الولادات المتكرّرة، بالإضافة إلى التقدّم في العمر، سببان لضعف عضلات الحوض والأنسجة الداعمة للأعضاء التناسلية. تسمّى الحالة بتدلّي أعضاء الحوض، وتنجم عنها مشكلات عدّة في المنطقة الحسّاسة، منها: الانتفاخ والألم وعدم الراحة... في هذا الإطار، تطلع د. حنان الغوابي، استشارية النساء والتوليد والتجميل النسائي وعلاج العقم بمركز أندلسية لصحة المرأة، القارئات على علاجات تدلّي أعضاء الحوض، والحلول المتوفرة.
الدكتورة حنان الغوابي: تمارين كيجل قد تقوي العضلة، ولكنها لا تَصلُح لتمزقها، ولا تعالج سقوط الأماكن الحساسة
تقول د. حنان، تعاني ثلث نساء العالم من درجات متفاوتة من مشاكل الأماكن الحساسة، ومع أنه لا توجد أسباب مباشرة لنزولها، فإن أكثر النساء عرضة للإصابة بها بسبب ما يأتي:
- الولادات الطبيعية المتكررة.
- وجود عيب خلقي، كانقلاب المثانة إلى الخارج.
- التقدم في العمر.
- زيادة الوزن.
- السعال المتكرر والمتواصل نتيجة لأمراض الرئة.
- الإمساك المزمن والشديد.
- حمل الأوزان الثقيلة.
كيف يتأثر الرحم بالحمل؟
الرحم عضلة يقرب حجمها من حجم فاكهة الكمثرى أو أكبر قليلاً. لك أن تتخيلي أن هذه العضلة مطلوب منها أن تتمدد حتى تحتوي طفلاً وزنه ثلاثة كيلوغرامات أو أكثر في آخر الحمل، غير المشيمة والمياه المحيطة بالجنين. وهذا التمدد يصحبه كثير من الضغط على الأعضاء الداخلية للأنثى، وكثير من الألم؛ نتيجة الشد على الأوتار الداعمة للرحم مع الحوض، وعادة ما تشتكي الحامل بعد الشهر الرابع من ألم يشبه طعن السكين من وقت إلى آخر، ولكنها تستسلم وتتقبل هذه الأوجاع عندما تعرف أنها لا تضر جنينها، وأنها نتيجة الشد على أربطة الرحم نتيجة تمدد عضلته. وقد يحدث هذا أحياناً مع حدوث حمل سريع قبل مرور عام على آخر ولادة قيصرية؛ حيث يشكل هذا الحمل خطراً على حياة الأم نتيجة ضعف الأماكن الحساسة وتمددها عند الجرح القيصري السابق، فيؤدي إلى تمزقها، واللجوء إلى قيصرية مبكرة للحفاظ علي حياة الأم ورحمها. ولكن، قد تأتي الحالة متأخرة، ويضطر حينها الأطباء إلى استئصال الرحم للحفاظ علي حياة الأم. ولهذا، ننصح النساء بعد الولادة القيصرية بمنع الحمل مدة لا تقل عن عام.
هل هناك مشاكل قد تصاحب الولادة الطبيعية تؤثر في المرأة أثناءها أو بعدها؟
نعم، قد يحدث أحياناً أثناء الولادة الطبيعية تمزق أنسجة الأماكن الحساسة، عندما يحاول الطبيب غير الخبير توسيعه لتسريع الولادة؛ ما يتسبب في نزيف شديد أو امتداد يؤدي إلى تمزق عضلة الرحم، وقد يصل الأمر إلى استئصاله. كما أن الولادات المتعددة والمنتشرة كثيراً في مجتمعاتنا العربية تؤثر في الرحم، وقد تتسبب في هبوطها، أو تمزق عضلات الحوض وإعاقة وظيفتها، فتتسبب بسلس البول للمرأة، وهي الشكوى المسكوت عنها من كثير من السيدات بعد الولادات المتكررة؛ إحراجاً أو ظناً أنه لا يمكن علاجها. كما قد يحدث هذا التوسع نتيجة صعوبة الولادة؛ ما يؤدي إلى عدم الاستمتاع بالعلاقة الزوجية.
أنواع نزول الأماكن الحساسة
- هبوط الرحم: قد يكون سبب نزولها هو ضعف عضلات الرحم، فيبدأ بالتدلي أو السقوط إلى داخلها.
- هبوط الأماكن الحساسة الأمامي: ويحدث عند سقوط المثانة باتجاهها.
- هبوط الأماكن الحساسة الخلفي: عندما يضعف الجدار العضلي الفاصل بين المستقيم واتجاهها ينتفخ المستقيم ويؤثر فيها.
- سقوط عنق الرحم داخلها، وقد يصحبها سقوط جزء من أعضاء الرحم، أو الرحم كاملاً، وهذا يعرف بالسقوط الرحمي.
قد يهمك التعرف على يوغا لتقوية عضلات الحوض
تشخيص هبوط الأماكن الحساسة «الأمامي والخلفي»
يتم ذلك عن طريق الفحص، أو باستخدام المنظار وعمل اختبارات المثانة وتفريغ البول؛ لمعرفة مدى القدرة على إفراغ المثانة. وفي بعض الحالات النادرة، يتم اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية لحجم بروز نسيج الأماكن الحساسة، ويمكن استخدام التصوير الإشعاعي للتبرز، الذي يجرى لمعرفة مدى كفاءة المستقيم في الإفراغ.
ما طرق العلاج لتلك المشكلات بعد الولادات المتكررة؟
نعم، طبعاً، توجد حلول وعلاجات مختلفة، ولكن على المرأة أن تعترف أولاً أن هناك مشكلة قد حدثت نتيجة تكرار الولادة، والتوجه إلى الطبيب ذي الكفاءة المهنية والخبرة لعلاج تلك المشكلات، بإصلاح ورفع عضلة المثانة لعلاج سلس البول، فيما يعرف بعمليات الإصلاح الأمامي للأماكن الحساسة، أو شد عضلات الحوض وتضييق العضلة فيما يعرف بالإصلاح الخلفي، أو رفع وشد الرحم في حالات السقوط الرحمي قبل الوصول إلى مرحلة قد نضطر فيها إلى استئصال الرحم بسبب هذا السقوط.
ذكرت جراحات الإصلاح الأمامي والخلفي للاماكن الحساسة، فهل هناك طرق غير جراحية لإصلاح العضلة كتمارين كيجل مثلاً؟
تمارين كيجل قد تقوي العضلة، ولكنها لا تصلح لتمزقها، ولا تعالج سقوط الأماكن الحساسة. ولكن، هناك طرق حديثة غير جراحية لعلاج تلك المشاكل إذا كانت حالات السقوط الأمامي أو الخلفي بسيطة، ولا يوجد تمزق لعضلات الحوض، مثل: خيوط الشد ثلاثية الأبعاد، أو بعض الأجهزة الحديثة، كالليزر قديماً، والهايفو النسائي حديثاً، وهو من أحدث الطرق الحديثة المستخدمة لعلاج سلس البول، وحالات سقوط الأماكن الحساسة، وشد عضلات الحوض.
هل كل هذه التقنيات منتشرة ومتوفرة لدى كل أطباء النساء والتوليد؟
للأسف لا، ولكنها موجودة في بعض العيادات المتخصصة في التجميل النسائي، وعند الأطباء المتخصصين في التجميل النسائي للمناطق الحميمية.
قد يهمك الإطلاع على علاج هبوط الرحم ممكن بوسائل طبية مختلفة وفقاً لكل حالة
*ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.