مصطلحا "الاستحواذ" و"الاندماج" كثيرا التداول على ألسن روّاد ورائدات الأعمال، كما في الأوساط التجارية المختلفة، إلا أنّ الكثير من المقبلين على خوض هذه التجارب الريادية لا يُدركون معاني هذه المصطلحين أو الفروق بينهما، ما يجعلهم عرضة للصفقات غير الناجحة، مستقبلًا. من هذا المنطلق، يتطرق المقال إلى ماهية الاستحواذ وأنواعه والفروق بينه وبين الاندماج؟
مفهوم الاندماج وآليته
في إطار التعريف بالاندماج، يقول المستشار والمدرب المعتمد في إدارة الأعمال بدر الجنيدي لـ"سيدتي. نت" إن "الاندماج أداة تستخدمها الشركات لغرض التوسع في عملياتها التشغيلية، بهدف زيادة ربحيتها على المدى البعيد، فالاندماج يُحقّق التكامل والتنوع في المنتجات"،
مضيفًا أن "عمليات الاندماج تحدث بالتوافق والتراضي بين طرفين، إذ يقوم المدراء التنفيذيون من الشركة المستهدفة بالاندماج بمساعدة نظرائهم في الشركة الراغبة في الشراء، وذلك في إطار يتسم ببذل العناية اللازمة لضمان أن الصفقة ستعود بالفائدة على الطرفين".
ويستشهد بالمثال الآتي، في هذا الإطار: اندماج "الصافي" السعودية وشركة "دانون" الفرنسية في عام 2001م، واندماج "البنك الأهلي" مع "سامبا".
أنواع الاندماج
يتطرّق الجنيدي أيضًا إلى أنواع الاندماج، في الآتي:
- الاندماج الأفقي: هو يحدث بين شركتين تعملان في نفس النشاط الاقتصادي لتحقيق اقتصاديات الحجم، والاحتكار، مثل: اندماج شركتين تصنعان الأدوية.
- الاندماج الرأسي: هو يحدث بين شركات تعمل في أنشطة اقتصادية مكملة لتحقيق اقتصاديات التقنية الحديثة، مع تجنب تكاليف معينة، مثل: تكلفة النقل أو التعاقد. يخلق هذا النوع من الاندماج التكامل في الإنتاج، مثل: اندماج شركة محاجر بمصنع أسمنت.
- الاندماج المتنوع: هو يتمّ بين شركات لها أنشطة اقتصادية مختلفة، لغرض زيادة تنوع المنتجات أو الامتداد الجغرافي للسوق أو للتنويع.
تعرفي أيضًا على مفهوم ريادة الأعمال وأهميتها على الاقتصاد.
ماهية الاستحواذ؟
لناحية الاستحواذ، يوضّح الجنيدي أن "المفهوم بمثابة شراء شركة "الشركة المستهدفة"، بوساطة شركة أخرى. وقد يختلف الاستحواذ عن الاندماج في أن عملية الاستحواذ قد تكون ودية أو غير ودية. ففي حالة الاستحواذ الودي، يكون هناك تعاون بين الشركتين من خلال المفاوضات، أما في حال الاستحواذ غير الودي فإن الشركة المستهدفة بالاستحواذ تكون غير راغبة في أن يتم شراؤها أو أن مجلس الإدارة لا يمتلك معرفة مسبقة بعرض الاستحواذ، مثل: استحواذ شركة "أرامكو" على "سابك".
أنواع الاستحواذ
تتحدّث د هبه شفيق شلهوب، أستاذة المحاسبة والمالية المساعدة، عن نوعين من أنواع الاستحواذ، هما:
1. شراء الأسهم: يقوم المُشتري بشراء أسهم الشركة المستهدفة، ليسيطر عليها. تقود سيطرة المالك على أصول الشركة، إلى تسلمّ الالتزامات كافة العائدة لتلك الشركة، خلال سنواتها الماضية أيضًا، كم المخاطر التي تواجهها.
2. شراء الأصول: يقوم المشترى بشراء أصول الشركة المستهدفة. وفق هذه العملية، يتم إعادة دفع النقد الناتج عن عملية شراء الشركة إلى مساهميها، إما عن طريق أرباح الأسهم الموزعة أو عن طريق تسييل الأصول أو التصفية. ويقوم المشتري غالبًا بتنظيم الصفقة على أساس أنها شراء للأصول وذلك بانتقاء الأصول التي يرغب فيها وترك الأصول والالتزامات التي لا يرغب فيها.
من جانب Investopedia، الموقع المُتخصّص في الاستثمار والمالية، هناك 4 أنواع أخرى للاستحواذ، هي:
- الاستحواذ العمودي: يعني الاستحواذ العمودي أن تستحوذ الشركة الأم على شركة موجودة في سلسلة التوريد الخاصة بها، بمعنى أن يكون الاستحواذ لشركة أعلى أو أقل في عمليات التوريد أو التصنيع، مثل: استحواذ البائع على المورد، كأنّ تقرر شركة للآيس كريم شراء مزرعة الألبان التي تورد الحليب.
- الاستحواذ الأفقي: يُركّز الاستحواذ الأفقي على شراء شركة ما شركة أخرى مُنافسة (أو شركة أخرى في قطاع الصناعة الخاص بها أو تقدم منتجات أو خدمات مماثلة لها)، مثل: استحواذ "فيسبوك"على "إنستغرام".
- الاستحواذ التكتلي: يقوم الاستحواذ التكتلي على شراء شركة ما شركة أخرى في صناعة أو قطاع مختلف تمامًا، في عمل هامشي أو غير ذي صلة.
- الاستحواذ المتجانس: يُعرف الاستحواذ المتجانس، أيضًا، باسم "توسع السوق"، ويحدث عندما تُقدّم شركة رائدة على شراء شركة أخرى في نفس الصناعة أو في صناعة مشابهة لها، وتمتلك الأخيرة خطوط أعمال أو منتجات مشابهة في منطقة جغرافية أخرى، مثل: استحواذ شركة "م" من دولة ما على شركة "ع" في دولة مختلفة.
