للمدن تأثير أكيد على Bani Singh، المصممة والمؤسسة والمديرة الإبداعية لـ «استديو» Grounded Design المتمركز في دبي؛ فهي سليلة أبوين فارسيين، ونشأة سويدية، ومتأثرة بدولة الإمارات التي تجد فيها التنوع الملهم في العمل. أعمال المصممة تنهل من الأسلوب الإسكندنافي، وفلسفته المتقشفة، مع الدعم بلمسات مستوحاة من العالم، لتحقق مساحات داخلية مثيرة للمشاعر ومريحة للساكنين، كما معبرة عن شخصياتهم. في الحوار الآتي، تتحدث المصممة لـ «سيدتي» عن الشغف بالتصميم والدرب الذي قادها إليه وعن أعمالها ودبي.
التصميم يساعد في جعل العالم الذي نعيش فيه مكاناً أفضل
قدمي نفسك لقراء «سيدتي».
ولدت في إيران، وترعرعت في السويد ودخلت مجال التصميم الداخلي، بصورة غير تقليدية. تسمح خلفيتي في علم النفس في جعل تصاميمي تخاطب الناس وتثير المشاعر، من سعادة سلام، وأمان، وحميمية، وراحة. وقد أسّست Grounded Design منذ خمسة أعوام، وأشغل أيضاً منصب المديرة الإبداعية في الشركة، التي تضم 16 فرداً مبدعاً، وهؤلاء يمثلون فريق العمل. في سجل الشركة، تصاميم داخلية لمشاريع سكنية (تسليم مفتاح) في أنحاء العالم تراعي شخصيات الملاك، بالإضافة إلى العملية والجمالية.
ومن عالم الديكور نقترح عليك لقاء المهندس عبدول زبيده: التصميم طريقة للتعبير عن مفاهيم الإنسان
اهتمام «الميديا»
سلكتِ درباً آخر، قبل دخول عالم التصميم؛ فقد درست علم النفس وعملت لأعوام في مناصرة حقوق الطفل. هل من سبب محدد قادك إلى التصميم الداخلي؟
طالما شغفني التصميم؛ لكني حصلت على درجة علمية في علم الاجتماع، وقضيت عشرة أعوام في العمل في مجال حقوق الطفل. ثمّ، اشتريت الدور الأخير من بناء في ستوكهولم، وحولته إلى «بنتهاوس» حديث وفخم؛ نفذت كل أعمال التصميم والديكور بيديّ، من الرسوم التخطيطية واختيار المواد والمفروشات، كما دمجت مجموعة من الحلول بالمساحات الداخلية حتى تناسب احتياجاتي. وقد حظي «بنتهاوس ستوكهولم» الفريد باهتمام «الميديا»، وجراء ذلك، طُلب إليّ الحلول ضيفة على البرنامج التلفزيوني الوطني السويدي «من يعيش هنا؟». إثر ذلك، تلقيت تعليقات جيدة جدّاً أعطتني دفعة قوية من الثقة، لذا في عام 2017، آمنت بضرورة دخول مضمار التصميم الداخلي، وبدأت عملي الخاص في المجال.
لماذا اخترتِ دبي مقرّاً لشركتك؟
فكرة التنوع تجذبني، وتمثل مصدراً للإلهام في التصميم؛ وفي دبي، تنوع لامتناه، وكان سبباً لاكتشاف عالم التصميم، فقد قدمت المدينة لي لوحة (كانفاس) بيضاء وحثتني على ملئها، وقد دفع ذلك بي إلى افتتاح شركتي.
يجذبني دمج عناصر من الثقافتين الإسكندنافية والشرق أوسطية في أعمالي
الثقافتان الإسكندنافية والشرق أوسطية
ما هو تأثير تعدد المدن التي عشت بها على تصاميمك؟
كوني سليلة أبوين فارسيين، ونشأتي في السويد، اختبرت الثقافتين الإسكندنافية والشرق أوسطية، الأمر الذي أثر بي، على صعيدي الشخصية وأسلوب التصميم؛ إذ يجذبني دمج عناصر من الثقافتين في أعمالي، مع الحرص على تحقيق التوزان. المدن، في العموم، ملهمة، وبعد كل رحلة، أضيف المزيد من العناصر إلى التصاميم، فتستمر في التطور، مع مرور الوقت.
