المعتاد والمقبول أن يستغل الطفل الصغير حبّ أهله وعطفهم، ليطالب بالكثير من الطلبات، وإن كان بعضها يضره أحياناً، وفي المقابل يوافق بعض الآباء ويرضخ تعبيراً عن حبهم للطفل، وفي مرات يرفضون ويستخدمون كلمة"لا"، فيثور الطفل.. لذا نجد الكثير من الأمهات في حيرة من أمرهن مع هذا النوع من الأطفال.. والسؤال المهم: هل يستمر الطفل على هذا السلوك..عندما يكبر ويصبح مراهقا.. أم سيختلف الأمر؟ وسؤال ثان.. هل ينبغي على الآباء التحلي بالصبر والحزم معاً.. ومحاولة ضبط وتوجيه استجابتهم لردود أفعال المراهق في الفترة ما بين 9 و14عاماً.. وتوجيه كلمة"لا" لهم في بعض المواقف؟! اللقاء والإجابة لدى الدكتور حمزة محمد التابعي، أستاذ طب نفس الطفل بمركز البحوث.
حقائق تعرفي عليها
- يتفق علماء النفس والاختصاصيون التربويون على ضرورة إطلاق العنان لحرية الطفل، وعدم فرض القيود عليه في مجالات اللعب والإبداع، لأن حيوية الطفل الصغير هي الركيزة الأساسية لتكوين الشخصية الاستقلالية القوية في المستقبل.
- لكن هذا لا يعني منح الطفل الحرية المطلقة الخالية من أية قيود، وعدم رفض أي طلب من طلباته.. في بعض الأحيان تكون رغبات الطفل أو طلباته بمثابة أخطار محدقة به.
- هنا ينصح كل الأمهات بألا يضعفن أمام رغبات أطفالهنّ، بل يجدر بهنّ قول "لا" للطفل، خاصة عندما يشب ويدخل مرحلة المراهقة، وشرح أسباب هذا الرفض له، لكن لا مجال أبداً للرضوخ والاستسلام والإذعان لاستبداد الابن على الدوام.
- إذ يحدث أحياناً أن يبكي الطفل كثيراً إذا لم يستجب الأهل لرغباته، وقد يرمي نفسه على الأرض، أو يعمد إلى الصراخ بطريقة غير مقبولة بهدف لفت الأنظار، وحثّ الأهل على تلبية رغباته.
- وهذا الرضوخ ولو لمرة واحدة أمام صراخ الطفل وإعطاؤه ما يريد، يعنيان الدخول في متاهة تنتهي دوماً بفوز الطفل وحصوله على ما يريد.. وأن الأمر سيتكرر كلما احتاج طلباً ما عند الكبر ؛ لعبة أو حلوى أو مشاهدة للفضائيات أو خروج وسهر خارج المنزل.
تعرفي على أهم ما يميز شخصية الطفل
حالات تستدعي قول "لا"
- حالة عدم رغبة الطفل في تناول أنواع معينة من الطعام، في هذه الحالة يتوجب على الأم التعامل بحزم مع طفلها وعدم الاستسلام لعناده، وإجباره على تناول الأكل بأية طريقة ممكنة.
- حالة الإدمان على تناول الوجبات السريعة والحلويات والسكاكر، هنا لا بدّ أن يكون موقف الأهل حازماً؛ لأن الإكثار من تناول هذه الوجبات يضرّ بالصحة، ولا بدّ من إغراء الطفل بأطعمة صحية (مثل الفاكهة والخضروات) عوضاً عن الحلويات.
- حالة رفض الطفل غسل وجهه أو يديه، لا يمكن التغاضي عن هذه المسألة والاستسلام لعناد الطفل.. كذلك رغبته في شراء كل ما يريده أو يشتهيه، فهذا غير منطقي البتة؛ إذ لا بدّ أن يتعلم قيمة الأشياء، واستحالة الحصول على كل شيء.
- في حالة جلوس الطفل أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر لساعات طويلة، وعدم القيام بأي نشاط رياضي أو بدني؛ فهذا يؤثر سلباً في صحة الطفل ونفسيته، ويجعله أكثر عدائية.. مع تحديد مواعيد معينة للنشاطات البدنية والسعي للالتزام بها.
- في حالة رفض الطفل الخلود إلى النوم، وإصراره على السهر رغم حلول موعد النوم، إذ لا بدّ من أن يعتاد الطفل الصغير أو الطفلة على النوم باكراً؛ لأن جسم المراهق الصغير يحتاج إلى ساعات معينة من النوم والراحة.. ليكتمل نموه.
أسباب سوء سلوك الطفل.. و12 طريقة للتعامل معه
الطريقة الصحيحة لقول "لا"
- التعامل بطريقة حاسمة وعدم إعطاء إجابات مموّهة، ما يجعل الوضع سيئاً ومحيّراً بالنسبة إلى الطفل.. وللمراهق خاصة، مع ضرورة توضيح أن "لا" ليست مساوية لربما، ولا تعني.. يمكن.
- عدم ترك الرفض من دون إجابة، فإذا سألك ابنك المراهق عن سبب رفضك لتلبية طلبه، لا تجيبي بالصمت، ولا تتركي الأمر مموهاً، وكوني واضحة وقدّمي تبريراً.
