الشرق عالم غني بقصص الساحرات والتنانين وغيرها من الكائنات الخرافية. ولطالما أسرت هذه العناصر الغربيين وفتنتهم، لأنها تختلف كثيراً عن حضارتهم وثقافتهم. ومع توسع الاستعمار، بدأ الأوروبيون يميلون للملابس التي تتميز بعناصر من وحي الثقافة الشرقية، كتأكيد على قوتهم. ولا يزال الافتتان بالشرق قائماً حتى اليوم، إذ يندر أن نرى مجموعات خالية تماماً من التأثيرات الشرقية التي تضفي الكثير من السحر على التصاميم.
Influence
بداية التأثيرات الشرقية في الموضة
الخطوط الشرقية في التصاميم بدأت تظهر في أزياء المصممين الغربيين تأثراً بالباليه الروسي، الذي شهد نجاحاً كبيراً في الغرب، وقدم الكثير من المسرحيات التي تميزت بالأزياء التي ارتداها الراقصون، والتي كانت شديدة الغنى والفخامة، لاسيما في مسرحيتي شهرزاد وكليوباترا عام 1909. في تلك الفترة لمعت أسماء مصممين أمثال بول بواريه Paul Poiret الذي قدم مجموعات تشمل تصاميم تونيك وسراويل حريم واسعة. حتى أنه أقام حفلة ذات مرة استعان فيها بمضيفات ارتدين ملابس نساء الحريم قمن بخدمة المدعوين.
كذلك برز اسم المصمم ماريانو فورتني Mariano Fortuny الذي قدم تصاميم من وحي الجلابية المغربية والعباءة العربية والكيمونو الآسيوي والتونيك القبطي والساري الهندي. وفي العام 1922 مع اكتشاف قبر توت عنخ آمون، ازداد افتتان الغرب بسحر الشرق، وتحديداً الحضارة المصرية القديمة. ومع هذا الافتتان بدأت تظهر الكثير من تصاميم الفساتين مع ياقات مرصعة بالخرز والحجارة اللامعة، وتنانير مكسرة على نمط التصاميم التي كانت تزين جدران المعابد والمقابر الفرعونية. هذا الاهتمام بعناصر التزيين الفاخرة خفت قليلاً خلال الحرب العالمية الثانية بسبب الأزمة الاقتصادية. لكن مع ستينيات القرن الماضي، عاد الاهتمام بالشرق انطلاقاً من رفض الناس للتقييد والحدود، ورغبتهم بعيش الحياة بحرية، ونتيجة لذلك ظهرت تصاميم القفاطين المستوحاة من الشرق الأوسط، وطبعات paisley من نمط هندي قديم، وسترة Nehru ذات الياقة العالية والقصة المستقيمة الواسعة.
وفي أواخر القرن الـ20 إلى أوائل القرن الـ21 بدأ مصممو الخياطة الراقية يتجهون إلى الشرق ليستمدوا منه الوحي والإلهام، وأدخلوا الكثير من العناصر الشرقية على مجموعاتهم. ومن الأمثلة على المصممين الذي استمدوا الكثير من إبداعاتهم من الشرق الساحر نذكر كوكو شانيل Coco Chanel وإيف سان لوران Yves Saint Laurent وجان بول غوتييه Jean Paul Gaultier وألكسندر ماكوين Alexander McQueen وفيفيان وستوود Vivienne Westwood.
تعرّفي الى السينما والأزياء .. إلهام متبادل Cinema & Fashion
Key Elements
عناصر تشكل عماد الإطلالة الشرقية
عندما نتحدث عن الإطلالة الشرقية نحن لا نتحدث فقط عن تصميم العباءة الشرقية، رغم أنها تتمتع بالكثير من الخطوط البديعة الرومانسية. فهناك الكثير من العناصر الأخرى التي تعتبر من مقومات الإطلالة الشرقية.
الألوان الحيوية
تتميز التصاميم الشرقية بأنها تشمل الكثير من الألوان المشرقة والحيوية الغنية، التي تملك درجات لونية مستمدة من ألوان الحجارة الكريمة التي تضفي الغنى على الإطلالة.
الخامات الغنية
تشتهر التصاميم الشرقية باستخدام خامات فخمة وغنية مثل البروكاد.
التطريز الغني
الخامات الفخمة ليست وحدها مصدر الغنى في التصاميم الشرقية، بل هناك أيضاً التطريز المتقن بخيوط الحرير أو التلي أو بخيوط ذهبية أو فضية، حسب التصميم وما يتطلبه من عناصر الإبهار.