كيف تُعرّفين الطراز الإسكندنافي، في الديكور الداخلي؟
هو طراز الحد الأدنى، من دون أن يخلو الأسلوب من العاطفة والجمالية، والتلاعب بالخطوط النظيفة. تصاميمي ليست إسكندنافية بحتة، بل هي تدمج مجموعة من الأساليب في التصميم الواحد، انطلاقاً من قاعدتين أساسيتين، هما: التوازن والمعقولية. في «الاستوديو» الخاص بي، أدعم المزج بين بساطة التصميم الإسكندنافي، وبين لمسات مصدرها أمكنة عدة في العالم، لتحقيق مساحات ديناميكية ومحفزة. كما أتمسك بفلسفة «الأقل هو الأكثر»، وذلك حتى تبدو المساحات الداخلية «تهمس» من خلال الديكورات، عوضاً عن الصراخ. الهدف هو إحداث التناغم الصحيح بين الراحة والأذواق الشخصية.
تابعي المزيد: المصمم أحمد بظاظو: الألوان والمواد في أعمالي تظهر حبي للطبيعة
المنازل امتداد لساكنيها
ماذا عن اهتمامات العملاء في دول الخليج عموماً، والإمارات خصوصاً، بهذا الأسلوب الذي ينهل من مدارس تصميمية عدة؟
للتصميم تأثير مباشر للغاية على أمزجة البشر، كما شعورهم. والمنزل هو انعكاس لأسلوب ملاكه الشخصي، ما يحتم فهم العملاء وشخصياتهم ورغباتهم وأسلوب حياتهم، وجعل تصاميم «الاستوديو» السكنية تعكس ذلك، لتصبح المنازل امتداداً لمن يقيم داخلها. لذا، لا مناص من شخصنة التصميم، منذ المفهوم حتى إتمام التنفيذ.
ماذا عن التعارض بين الاتجاه المتطرف في التصميم (الماكسيمالزم) الرائج راهناً والتصميم الإسكندنافي؟
أعتقد أن التصميم يجب أن يكون خالداً أو أن يعبر عن فكرة أو أفكار محددة؛ لذا يحقق دمج عناصر من «الماكسيمالزم» maximalism، بالطراز الإسكندنافي البسيط، التوازن المثالي. يهدف الأمر إلى حث حشرية الشخص الذي يسير في الفضاء المعماري.
في منطقة الخليج، يتطور التصميم في اتجاه فلسفة «الأقل هو الأكثر»، ما يجعل المنازل أكثر خلوداً ومتانةً
السلام والثراء
ينطوي الطراز الإسكندنافي على مفهوم hygge الذي يرمز باختصار إلى الراحة؛ هل تلاحظين أن «كوفيد» جعل الناس تتيقن أن منازلهم يجب أن تكون ملاذات آمنة؟
لقد غير الوباء وجهات النظر حول المنازل، مع إدراك الغالبية أن هذه المساحات يجب أن تشعرهم بالراحة والأمان، وبالتصرف بأريحية. يمثّل ما تقدم أحد الأمور التي أشبعها اهتماماً في التصميم أي جعل الساكنين يشعرون بالسلام لمجرد دخول باب المنزل، وبالثراء وبأنهم في دنياهم.
ماذا عن أسلوب «الجباندي» Japandi الذي يدمج الأسلوبين الياباني والإسكندنافي في التصميم الداخلي؟
هو أسلوب رائع؛ أستخدمه في تصاميمي بطريقة خفية حيثما أشعر بأنه يناسب شخصية العميل.
كيف يتطور التصميم في منطقة الخليج؟
يبدو أن الوعي في منطقة الخليج يتطور في اتجاه فلسفة «الأقل هو الأكثر»، ما يجعل تصاميم المنازل أكثر خلوداً ومتانة. الواضح أن تصاميم المنازل تنحو أكثر فأكثر في اتجاه الاستدامة، وأن مضمار التصميم في العموم يجد الحلول للمشكلات المتعلقة، بصورة مستمرة، وهو يحث على المزيد الذي يمكن أن يساعد في جعل العالم الذي نعيش فيه مكاناً أفضل.
نقترح عليك متابعة اللقاء الخاص مع المصممة آية الفكيكي: المزج بين التقليدي والعصري يمكن أن يكون مبهراً