بعد أن بتنا نسمع كثيراً عن حدوث حالات جلطات دماغية وقلبية ورئوية عديدة، صار البعض، سواء من الأفراد أو من الأطباء، يُرجِع السبب إلى لقاحات كورونا التي تمَّ تلقيها. فهل هذا الأمر صحيح؟ وهل بتنا جميعنا في مرحلة من الخطر؟
«سيدتي نت» يسأل الاختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي، الدكتور زياد شيري، حول إمكانية أن تكون اللقاحات هي السبب في ارتفاع أعداد ضحايا الجلطات؛ فكان الحوار الآتي.
- ما أعراض لقاحات كورونا؟
الأعراض التي تظهر في الفترة الأولى من تلقي اللقاحات، والتي تمَّ رصدها من قبل الأطباء، هي كالآتي:
- التعب.
- الإرهاق القوي.
- ارتفاع حرارة الجسم.
- تحسس جلدي وألم في منطقة تلقي الحقنة.
- إسهال وألم بطن لدى البعض.
على المدى الطويل، لم يتم حتى الآن التأكد من أن لقاحات كورونا هي السبب في حدوث مشكلات صحية أخرى لدى البعض،
لكن الحديث السابق حول تعرُّض البعض لجلطات إثر تلقي أحد لقاحي أسترازينيكا أو جونسون أند جونسون؛ فهي مثبتة، لكن لم تُعرف الأسباب التي أدت إلى حدوث جلطة لدى شخص معين دون سواه. إنما يُحكى أن السبب هو انخفاض شديد في عدد الصفائح الدموية لدى بعض المرضى، الذي أدى إلى نزيف في الدماغ، وربما إلى وفاة المريض، لكن لا يوجد إثبات نهائي على ذلك.
أما بالنسبة للقاحات فايزر وموديرنا وسبوتنيك؛ فلم تتوصل الدراسات التي أُجريت على أنها قد تتسبب بالجلطات. ربما يهمك الاطلاع على حقيقة الجلطات بسبب لقاح أسترازينيكا.
- هل يمكن إجراء مقارنة بين عدد الجلطات خلال كورونا وبعد تلقي اللقاح؟
الجلطات الرئوية والجلطات الدماغية، وجلطات شرايين الساقين كانت تحدث فعلاً لدى كثير من المرضى الذين أُصيبوا بفيروس «كوفيد-19»، وكانت النسب مرتفعة مقارنة بالجلطات التي يتعرَّض لها حالياً المرضى بعد تلقي اللقاحات. وكانت تظهر أكثر لدى المرضى الذين يعانون من مشكلات رئوية، بعد أن ساءت أحوالهم الصحية فقط بسبب المرض، وأصبح لديهم التهاب رئوي ونقص في الأكسجين؛ هؤلاء كانوا عرضة للجلطات الرئوية بحسب الدراسات، لكن -ومع الأسف- لا توجد إجابة علمية عن سؤال: «لماذا تدهورت حالة هؤلاء المرضى دون سواهم؟»، علماً أن الذين أُصيبوا بفيروس كورونا وكانت حالتهم مستقرة لم يتعرضوا لجلطات.
- هل يجب تلقي مسيلات الدم لتجنُّب حدوث جلطات؟
ربما يجب أن نطرح السؤال الآتي: «هل يجب إعطاء مسيل للدم أو لا في أثناء الإصابة بكورونا؟» إنَّ الأمر مرهون بحالة كل مريض؛ لأنَّ مسيلات الدم قد تسبب بحد ذاتها نزيفاً في الجسم، لذلك نقوم بوصفنا أطباء بإجراء فحص الـ«D-dimer» الخاص بالجلطات، وإذا كان مستواه عالياً نصف مسيلات دم للمريض.
فالمسيلات سيف ذو حدين، وهناك العديد منها -غير الإسبرين- التي تُعطى للوقاية من الجلطات، وقد تكون عبارة عن عقاقير أو حقن تحت الجلد.
- هل من طرق للوقاية من الجلطات خلال الإصابة بفيروس كورونا؟
لا طرق للوقاية؛ فالمرضى الراقدون في أسرَّتهم بسبب كورونا مثلهم مثل الذين أجروا جراحة معينة أو تعرضوا لكسور تلزمهم الفراش لفترة من الوقت. قد يحتاجون إلى أدوية مسيلة؛ لأنَّ البقاء من دون حركة قد يعرِّضهم للجلطات.
- ربط العديد من الدراسات بين الجلطات الرئوية والقلبية وغيرها بتأثير لقاح كورونا. ما رأيكم بذلك؟ وهل بدأتم تلاحظون تزايداً في الحالات بعد تلقي اللقاحات؟
تمت ملاحظة بعض الأعراض الجانبية إثر الإصابة بفيروس كورونا، وهي التهاب غشاء القلب «Pericarditis»، لكن لم يتم إثبات أنها أكثر من عدد الحالات التي كانت تحصل قبل مرحلة الكورونا.
وبعد إجراء آلاف الدراسات، لا يمكن القول بأن لقاح الكورونا هو المسؤول عن جميع الجلطات والحالات الصحية الأخرى التي تحصل، في ظل غياب الإثبات العلمي. ربما يهمك الاطلاع على أعراض الجلطةالدماغية عند النساء.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ تجب استشارة طبيب مختص.