أشارت الدراسات إلى أنّ شخصية الطفل تتكوّن خلال السنوات الخمس الأولى من حياته أي قبل دخوله المدرسة، ولكل عمرٍ خلال هذه السنوات صفاتٍ تميّزه، وبالتالي تختلف طرق التعامل معه، بهدف صقل شخصية الطفل بشكلٍ إيجابي وسليم، والمعروف أن الطفل يبدأ الاهتمام بالبيئة المحيطة به والتركيز على ما يحصل فيها منذ عامه الثاني. بحثاً عن مفاتيح شخصية الطفل ودور الآباء في تدعيمها لتكوين شخصية أفضل، كان اللقاء والدكتورة نهال عبد الغني الباحثة الاجتماعية.
الطفل من 3-5 سنوات
- الأطفال من عمر ثلاث سنوات إلى خمس سنواتٍ، يحصلون على الراحةِ أثناء التعبير الذاتي عن أنفسهم ببعض الكلمات، كما يمكنهم تعلم المزيد من ضبط أنفسهم في مرحلة ما قبل المدرسة.
- شخصية الأطفال خلال هذه الفترة تنمو من تلقاء نفسها بشكلٍ طبيعي، حيث يكتسبون مهارة بناء الثقة بالنفس، وتصبح لديهم خبرات في التعامل مع الآخرين، ويصبحون أقل اعتماداً على الآخرين، ويزيد اعتمادهم على أنفسهم.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف أحمي طفلي من عمر 6-11 عاماً من رفاق السوء؟
اللعب مفتاح شخصية الطفل
- كما يتعلم الأطفال خلال هذه الفترة كيفية تهدئة أنفسهم في لحظات الحماس، أو الخوف، أو الشعور بالضيق، وكذلك في اللحظات العاطفية وتقديم ردود الأفعال، ولهذا نجد أن اللعب الجماعي تحديداً له دور كبير في بناء شخصية الطفل.
- وعلى الآباء منح الطفل وقتاً للعب بمفرده أو بمشاركته مع أقران في مثل عمره، فهو المفتاح المساعد لبناء وتنمية شخصية الطفل بشكلٍ كبير، كما يمنحه دفعةً إلى الأمام لتطوير النمو العقلي، والإدراكي، والجسدي، والعاطفي، والخيالي.
- ويساعد اللعب مع الآخرين على اتخاذ القرارات، والاعتماد على الذات، واستكشاف كلِّ ما هو جديد، وعلى الأهل أن يدركوا أن الأطفال يختلفون عن بعضهم بطريقةٍ ما، وأنّ طفلهم متميز ومتفرد بصفاته عن غيره.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف أربي طفلي الوحيد؟
دور الأسرة في تكوين شخصية الطفل
- تتأثر تنمية شخصية الطفل بالمحيط الأسري السليم والأبوة الإيجابيّة في أول خمس سنواتٍ من عمره؛ و تعتبر شخصية الطفل في النهاية هي خلاصة نتائجه الإدراكية، والمعرفية، والمزاجية التي تُعبر عن ذاته وعالمه المحيط به وعن المستقبل.
- ولأن مستويات الطاقة لدى الأطفال، وكذلك مزاجهم العام يؤثر في سلوكهم وازدهار شخصيتهم وتطورها، فالأمر يحتاج تدخلاً وضبطاً من قبل الأهل بشكلٍ سليم..بهدف التطوير أو التبديل أو التحسين.
- كما أن للبيئة المحيطة بالطفل والجو الأسري العام دوراً أكبر في تنمية مهارات وشخصية الطفل، وأيضاً قد يكون لها دور سلبي على تنمية شخصية الطفل، ما يؤثر بشكل كبير على تكوين سلوك الطفل وتعاملاته مع العالم من حوله.
- كما يتأثر مفهوم الطفل عن نفسه وتعبيره عن ذاته بالبيئة المحيطة به، والتي تظهر بوضوح خلال فترة المراهقة وفي عمر العشرين؛ حيث تختلف من شاب-ة- لآخر وفقاً للطريقة التي تربى عليها، أو تأثراً بالطريقة التي يجد عليها أقرانه.
- كما أن للأبوة السليمة دوراً إيجابياً في تنمية قدرات الطفل، وتطوير بيئتهم الذاتية التي توصلهم إلى تقدير أنفسهم واحترام ذاتهم، وذلك يكون بالدعم المستمر الذي بمنح الطفل مزيداً من الثقة وهو أساس وداعم قوي لبناء الشخصية.