- عدم الإكثار من استخدام كلمة "لا"؛ فالرفض الدائم لكل الطلبات قد يسبب نتائج عكسية؛ فيصبح الطفل أو المراهق أكثر عناداً ولا يستجيب لتعليمات الأهل.
- اعتمدي على المرونة والحوار وأنت تقولين"لا".. حتى لا تصلي إلى الإرغام على الطاعة بالقوة واستعمال الصراخ وصيغة الأوامر، فهذه الطريقة لن تُجدي نفعاً.
- قومي باعتماد الحوافز التشجيعية، بحيث يجب تقديم المكافأة في حال أذعن الطفل لرفضك، وحالة التزام المراهق كذلك بكل ما هو صحيح.
- تنفيذ التهديد.. فإذا قلت "لا" للابن الصغير، لكنه قرر عدم الامتثال والمضي في قراره، عليك أن تكوني صارمة وتعاقبيه من دون أي تهاون، وإلا سيعتقد أن رفضك كان مزحة.
- وللابن المراهق كذلك.. ربما لا تستطيعين عقابه كالطفل.. أو تشجيعه بالكلمات، ولكن أظهري معرفتك وإدراكك بما فعل، وأعلني غضبك ورفضك من جديد... بالخصام أو بالابتعاد عنه لفترة أو معاتبته بهدوء وتوضيح.
تعليمات قبل قول كلمة "لا" للمراهق
- التعليمات القادمة لا تعني تجنب قول "لا" بصورة نهائية واستبدالها "بنعم" لكل شيء، إنما هناك طرق بديلة للخروج من دائرة "لا" المتكررة.
- حافظي على تعاطفك مع ابنك وابنتك المراهقة.. عندما يكون من الصعب فهم سبب تصرفهم، كما لو أن العالم سينتهي لأنه لم يحصل على ما يريد فقط، عبّري عن تعاطفك معه، بعبارات مثل "أتذكر الشعور بهذه الطريقة"؛ المراهقون يريدون أن يعرفوا أن هناك من يتفهمهم.
اسمحي له بمواجهة العواقب بنفسه.. بنفسها
- اسمحي لابنك المراهق بمواجهة العواقب الطبيعية الناجمة عن اختياراته، لإتاحة الفرصة لمعرفة كيفية حل هذه المشكلات، وتعلم درس عن المسؤولية.. من المهم تقديم التوجيه والتعاطف من دون معالجة لمشاكلهم أو إنقاذهم.
كوني حازمة وواضحة وقوية.. معه ومعها
- تخطي الحدود وقواعد المنزل من ناحية المراهق أمر طبيعي.. لهذا حددي أهدافك وضعي حدوداً لعلاقتك الشخصية بشأن ما هو مقبول وما هو غير مقبول، وتجنبي الأبوة والأمومة "الضعيفة"؛ مراهق محبط مؤقتاً أفضل من مراهق لا يحترمك.
ضعي صورتك كأم في الاعتبار
- يعرف المراهقون كيفية إخراجك عن شعورك بعد تخطيهم الحدود التي تضعينها في كل مرة، وبالرغم من ذلك يفضل تجنب الصراعات السخيفة للحفاظ على صورتك، وبمرور الوقت ستسعدين بالنتيجة.
اعرفي أين تنتهين وأين يبدأ المراهق.. المراهقة
- اسمحي لابنك المراهق بأن تكون له هويته الخاصة ومشاعره وخبراته، ولا تأخذي الأمر على محمل شخصي عندما يريد الاستقلال أو يشكك في قراراتك، رفضهم واستقلاليتهم، لا يعني أنهم لا يحبونك، حاولي التأقلم مع الوضع الجديد.
تعليمات أخرى قبل قول"لا"للمراهق-ة-
- أظهري الاحترام للحصول على الاحترام، حيث إنه من أجل أن يتعلم المراهقون الاحترام، يجب أن يروا الاحترام في تفاعلاتكم أيها الآباء مع الآخرين، ويجب أن يشعروا بالاحترام من قبلكم، لذا ابذلوا قصارى جهدكم؛ كي لا تقللوا من شأن الأبناء ولا تتجاهلوا مدى أهمية ما يطلبون بالنسبة لهم.
لا تأخذي كل شيء على محمل شخصي
- لا تمنحي ابنك المراهق-ة- القدرة على التحكم في عواطفك وردود أفعالك، وإذا شعرت بالإحباط الشديد نتيجة لرفض ابنك القواعد التي وضعتها له، ابتعدي وحاولي الاسترخاء أو خذي استراحة، وتوقعي تصرفات ابنك ولا تفقدي تركيزك.
حافظي على خصوصية ابنك المراهق
- يحتاج المراهقون إلى مساحة خاصة بهم.. بحاجة إلى الخصوصية، والاطلاع على دفتر يومياتهم أو متعلقاتهم الشخصية فكرة جيدة، ما لم تكن هناك مشكلات أو مخاوف وشيكة تتعلق بالسلامة.
كوني إيجابية
- وحاولي صياغة رفض طلب ابنك، وشاركيه الاختيار، فإذا لفت انتباه طفلك شيء في المتجر أثناء التسوق، حاولي شغل انتباهه بأمر آخر: "ماذا يمكن أن نتناوله على الغداء اليوم؟" أو "هل نأخذ المصعد؟
ملاحظة من"سيدتي. نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.