من مظاهر القوة لدى أيّ شخص، أن يمتلك قوة إرادة، قوة عزيمة.. يستطيع إن أراد، أن ينفّذ.. فإذا دخل في تدريب مثلاً: يمكنه إذا بدأ، أن يستمر وينفّذ.. أما الإنسان الضعيف؛ فقد يريد ولا يستطيع.. وقد يبدأ ولا يستمر.
ومن مظاهر قوة الإرادة، ضبط النفس؛ فالإنسان القوي يمكنه أن يضبط نفسه، سواء في وقت الغضب، أو رغبة الانتقام، كذلك يضبط نفسه أمام الشهوة، وعندما يحارب بأية خطية.. القوي يمكنه أن يضبط لسانه، وأن يضبط حواسه، ويضبط فكره. تقول الدكتورة سناء الجمل، خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: قوة الإرادة تشمل قدرتك على مقاومة الدوافع، وتأجيل الإرضاء الفوري للوصول إلى الأهداف.. مَن مِنا لا يرغب في الوصول إلى القمة؟ قمة النجاح.. قمة السعادة.. قمة التقدم.. أجل، من مِنا لا يرغب في ذلك؟ ولكن الطريق نحو القمة يتطلب مؤهلات مُحددة، من أهمها: قوة الإرادة، بالإرادة القوية تصلين إلى القمة، إذا كنتِ تُريدين أن تُغيّري حياتك، تُحققي أهدافك وتكوني سعيدة، تعرّفي على أسرارٍ خفية لقوة الإرادة.
قواعد قوة الإرادة
تعريف قوة الإرادة: هي القابلية على عمل وإنجاز ما نصبو ونتطلع إلى إنجازه، كذلك هي القوة التي تمكننا من التغلب على الخمول والإغراء والضعف.
خطوات لكشف وتطوير قوة الإرادة
- لا تؤجل
من أكثر العوامل التي تُضعف الإرادة، هو المماطلة والتأجيل؛ لذا من الضروري جداً أن تضع في حسبانك عندما تريد أن تنجز عملاً ما، أن تتسلح بالهمة والحماس، والتصميم على إنجاز ذلك العمل، مهما كان صغيراً.. (لا تنس أن العملية هي عملية تمرين وتدريب للعقل، كلما أصبحت أكثر جدية وأكثر تصميماً؛ فإن العقل سيستجيب أكثر )، كذلك لا بد من روح المبادرة في كل عمل تقوم به؛ لأن التردد وانتظار أوقات أو ظروف أفضل، يجعل اليأس والشك يتغلغل إليك من دون أن تشعر.. لا بد أن تحتفظ بفكرة واحدة على الدوام، بأن أفضل وقت تنفّذ فيه عملك، هو أن تنفذه الآن.- لا تتوقف أبداً
قوة الإرادة لا تعني بالضرورة أن تنجز هدفك من المحاولة الأولى، قوة الإرادة تكمن في المثابرة والمواظبة حتى النهاية، من أجل تحقيق الهدف من خلال الاستعداد والحماس في البقاء، وعدم التأثُّر بالصعوبات والعقبات، قوة الإرادة تقوَى وتنشط بشكل لافت للانتباه، عندما نتحدى العقبات والصعوبات.- اعرف بالضبط ماذا تريد؟
عندما نكون مشوشين وغيرَ متأكدين، ماذا نريد بالضبط، يصبح من الصعب علينا الاستفادة من قوة الإرادة، أما إذا كان لدينا هدف واضح ومحدد، يصبح من السهل علينا أن نسلط عليه طاقاتنا الخلاقة.- التخلص من العادات السلبية
العادات السلبية تُضعف قوة الإرادة بشكل كبير؛ خاصة عندما نكون عبيداً لتلك العادات، وينتج عن ذلك أن تضعف ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على المواصلة والاستمرار.. والعادة السيئة غالباً ما تؤدي إلى أخرى.. إن التخلص من العادات السيئة، يعطينا قوة هائلة من الثقة بالنفس، والذي ينعكس إيجابياً على قوة الإرادة، والنتيجة أن تلهمنا الكثير من العادات الإيجابية.- الإصرار والاستمرارية
إن تطوير قوة الإرادة يحتاج الكثير من الوقت والجهد، والنتائج لا تأتي في ليلة وضحاها، تحتاج الكثير من التدريب وبشكل منتظم ومتواصل، وبشكل واعٍ ومدروس تماماً مثل بناء الأجسام.
- تذكّر دائماً النتائج المرجوّة
عندما تريد أن تحقق أهدافاً كبيرة وصعبة، يجب أن تتذكر الأهداف المرجوّة من ذلك؛ فعندما تعرف بالضبط ماذا تريد، وترى هدفك بوضوح؛ فإنك بذلك تخلق رغبة قوية، تُمدك بالقدرة على المواصلة والاستمرار حتى النهاية.مصدر قوة الإرادة
- الهدف
قوة الإرادة هي ليست فقط توجّه عقلي لتحقيق هدف ما.. قوة الإرادة الحقيقية تأتي مع المصدر؛ (أي هدفك المنشود الذي وضعته نصب عينيك، وكنت مفعماً بكامل الثقة على تحقيقه.. هذه الثقة التي تجعلك متيقناً من تحقيق هدفك بالنهاية).. وهذا سيجعلك تنجح في أن تجعل العقل ساكناً لا أطول فترة ممكنة، على عكس التفكير المتخبط والمتردد؛ أي القفز من الماضي إلى المستقبل، ثم العودة إلى الماضي (mind chatter) الذي يُضعف الإرادة بشكل كبير؛ لأنه يخلق الكثير من الوهم، الذي ينتج عنه الشك والتردد.- لا تكن قدرياً
العقبة الكبيرة التي تقف بوجه قوة الإرادة، هي التوجه العقلي السلبي؛ أي عندما نتوقع السوء (التشاؤم)، يجب أن نعي ونفهم أن قوة الإرادة، هي طاقة إيجابية نحركها بالاتجاه الذي نريد، وعندما نتوقع السوء؛ فإن هذه القوة ستسير بعكس ما نشتهي؛ لذلك إذا كنت لا تستطيع أن تبتهج وتفرح متفائلاً، على الأقل حاول أن تؤجل أو تمنع أيَّ تفكير ناتج عن شك أو توقُّع السوء، أيضاً يجب أن تدرك أن الأفكار هي القوة المؤثرة في الإرادة؛ لذلك يجب أن تحرص على أن تجعلها إيجابية دائماً.إن الوصول إلى قوة الإرادة، يتطلب حساً بديهياً عالياً، واستعداداً حدسياً فائقاً في الإصغاء إلى صوت الوجدان.