مجدف أمريكي نجا من الموت بعدما ضل طريقه 33 يوماً في المحيط الهادئ على بعد أكثر من حوالي 1609 كلم من اليابسة. بعد أن ظنّت عائلته أنه مات في عرض المحيط، بعدما انقطعت أخباره.
ووفقاً لموقع (nytimes) وثق آرون كاروتا مخاوفه من أن الرياح والأمواج القوية التي دفعت قاربه "Smiles" عن مساره يمكن أن تقلبه في النهاية، بعد أن فقد زورقه الذي يبلغ طوله 23 قدماً طاقة بطاريته في منتصف شهر مايو أثناء محاولته الدوران حول الكرة الأرضية، أمضى آرون كاروتا أكثر من شهر تحت رحمة تيارات المحيط التي جذبه عبر المحيط الهادئ.
بدأت حياة كاروتا كمغامر في عام 2008 تقريباً، عندما تم تشخيص إصابته بسرطان الخصية وترك وظيفته كمثمن للعقارات "على أمل إيجاد مسار أكثر تحديداً"، كما كتب لاحقاً . تغلب على مرض السرطان وقضى ست سنوات في السفر إلى عشرات البلدان، وقام بأعمال خيرية ودعم نفسه كمنتج ومقدم تلفزيوني مستقل.
نكسات الأمريكي الناجي من أنياب القرش
بعد سلسلة من النكسات الشخصية والمهنية، قرر كاروتا، وهو من ولاية لويزيانا، القيام برحلات استكشافية طموحة قائمة على المياه. كانت إحداها رحلة زورق Smiles منفردة لمسافة 5000 ميل من مونتانا إلى فلوريدا. وكانت الثانية هي إبحاره حول الكرة الأرضية الذي خطط له، والذي وصفه برحلة روحية تستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات وتساعد على إعادة ضبط حياته "لرؤية المستوى".
كاروتا تمنى لو أنه أحضر معه جهاز "السدس البحري" حتى يتمكن من معرفة مكان وجوده بالضبط، بمساعدة الشمس أو القمر أو النجوم بعد ضياعه، وكان كاروتا يحاول أن يطوف في رحلة حول العالم في قارب تجديف، وكان ينشر مقاطع فيديو بانتظام على وسائل التواصل الاجتماعي عن مسار رحلته.لكن الألواح الشمسية التي كان يستخدمها لتشغيل أدوات الملاحة وأجهزة الاتصال توقفت عن العمل ما أفقده بوصلته.
يشار إلى أن كاروتا كان لديه جهاز استغاثة الطوارئ، يمكنه تنبيه خفر السواحل، لكنه أحجم عن استخدامه بعد التفكير في تكلفة جهود الإنقاذ، لذلك واصل الرجل البالغ من العمر 45 عاماً التجديف مسترشداً ببوصلة على أمل الوصول إلى جزر ماركيساس في وسط المحيط الهادئ، في رحلة طولها حوالي 1600 ميل (2574.95 كم).
مساعدة أصدقائه على السوشيال ميديا
لكن أصدقاءه الذين أقلقهم اختفاؤه، وقررت صديقة أخرى، راشيل بالمر، التي تعيش في نيوزيلندا، إخطار السلطات وبحث خفر السواحل الأميركي عنه، لكنهم لم يعثروا على أي أثر له، وقال كاروتا: "أخبروا والديّ أنني مت".
استمر كاروتا في التجديف، وتحدّث عن كيفية نجاته طوال هذه الفترة في المحيط، مشيراً إلى أنه كان يصطاد أسماك الماهي والدورادو ليتغذى عليها ويتبع روتيناً أسماه "أكل، دعاء، صيد".بعد تعليق بحث دولي أولي عنه، بدأ بحث آخر بعد أسابيع، بمجرد أن قام كاروتا بتنشيط منارة الطوارئ الخاصة به في 15 يونيو.
وقالت الوكالة إن طائرة تابعة لخفر السواحل كانت في المنطقة في مهمة إنقاذ أخرى، طارت أربع ساعات إلى موقع كاروتا، على بعد حوالي 1400 ميل شمال شرق تاهيتي. قرب غروب الشمس، أسقطت معدات النجاة له، لكنها أقلعت إلى هونولولو للتزود بالوقود قبل إجراء عملية الإنقاذ.
بعد 33 يوماً، وعلى بُعد 400 ميل (44 كلم) من ماركيساس، قلبت موجة قاربه، وتمكن كاروتا من إطلاق ونفخ طوق النجاة المستخدم في حالات الطوارئ، حاملاً معه جهاز الاستغاثة الذي استخدمه بعد ذلك.ولم يكن يملك سوى ملابس السباحة، وكانت سمكة قرش تحوم حوله.بعد حوالي 3 ساعات، ظهرت طائرة من طراز هرقل- كانت تبحث في بقعة قريبة من البحر عن سفينة مفقودة أخرى- في سماء المنطقة، وأنزلت له طوقاً ومعدات نجاة.
هبط الطرد فوق المياه، لكنه أحجم عن السباحة لأخذه خوفاً من القرش، وأمضى الليل مستلقياً في طوقه المثقوب، محاولاً تجنّب انخفاض حرارة الجسم، وأحياناً يوقظ نفسه لإفراغ المياه.في اليوم التالي، عثرت عليه سفينة تجارية وهو لا يزال في البحر الهائج، وأنزلت له سلة على رافعة.أنزلته السفينة في هاواي بعد حوالي 10 أيام في البحر، وكان قد تحدث للتو مع والدته، التي ظنّت أنه مات، وسافر أحد الأصدقاء وأقرضه بعض المال، حتى يتمكن من استخراج جواز سفر جديد.