عندما يتعلق الأمر بتزيين المساحة، غالباً ما تكون الأرضية هي السطح الذي يحظى بأكبر قدر من الاهتمام، وهذا الأمر ليس من قبيل المصادفة. في المقام الأول، يعود الأمر إلى حقيقة أن الأرض هي السطح الأكثر تعرّضاً للتأثير، ولكنّها ليست العنصر الجاذب الوحيد في ديكورات المنازل. وهناك صيحة تأخذ حيّزاً كبيراً من الاهتمام في صيحات ديكور 2023 لا ينبغي إغفالها، وهي زخرفة الجدران. كما أنّ هذه الإضافات الفنيّة على الجدران، تمنح الغرفة المُراد تجديدها شخصية مختلفة ورُقِيّاً ملموساً.
لا يقتصر تزيين الجدار على طلائه بأحدث الألوان. فالعنصر الفنّي يجب أن يكون أبعد من ذلك؛ ومن أجل تحديد نوع الديكور المطلوب للجدار، يجب مراعاة سلسلة من الاعتبارات.
على مسار آخر، بات من الضروري التفكير في أي نمط ديكور للجدارٍ سيتناسب بشكل أفضل مع النمط الزخرفي للمساحة، بالإضافة إلى وضع مقدار الصيانة والتنظيف التي يتطلبها كل نوع، بعين الاعتبار.
بالطبع هناك أشكال وابتكارات في ديكورات الجدار بما يكفي لتناسب مختلف الأذواق، في حين يعتبر الرخام أو السيراميك أو الأسمنت المصغّر من أكثر المواد شيوعاً فيها. واعتماداً على خصائص كل منها، يصبح من الضروري وضع طبقة واحدة أو أكثر، وبالتالي تغيير المظهر النهائي وفقاً لذلك. ولذلك يبدو من المهم للغاية إجراء تقييم دقيق لإيجابيات وسلبيات كلّ ديكور جدار على حدة.
وعن تحديد جماليات زينة الجدران، تشرح خبيرة التصميم الداخلي مهندسة الديكور، كالين حرب، أنّه في كل مشروع يكون سؤالها الأول للعميل: «ما هي الجماليات المطلوبة؟». عن ذلك السؤال تجيب حرب: «بالنسبة لي، من الضروري جداً تحديد الهدف قبل إجراء أي اختيار في التصميم، وتحديداً في أغطية الجدران، لأنّ كلّ واحد يوفّر سمة مختلفة تماماً وتشطيبات زخرفية شخصية».
تؤكد حرب أنّ المواد لا تمثل كلّها أنماطاً زخرفية مختلفة بنفس الطريقة. على سبيل المثال، ولإنشاء نمط ريفي، تُعتبر أغطية الجدران، مثل الخشب أو الحجر، رهاناً آمناً. أمّا لإنشاء نمط البحر الأبيض المتوسط، فيمكن أن يكون الجص فكرة رائعة. أما بالنسبة للرخام، فعادة ما يتم اختياره للحصول على تأثير ذي طابع أزلي.
أربعة معايير للصيانة مطلوبة لكل غطاء حائط، وهي: المتانة، الجماليات، الجودة والاستدامة، وعملية التثبيت
الخشب لجوّ مريح ودافئ
توصي حرب بالألواح الخشبية، معتبرة أنها طريقة رائعة لمنح أي غرفة جواً مريحاً، كما أنها تضيف جرعة جيدة من الدفء والثراء والأناقة إلى المساحة. العامل الأهم فيها هو أنه يمكن صقلها وإغلاقها للاحتفاظ بمظهرها الأصلي.
وتعتبر حرب أن الألواح المنجّدة هي الخيار الأمثل للمستأجرين والأشخاص الذين غالباً ما يبدّلون في آرائهم، اذ يمكن تصنيعها من مواد مختلفة، مثل الأقمشة الطبيعية أو الاصطناعية، والجلود، والمخمل، وميزتها أنها تضيف نعومة إلى الديكور، وتوفر أيضاً عزلاً جيداً للصوت.
