يترسخ في الأذهان، أن المرأة هي التي تدور في المولات والأسواق وتشتري ما ليست بحاجة له؛ حتى ترفه عن نفسها. لكن هذا الاتهام غير صحيح إذا ما سلطنا الضوء على مشتريات الرجل؛ فقد تبين من دراسة بريطانية أنه مخلوق مسرف إذا ما أطلق له العنان.
إسراف الشباب وتبذيرهم باعتراف من ألسنتهم!
كيف تتناقشين مع زوجك المسرف؟
1 – أحضري دفتراً لتريه دخلكما، ومن ثم المصروفات، وأوضحي له المتبقى.
2 – أقنعيه بذلك كتابياً من خلال التركيز على جانب المدخر الشهري، وإظهار أهميته للطوارئ.
3 - احرصي على وضع المدخر من المال شهرياً في حساب على شكل وديعة.
4 – ضعي قانوناً بينكما، أنه لا يمكن صرف الوديعة قبل عام من إدخالها، وبهذا فإن الزوج حينما يضعها لن يستطيع سحبها.
5 – اجتمعي معه سنوياً قبل موعد سحب المبلغ، وحاولي شحذ همته على زيادة المدخر الشهري.
في السعودية: المطاعم والسفر ذروة الترفيه
أغلب الرجال السعوديين يستمتعون بفكرة الترفيه عن أنفسهم في المطاعم، سواء برفقة العائلة أو الأصدقاء، ومهما كانت النتيجة سلبية صحياً ومالياً فهم لا يحصون ما يخرج من الجيب لسد هذا الترفيه الذي يعتبرونه حاجة، حتى أن بدر عقيل، موظف في القطاع الخاص، ينفق شهرياً ما يزيد على الـ13 ألف ريال على ارتياد المطاعم، فهي متنفسه الأول، حسب تعبيره، خاصَّة أنَّه إنسان يحبُّ التذوق، يستدرك قائلاً: «بعد المطاعم تأتي في المرتبة الثانية الأسواق، ومن ثمَّ السفر، وهناك أذهب إلى السينما وأمارس الألعاب المائيَّة».
تلك الدراسة البريطانية كشفت أن الرجال على أتم استعداد أيضاً لإنفاق الكثير من النقود؛ لشراء التذاكر، أو لشراء حق مشاهدة قنوات بعينها تقوم بعرض اللعبة، وكذلك إنفاق النقود؛ من أجل حضور أي حدث له علاقة بالأحداث الرياضية.
فيما يدمن علاء عبدالله، مهندس نووي، على السفر، ويعترف بأنه قد يبالغ به، فهو لا يفوته كل فترة مع أصدقائه لإحدى دول الخليج لقربها، وأضاف: نقضي معظم أوقاتنا في المطاعم والسينما والكافيهات أو على شاطئ البحر"
في الإمارات: سيارات من حلال «أبوي»
كانت محاكم رأس الخيمة قد أعلنت مؤخراً عن ارتفاع عدد الخلافات الأسرية ووجود (350 خلافاً)، بسبب العامل المادي، وعدم قدرة الأزواج على تلبية متطلبات زوجاتهن المادية، ولكن نادراً ما ينظر إلى ما يصرفه الرجل. فلازالت علياء سعيد المهيري، موظفة، مستغربة كيف أن زوجها قام بحجز جناح في فندق برج العرب في ذكرى زواجهما لكنها فوجئت بأن الليلة الجميلة التي قضتها كانت على الفيزا كارد.
أظهرت جريدة The L.A. Times أن النساء عندما يقمن بشراء سيارة فإنهن دائماً يخترن الأقل سعراً، على العكس الرجال الذين يشترون السيارات باهظة الثمن. حتى أن علي حيدر، (طالب في جامعة الشارقة)، لا يشعر بالحرج حيث يعترف بتغيير سيارته كل أسبوعين، وقام مؤخراً بشراء سيارة فارهة من نوع فيراري، وعندما سألته «سيدتي»: من أين لك بكل هذه الأموال وأنت مازلت طالباً جامعياً؟ رد قائلاً: «من حلال أبوي الله يخليه لي».
