نظرة مطولة في سقف الغرفة الحالكة، دمعة هاربة، أنفاس مكلومة، نبضات متسارعة.. يخلو العالم مما سوانا، فسواه لا أرجو الحياة إلا معه، ولا يأبه لحالي أحد سواه.
ماذا يعني اجتماع "العالم أجمع في أمر لا مثيل له"؟!. من أتى ملبياً دعوات رفعت في ليالي مطيرة. سكنت روحه بداخلك، تفانيتما وتعاهدتما، وولدتما من جديد معاً. تردد على ذاتك كل يوم، ماذا لو استيقظت على حين غرة، وقد انقطع أثره؟!.. توجس داخلي مرات عدة لمجرد التخيل!، أظن أنني اقترفت إثماً؛ في إضاعة وهدر الكثير في القلق والريبة والتخيل السلبي.
لم نتخيل السيناريوهات السيئة دوماً، حينما نحصل على ما نتمنى؟! أنحن شعوب ترعرت على الفقد؟، أم نقل إلينا أن الحزن يتخلله الفرح؟!.. ونجزع إذا ما حرك نياط القلب، أو هزته كلمة إعجاب أو همس.
فلأخبرنكم ببضع ما كان، ولدت من قلبي رآه، عشت الهوى، تقلبت في الهوى، وطاب اللقا بلقاه، تحير الكلم فيما يحويه قلبي، ولم يبلغ معنى في نهر عشقي.
"ذاكرتي التي عذبتني بما حفرته بين طياتها، ذاكرتي التي باتت تشفق عليّ، مشمئزة من فعلي، تهددني هي الأخرى بتركي.. لا!.. لا!.. لا يتثنى لك مغادرتي!" بقلم د. سعاد الشامسي @suaad_alshamsi في #مدونات_سيدتي على الرابط https://t.co/xab9f8mAt9 pic.twitter.com/VMBPWk0Nil
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) May 12, 2023
تتناغم خطواتنا بالورد، وتشابكت أصابعي بيديه، ضممته بقبضة أوشكت أن تسيل الدم. لننتقل إلى الطرف الأيمن من الأريكة، طالما أحبه وأفضله، تبادلت أطراف الحديث مع ذاكرتي، تردد على مسامعي صوت آثرني، توجهت بالسؤال وهممت بالإجابة: نعم!، ما زلت عالقاً بذهني، وكذب الطبيب حينما أخبرهم بأنني تحسنت من هلوستي، فلا أمل للشفاء إلا بيد الحب، فكيفما السبيل للشفاء من الحب؟!
"الحب"؛ ماذا يعني الحب بالنسبة إليك؟، هل حركك يوماً؟!، سرق النوم من أهدابك، وتلك السِنة خاصمتك أيضاً، أصبحت كالهيكل العظمي من انقطاعك عن الشراب والقوت!.
ماذا جنيت من الحب، ولأي مدى غيرني؟. أصبحت أسيرة في بطون ذاكرتي.. لا أبرح من استحضار ما زال عالقاً بأسوار زنزانة سجنتني، أبتلع الصرخات في أقصى حلقي، ولم ينعم علي بتحريري من خوفي. ألا أتيت وانتشلتني من همي؟!، هلا أتيت وكفكفت دمعي، وتبث الدم في أوردتي؟!، أكاد أختنق من غيابك، لكن خيالاتي كلفتني الكثير لتلبي مطلبي وتحضرني.
ها قد هلّ طيف، أيضيع عتابك وقتي، أو إن اكتناز الفرصة لا تعرف عنوان بيتي؟!. لا أعلم من أين ولا كيف يبدأ الحديث بين مشتاقين، أليس كذلك أنت تشتاق إليّ؟!.
كانت المرة الأخيرة كالصاعقة بالنسبة إلي!، قابلت كلماتي صمت، وصكت أذني بصفعات الغياب.. لا يوجد سواي.. هذا منزلنا، وهذه الغرفة، وبجانبي ملفي الطبي، بعدما عاينتني الطبيبة قبيل الفجر.. لا ليس منزلي.. ولا بيت حلمنا به، وخططناه في ذاكرتي.
ذاكرتي التي عذبتني بما حفرته بين طياتها، ذاكرتي التي باتت تشفق عليّ، مشمئزة من فعلي، تهددني هي الأخرى بتركي.. لا!.. لا!.. لا يتثنى لك مغادرتي!. فمن سيزول لهفة شوقي، ويخمد براكين هلعي، ويرسم طيفاً كان لي كظلي، فإن رحلتي أنت الأخرى، سأغادر معك أينما حللت ووطأت.