تابعي المزيد: ألواح خشبية زخرفية للجدران تثري الديكورات في المنازل المودرن
الزجاج والمرايا لمظهر أكثر إشراقاً
تعطي حرب خيارات أخرى لغطاء الجدران، ومن بينها الزجاج والمرايا، لجعل الغرفة تبدو أكثر إشراقاً، حيث يمكن أن تؤثر على الشعور بالخفة والرحابة. هذا وأصبحت الألواح الزجاجية الشفافة، المصبوغة والمصقولة، شائعة للغاية، لأنها تعكس مظهراً أنيقاً وبسيطاً، في حين يمكن استخدام الألواح المرآة لخلق وهم بمساحة إضافية في الغرف الضيّقة.
تضيف حرب إلى الخيارات السابقة، التشطيبات المعدنية العصرية، التي تعتبرها مناسبة لكلّ أيام السنة. فدمج النحاس في الديكور يُعدّ طريقة رائعة لإضفاء درجات أكثر دفئاً ونعومة على الغرف، على عكس الفولاذ المقاوم للصدأ والكروم والذهب.
الحجر جذاب وعصريّ
عن أكثر أغطية الجدران شيوعاً في الوقت الحاضر، تجيب حرب إنه الحجر، بسبب جاذبيته العصرية والحديثة.
وتنصح حرب بأن إنشاء جدار ذي تأثير قويّ وجاذب، يمكن أن يمنح الغرفة طابعاً جمالياً دون إرباك المساحة، عند اختيار زينة أو غطاء للجدار. ويجب التفكير في لوحة الألوان التي يُراد استخدامها في المساحة المختارة. كما يجب التأكد من أن جميع الألوان تمتزج معاً بطريقة ممتعة عندما تكون جميعها في مكانها الصحيح.
تابعي المزيد: لمحة عن أجمل الديكورات الخشبية للجدران في المنزل المعاصر
معايير الصيانة
وتوصي حرب بتوفير أربعة معايير للصيانة لكل غطاء حائط، وذلك من أجل ضمانة الأداء على المدى الطويل، وهي: المتانة، والجماليات، الجودة والاستدامة، بالإضافة إلى عملية التثبيت.
وتضرب مثالاً بالحجر الطبيعي الذي يعتبر أسهل للحفاظ عليه، وهو ما تنصح به دائماً، فالحجر متين بقدر ما هو أنيق. ومع ذلك، فإن الخشب، من ناحية أخرى، يتطلب صيانة منتظمة، ولكن ليست متكرّرة، بحسب حرب. ومن أجل الحفاظ على مظهره النابض بالحياة، تكشف حرب أنه يجب طلاؤه كلّ سنتين إلى خمس سنوات.
أما فيما يتعلّق بالمتانة والقدرة على الثبات والحفاظ على الجودة، فقد «تم تصميم بعض الستايلات من زينة الجدران لتدوم وتتحمّل الضرر»، تقول حرب، وتضيف: «في حين أن البعض الآخر أكثر حساسية قليلاً. فالمواد الأكثر متانة وقابلية للفرك هي البلاط، وخاصة الحجر والخرسانة؛ في حين تأتي الألواح الخشبية في المرتبة الثانية، ويليها الطلاء. كسوة الجدران المصنوعة من الفينيل مرنة جداً أيضاً، إذا تمت صيانتها وتنظيفها بشكل صحيح».
مهمّة التركيب
عن أسهل وأسرع زينة للجدران لناحية تركيبها، تذكّر حرب أن اختيار المواد مهم للغاية في الستايل المختار، ولكنها توضح: «دائماً أقول إن الأمر لا يتعلق فقط باختيار كسوة الجدران المناسبة لغرفة المعيشة أو غرفة النوم أو مساحة العمل؛ بل إن تركيبها بطريقة احترافية لا يقلّ أهمية. لذلك، قبل الشروع في عملية تركيب زينة الجدران، من الضروري التأكد من أن الأسطح مُجهزة بشكل صحيح للعمل، لأن أي عيب سيكون واضحاً جداً من خلال السطح. وبالتالي، لا توجد ديكورات جدران سهلة وسريعة».
كما ترى حرب أنه من الضروري التأكّد من أن فريق التثبيت لديه مساحة كافية للقيام بهذه المهمة، مع ضرورة إزالة جميع الأثاث من الغرفة، حتى يكون للفريق مساحة كبيرة للعمل، وحتى لا يتضرر أي من الديكورات الأخرى أثناء عملية التركيب.
تابعي المزيد: ورق الجدران مادة جذابة وحاضرة في موضة ديكور عام 2023