ويؤكد حيدر أنه يشترك في المزاد المخصص لبيع أرقام السيارات رغبة في الفوز برقم لوحة مميز، مهما كان سعره.
في الكويت: حيوانات وأرقام هواتف بالملايين!
لعل أبرز مظاهر الإسراف في الكويت ما حدث مؤخراً من قيام رجل أعمال شهير بدعوة معارفه وأصدقائه لحفل زفاف ابنه في إمارة دبي، حيث نقلهم في طائرات خاصة وأقاموا أسبوعاً كاملاً على حسابه في أكبر فنادق دبي، وأحيا الحفل نخبة من نجوم الغناء الخليجي والعربي، وذكرت مصادر مؤكدة أن تكلفة حفل الزفاف قاربت 5 ملايين دولار.
يجزم طريف العوضي، إعلامي ومدير عام تسويق وعلاقات عامة في مستشفى السيف، بأن لدى الكويتيين حالات إسراف وبذخ لا يصدقها العقل، يتابع: «هذا ما حدث مع أحد مرشحي انتخابات مجلس الأمة عندما تجاوزت حملته الانتخابية من إعلانات ومصاريف مقرات انتخابية، وندوات وبوفيهات من أرقى الفنادق ما يقارب 5 ملايين دولار، ومع كل هذا لم ينجح في الفوز»!
شراء الأرقام البلاتينية والذهبية والألماسية، هو هوس الكويتيين في الإسراف، كما يرى الإعلامي صالح الدويخ، وتحديداً تلك التي تتراوح أسعارها مابين 100 ألف دولار إلى 400 ألف دولار، وكلما كانت الأرقام مكررة ارتفع سعرها، يتابع: «اشترى أحدهم طيراً «صقراً» بقيمة 209 آلاف دينار«ما يقارب 850 ألف دولار» في أحد المزادات، كما تجاوز سعر أغلى خروف في الكويت ربع مليون دولار «70 ألف دينار»، فضلاً عن إهداء النجمة هيفاء وهبي
ساعة فاخرة بقيمة 40 ألف دولار أثناء إحيائها حفل زفاف خاص في الكويت.
في مصر: لا يتعدى المقاهي وشراء الطيور والمصيف
للتبذير بين الشباب المصريين طابع آخر، المال ليس في متناول أغلبهم، فيعد الترفيه رغبة عارمة، حيث يجد رياض ناجي، موظف، أن ترفيهه لنفسه يكون بلعب الطاولة في المقاهي، وإن ضاق الحال عليه وعلى أصدقائه يحولون سطح منزل أحدهم إلى مقهى ليلي، حتى لو تسبب إزعاج الجيران باستدعاء الشرطة.
فيما يرفه زوج أخت رجاء ضياء، عامل، عن نفسه، ويشتري الطيور التي يحب تربيتها، من خلال توفير أجرة التصليح والسباكة في البيت، حيث يعمد للقيام بذلك بنفسه، حتى لو انتهى الأمر بانفجار الماسورة وامتلاء المنزل بمياه الصرف الصحي لثلاثة أيام، يتابع: «مرة تركوا منزلهم، وأقاموا عند الأقارب حتى حلت المشكلة».
ووجهة نظر د.سهام أديب – مدير عام الصحة المهنية بجامعة بني سويف- أن الأزواج يذهبون للترفيه مع الأصدقاء فقط؛ ليضعوا صورهم على الفيس بوك، وبالمقابل يهملون البيت، تعلّق: «الرجل يرى أنه هو من يتعب فقط، ويستحق الترفيه».
الرأي الاجتماعي
أوضح المستشار الاجتماعي، عبدالله اليامي، من السعودية أن سفر الزوج وحده مع زملائه، هو أكثر ما يصرف عليه الرجل السعودي، وقد يقترن بالتبذير وصرف الأموال الطائلة، فالهدف هو الترويح عن النفس، وكسر روتين الحياة الممل.
المزيد:
رجال يستنجدون: خرافات زوجاتنا تنغص حياتنا!