الشك المتقن
تقنية الشك باستخدام الخرز والحجارة الملونة تعكس الكثير من ترف الشرق.
السروال الواسع
السروال أو الشروال هو أحد التصاميم الكثيرة المرتبطة بالشرق.
التوربان أو العمامة
كما هو معروف، فإن التوربان أو العمامة هما أبرز مقومات الإطلالة الشرقية، وهما يضفيان الكثير من السحر البوهيمي على الإطلالات.
الكيمونو
الكيمونو الواسع المستوحى من الشرق الأقصى لا يحتاج إلى الكثير من الشرح، فمجرد رؤيته تجعلنا نفكر دائماً بالشرق وسحره.
اللون الأحمر
اللون الأحمر القاني مرتبط بالحضارة الصينية كثيراً، واستخدامه أحياناً يأتي بتأثر من هذه الحضارة.
ننصحكِ بالاطلاع على أزياء شرقية وفساتين فاخرة في أسبوع نيويورك للموضة
Ask the DESIGNER
التأثر بالعناصر الشرقية لا يظهر فقط في تصاميم المصممين الغربيين. بل هناك الكثير من المصممين العالميين العرب الذين يعتبرون هذه العناصر مصدر قوة لهم، يستلهمون منها ليصمموا قطعاً من وحي الشرق وتراثه، تمتزج فيها الفخامة مع الرقي والسحر.
وأبرز مثال على ذلك المصمم سعيد قبيسي، الذي تضم أحدث مجموعة له للخياطة الراقية لربيع وصيف 2023 الكثير من التفاصيل الشرقية الفاخرة، من تطريز وشك وقصات واسعة وخامات غنية، ما جعلها تملك طابعاً ملكياً بامتياز.
لذلك لم يكن مفاجئاً اختيار الملكة رانيا، ملكة الأردن، لأحد تصاميم المجموعة كي ترتديه في حفل حناء عروس ابنها الأميرة رجوة.
الفستان الذي ارتدته الملكة رانيا كان بتصميم قفطان بكمين واسعين، وتميز بلونه الأزرق السماوي والتفاصيل التي احتوت على الكثير من الشك والتطريز بخيط الحرير وخيط القصب، وأضفت عليه الكثير من الفخامة.
والملفت أن التصميم الأصلي كان باللون الأبيض، لكن الملكة رانيا اختارت اللون الأزرق الفاتح، ما تطلب إجراء تعديلات على ألوان الخيوط والشك.
وكما يقول سعيد: «لم يكن هناك شك أن كل التفاصيل كانت مزينة بأنماط رشيقة وزخرفة خرزية دقيقة». تم توزيع هذه الأنماط من التطريز بشكل مدروس من أجل إضفاء الفخامة على ثوب القفطان البسيط والدقيق. هذه الأنماط كانت «بدرجات سماوية من اللون الأزرق تتدفق بسهولة، ما يبرز سحر الملكة وجاذبيتها في كل خطوة».
كيف قمت بتطويع العناصر الشرقية لتحافظ على هويتها وتناسب المرأة العصرية في الوقت نفسه؟
يراعي القفطان الأناقة الشرقية لجهة الاحتشام والأكمام المزدوجة المميزة بالتطريز الناعم، ويتسم التصميم بالانسيابية والبساطة، ووحدة اللون الأزرق. ويخترقه تطريز يدوي ناعم يتخذ شكل السنبلة التي ترمز إلى سنوات الخير والأمل.
ما هي أكثر العناصر الشرقية التي تحب إدخالها في تصاميمك. وإلى أي درجة تحرص على نقلها كما هي، أم تدخل عليها بعض الإضافات لتناسب رؤيتك؟
لطالما كانت التفاصيل الشرقية مصدر إلهام لي في الموضة. وأحب استخدام الأنماط المعقدة والأسطح المزخرفة وتقديم الصورة الظليلة المثيرة.
بالنسبة إليّ يتعلق الأمر باحتضان وتطوير التراث والتقاليد بطريقة حديثة. إذ تنبض هذه القطع بالحياة من خلال إدماج الملابس التقليدية مع الملابس اليومية الحديثة، ما يسمح للنساء من الشرق بالاحتفال باتجاهات الموضة العالمية من دون المساومة على تفردهن وتراثهن.
تعرّفي إلى مجموعات الريزورت بمفاهيم العصر Reedited Resort