يمكنك رؤية التغييرات الصغيرة في السلوكيات اليومية التي تشير إلى أن الطفل يكتسب مهارات وقدرات جديدة، بالتأكيد، وإذا كنت تعرفين ما الذي تبحثين عنه، فقد تتمكنين من اكتشاف العلامات المبكرة لاختلافات النمو مثل التوحد. وذلك لأن أولى علامات التوحد ليست وجود سلوك غير متوقع، ولكن عدم وجود مهارة أو قدرة تتطور عادة في سن معينة.
أفادت مصادر موثوقة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن معظم الآباء الذين يربون أطفالاً مصابين بالتوحد يلاحظون بعض العلامات خلال السنة الأولى، ويلاحظ 80 إلى 90 بالمائة اختلافات في النمو بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلهم عامين.
تعتبر ملاحظاتك وغرائزك مهمة لأن التشخيص المبكر، يوفر لابنك العناية اللازمة.
ما هي علامات التوحد عند الرضع؟
لا يغير التوحد المظهر الجسدي للطفل. بل تؤثر الحالة على كيفية ارتباطه بالعالم من حوله.
يوصف التوحد بأنه حالة "طيفية" لأن العلامات والأعراض والقدرات يمكن أن تختلف بشكل كبير. إذا لاحظت أياً من هذه الاختلافات فمن المهم التحدث مع طبيب طفلك أو أخصائي الرعاية الصحية عنها. حيث يوصى بإجراء فحوصات خاصة بالتوحد في زيارات مدتها 18 و 24 شهراً، لكن يمكنك ملاحظة العلامات الآتية:
في اليوم العالمي لمرض التوحد..تعرفي على علاماته وطرق التعامل معه
تراجع قدراتهم على التواصل البصري
عادةً ما يقوم الأطفال بالتواصل البصري مع أشخاص آخرين منذ سن مبكرة جداً. وذلك بحلول شهرين، يمكن للرضع تحديد الوجوه والتواصل البصري بمهارة. حيث يصبح الاتصال بالعين فيما بعد وسيلة لبناء العلاقات الاجتماعية واكتساب المعلومات حول محيطهم.
لكن الأطفال الذين يصابون باضطراب طيف التوحد (ASD) يبدأون في تقليل الاتصال بالعين في حوالي شهرين من العمر. قد يكون الانخفاض في التواصل البصري مؤشراً مبكراً على مرض التوحد.
ليس لديهم الكثير من التأشير أو الإيماءات
الإيماءات هي واحدة من أول أشكال التواصل. وعادة ما يتعلمها الأطفال قبل أن يتعلموا الكلام. لكن إشارات الأطفال المصابين بالتوحد بشكل عام تكون أقل بكثير من الأطفال الذين يعانون من تأخير في اللغة. حتى أنه لا يمكنهم تتبع النظرة.
لا يردون على أسمائهم
في عمر 6 أشهر، يُظهر معظم الأطفال وعياً بأسمائهم، خاصةً عندما تناديهم أمهاتهم. لكن الأطفال المصابين بالتوحد قد يصلون إلى عمر 9 أشهر، ولا يردون على أسمائهم.
لا يعبرون عاطفياً بوجوههم
تعابير الوجه هي طريقة غير لفظية لتوصيل الأفكار والمشاعر، وقد وجد الباحثون أن الأطفال المصابين بالتوحد يظهرون عاطفة أقل من خلال تعبيرات الوجه مقارنة بالأطفال ذوي النمو غير التوحدي.
هذا لا يعني بالضرورة أن الأطفال المصابين بالتوحد يشعرون بعاطفة أقل، فقط القليل منها يظهر على وجوههم عندما يفعلون ذلك.
تأخر اللغة أو الكلام
تُظهر الأبحاث أن الأطفال الصغار المصابين بالتوحد غالباً ما يقولون ويفهمون كلمات أقل من الأطفال الذين يعانون من تطور غير متوحد في عمر 12 شهراً. إذا كان الطفل لا يقول كلمات مفردة قبل 16 شهراً أو لا يستخدم عبارات من كلمتين بحلول سن الثانية، فمن الجيد التحدث مع طبيب أطفال.
ما الذي يسبب التوحد؟
نظراً لأن التوحد له العديد من الخصائص المختلفة، يعتقد الباحثون أنه قد يكون له أسباب مختلفة. فيما يلي لمحة موجزة عن الأسباب المحتملة التي قد تساهم في تطور اضطراب طيف التوحد:
1 - أسباب وراثية وجينية
2 - التعرض لبعض السموم البيئية مثل تلوث الهواء الناتج عن حركة المرور أو مبيدات الآفات
3 - الحالات الصبغية، مثل التصلب الحدبي أو متلازمة X الهشة
4 - بعض الأدوية التي يتم تناولها أثناء الحمل، مثل الثاليدومايد وحمض الفالبرويك
5 – تقدم عمر الوالدين
6 - انخفاض وزن الرضيع عند الولادة
7 - فقدان الأكسجين أثناء الولادة
8 – إصابة الأمهات بداء السكري أو السمنة أو بعض اضطرابات المناعة، وحالات التمثيل الغذائي والاختلافات في الاتصال الدماغي
أشياء على الأبوين تعلمها
إن تربية طفل متوحد ليست بالأمر السهل، وتستوجب القيام ببعض الخطوات التعليمية، لاكتساب خبرة ضرورية للعناية بالطفل، إليكم بعض الاقتراحات المساعدة:
1 – يمكنكما التواصل مع أولياء الأمور الآخرين من خلال مجموعات الدعم
2 - ابحثا عن تدريب إضافي على اضطراب طيف التوحد، والذي يمكن أن يقلل من التوتر
3 – تعرفا على تقنيات إدارة الإجهاد، بما في ذلك الاسترخاء، والكتابة التعبيرية
4 - اعملا مع معالج أو مستشار عائلي لمعالجة مشاعركما وتزويدكما بمهارات التأقلم
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.