استخدام أسلوب للعقاب يتناسب مع الخطأ
- كما أن تعلم الطفل التعبير بإيجابية عن ذاته، يمنحه احتراماً لنفسه وتقديراً لها، وبالتالي سيكون راضٍياً عن العالم حوله، مايُقلل من الصراعات التي تعيق التنمية النفسية والاجتماعية للأطفال.
- وهي طريقه أيضاً إلى عالمٍ صحي وعقلي وحياة اجتماعية سليمة، كما أنّ الشعور بالرضا له أكبر الأثر في تصرفات الطفل وتعامله مع الآخرين ومع من حوله بإيجابية.
- وفي حال بناء صورةٍ مضطربة ضعيفة عن النفس، فهذا يشير إلى عثراتٍ عديدة في سلوك الطفل، و المشكلة هنا لا ترتبط بالأبناء؛ فمعظم الأبناء الذين يعانون من مشاكل سلوكية يعاني آباؤهم من ضعف الذات...ومن هنا كان العقاب وفقاً لحجم الخطأ.
- تعرّفي إلى المزيد: "الهروب النفسي" للمراهقات: أسبابه وعلاماته وطرق علاجه
متى يتم تكوين شخصية الطفل؟
- أشارت الدراسات إلى أنّ شخصية الطفل تتكون خلال السنوات الخمس الأولى من حياته أي قبل دخوله المدرسة، ولكل عمرٍ خلال هذه السنوات صفاتٍ تميزه وبالتالي هناك طرق للتعامل معه من أجل صقل شخصيته بشكلٍ إيجابي وسليم.
- نعم السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل ..هي أساس تكوين شخصية الطفل..والاهتمام بالطفل في المنزل هو الهدف الأول من أجل تربيته بشكلٍ سليمٍ وصحيح، ما يسهل له دخول معترك الحياة بثقة وجرأة وثبات.
- ولا شك أن شخصية الطفل تشغل بال الآباء؛ لأنّهم يرغبون بطفلٍ ذكيّ ومنظم وقياديَ وذي شخصية قويةٍ يدافع بها عن نفسه، وأن تشمل شخصيته جميع الجوانب النفسية والعقلية التي تقوده إلى سلوكيات إيجابية معينة.
- حيث يبدأ الطفل بالاهتمام بالبيئة المحيطة به والتركيز على ما يحصل فيها منذ عامه الثاني، فهو يصبح أكثر قدرة على الاعتماد على نفسه فينطلق ليتعرف على بيئته.
طرق لتنمية شخصية الطفل
- الابتعاد عن المقارنة فيما بين الأطفال من أجل تنمية شخصية كل طفل بما يناسبه، والابتعاد عن وضع الطفل في قالب طفلٍ آخر ليصبح مثله؛ أخيه كان أو أبيه أو أي شخصية أخرى.
- على الآباء تشجيع الطفل على اللعب، لأنّ ذلك يساهم في نموه بدنياً ونفسياً وعقلياً، ومن أفضل أنواع اللعب هو اللعب الجماعي، حيث ينمي عند الطفل روح المشاركة والقيادة وتقبل الآخرين.
- توفير القدوة الحسنة، فالطفل في مرحلة الطفولة يميل لتقليد الآخرين في أفعالهم وأقوالهم، وليس هناك أفضل من الوالدين ليكونا القدوة الحسنة فهما على تواصلٍ مباشر معه ويؤثران فيه بشكلٍ كبيرٍ.
- على الآباء ترك الطفل يتصرف على طبيعته، وليس على طبيعة الآخرين، فلا ضرر في أن يخطئ أمام الآخرين، أو أن يتصرف بشكلٍ عفوي، وتركه أيضاً يمارس هواياته الخاصة في عالمه الذي يخلقه ..فذلك يقوي شخصيته.
- تنمية مهاراته التي تظهر عليه ومحاولة تطبيق ما يخطر على باله ليميز بين الوقائع والخيال، الابتعاد عن التأنيب المستمر للطفل وإنما محاولة شرح الخطأ الذي يقع فيه وما يترتب عليه من أضرار.
- ومن الأمور التي تكون شخصية الطفل أيضاً ..توضيح الآباء للشيء الصحيح الذي يجب القيام به، مع استخدام أسلوب العقاب الذي يتناسب مع الخطأ، والتذكر بأنّ الطفل لا يقصد السوء وإنّما ينظر لما يفعله بأنّه طبيعي.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.