينهار، وينسى المُحاربُ القديمُ ما حارب من أجلهِ.. تتلاشى صورُ تلك الأحلامِ والأماني، كأنها سرابُ عبثٍ..
حينَها فقط، لا يحتاجُ المُحارِبُ المهزومُ إلاّ قدراً من الإيمان، يكفي لتحريكِ تروسِهِ وأوتارِهِ، وشحنِ طاقتِهِ على آخرِها، وإعادة تدوير تِلكَ المشاعر البائسة، لتُنتِجَ طاقةً وحماسة، يُرجِعانِ مُحاربَنا بطلاً ووحشاً كاسراً، لا يرى أمامَه سوى الهدفِ النبيل يتجهُ إليهِ بكلِّ قوةٍ وإِصرار..
أتسأل لماذا!؟
أما زِلتَ تتعجبُ من هذا التغيرِ المفاجئ؟ أتذكُرُ حين يئستَ من طريقٍ وكِدْتَّ تستسلمُ، لَكِنَّ شيئاً ما بداخلك أضاءَ وعمِل، فحوّلَكَ من يائسٍ إلى قِطار مُحركٍ ضخمٍ يعملُ ليلاً ونهاراً لبلوغ حُلمِه؟
هكذا يفعلُ بِنا الإيمان.. يُغيّرُنا.. يبُدّلُ مشاعرَنا الذّابِلة بأخرى يافعة.. يُحيينا بعد أن كِدنا نسقُطَ وننسحِب..
الإيمان وحدهُ قوةٌ شديدةُ البأس.. ربّما خُلقَ الإنسانُ بإيمانِهِ كي يستمرَّ في الحياةِ الصّعبةِ..
وتسألُني لماذا وُجِدنا على هذه الأرض من دون سلاح؟
بل سلاحُكَ الإيمانُ لَكِنّكَ لا ترى.. لا تشعرُ بقوةِ ما تملِكُهُ بين ضلوعِك، في قلبِك، وداخلَ عقلِك.. ورُبّما تتعجب أيضاً، إنْ سألتُكَ عن إيمانِكَ بالحياة.. نعم، أتعلمُ، هُناك من يرى أن الحياةَ ليس لها هدفٌ أو معنى..
يَظُنُّ أحدُهُم أنَّ الحياةَ ضررٌ لهُ، وأنها مُؤذِية، وأنّها شرٌّ مُستتِر.. وهيهاتَ أن يكون لظنونهم موطِئُ قدمٍ في منطقٍ مقبول..
فالحياةُ هي حِكمةُ الوجودِ، هِيَ سِرُّ الكون..