في إطار كلّ مجموعات العمل، يقود تحسين الوعي الذاتي إلى تحسين التواصل بين الأفراد في فريق العمل الواحد، فإلى زيادة الإنتاجية.
في السطور الآتية، شروح عن إحدى التقنيات الإدارية المتمثلة في أنموذج "نافذة جوهاري" Johari Window، التي يرى الخبراء أنها فعّالة في تحقيق التفاهم وتعزيز التواصل بين الأعضاء.
تفاصيل عن التقنية وطريقة تطبيقها
ترى نورة العكاسي، الباحثة في الموارد البشرية أن "نافذة جوهاري مُساعدة في زيادة الوعي الشخصي و بناء الفريق والثقة وتحسين التواصل بين أعضاء الفريق"، موضحة أن "ابتكار هذه التقنية يرجع إلى عالمي النفس جوزيف لوفت وهارينغتون إنغام في عام 1955، بهدف مساعدة الأشخاص في معرفة المزيد عن أنفسهم، فالتكيف بشكل أفضل مع محيطهم".
حسب شروح الباحثة، فإن التقنية مؤلفة من أربعة أجزاء، هي:
1. المنطقة المفتوحة (Open Area أو Arena): تشتمل على الصفات التي يعرفها الشخص عن نفسه، ويعرفها الآخرون أيضًا؛ فإذا تطابقت الصفات التي ذكرها أعضاء الفريق مع تلك التي كتبها الفرد في وصف ذاته، فذلك مساعد في زيادة الوعي الذاتي لدى ذلك الشخص.
2. المنطقة العمياء (Blind Area): تقضي بتسجيل الصفات التي يعرفها الآخرون عن الفرد، فيما الأخير لا يعرفها عن نفسه، ما يساعد في التحسن والتطور. لكن، يعتمد نجاح تطبيق هذا الأمر على مدى تقبل الفرد للنقد والتغذية الراجعة.
3. المنطقة المخفية (Hidden Area): هي المنطقة التي يسجل فيها الشخص صفات عن نفسه، ولكن أعضاء فريقه لا يعرفون هذه الصفات عنه. مثلًا؛ إذا كان الفرد جديدًا في فريق العمل، وكتب أنّه مُطلع وعلى دراية بشأن معين كصفة يمتلكها، فإن الأشخاص الآخرين سيكون لديهم الفرصة لمعرفه هذه الحقيقة.
4. المنطقة غير المعروفة (Unknown Area) : هي الصفات التي لا يعرفها الفرد عن نفسه أو أعضاء الفريق عنه؛ قد يتساءل البعض عن فائدة "المنطقة غير المعروفة"؟ لتأتي الإجابة بأنها المنطقة الخارجة عن المألوف والمختلفة عن كل ما سبق، فمن خلالها يتم اختيار الصفات التي يجب اعتمادها وتعلمها.
تعرفي أيضًا إلى مهارات التواصل بين الموظفين
مزايا التقنية وعيوبها
تشير TSW Training؛ المنصة البريطانية المتخصّصة في التطوير المهني، إلى مزايا وعيوب التقنية. لناحية المزايا والفوائد الإيجابية، هناك تحسين الوعي الذاتي للفرد والمساهمة في التنمية الشخصية، كما تعزيز التواصل والتفاهم والإدماج الشامل والمساواة داخل الفريق، وبالمثل، قد تعزز "نافذة جوهاري" أيضًا العلاقات الشخصية، بالإضافة إلى مساعدة القادة في تطوير ديناميكية المجموعة وخلق آليات لتحسين العلاقات بين المجموعات.
بالمقابل، تشتمل عيوب التقنية، على:
- نظر المشارك إلى بعض التعليقات على أنها سلبية، لذا ينبغي أخذ الحذر عند تقديم التعليقات والتغذية الراجعة، على ألا تتسم الصفات بطابع الأحكام الشخصية.
- قد تكون هناك خصائص وصفات لا يرغب المشارك، ببساطة، أن يعرفها الآخرون. لذا، قد يخلق له الكشف عنها بعض المخاوف.
- قد تسبب عملية الإفصاح بعدم ارتياح بعض المشاركين. لذا، من المهم عدم دفع المشارك إلى ما هو أبعد من مستوى الإفصاح الذي يشعر بالارتياح تجاهه.
إذا كنت من المسؤولين، تعرفي إلى بعض الطرق التي تستطيعين من خلالها حل مشكلة التواصل في الشركة