نحن جميعا معرضون من وقت لآخر للنقد من الآخرين، وبالرغم أن بعض الناس تكره النقد وتحاول ألا تتلقاه، لكن في الحقيقة سيظل النقد عمل تقييمي أو تصحيحي يمكن أن يحدث في أي مجال من مجالات الحياة، وقد يشعر الكثيرون إن الإنتقاد إساءة تجاههم، ويجهلون إن التعرض للنقد جزء من الحياة علينا جميعًا مواجهته، سواء رضينا عن ذلك أم لا.
يقول إخصائي التنمية البشرية هاني إسماعيل لسيدتي : أي شخص في العالم مُعّرض للنقد سواء من شريكه أو مديره في العمل أو من أفراد الأسرة، أوالأصدقاء، والنقد يعني تقييم الشيء وإظهار عيوبه ومحاسنه على حد سواء، ولا يوجد أحد يحب النقد، ولكن من المهم أن نتعامل معه بطريقة بنّاءة وذكية، ونستفيد منه في تحسين أنفسنا، ويجعلنا مدركين لإخفاقاتنا الماضية، ولكن المهم أن لا تمنعك هذه الانتقادات من الوصول إلى أهدافك.
ماهو النقد؟
يقول إسماعيل: النقد هو تحليل الشيء وإبراز عيوبه ومحاسنه من طرف شخص آخر على علم أو متخصّص يُسَمَّى الناقد، ويمكن أن يكون ذلك اما بطريقة مكتوبة أو منطوقة، والنظر بحيادية تامة في قيمة الشيء وتقييمه وتبيان محاسنه.
يمكنك التعرف على المزيد من خلال متابعة كل ما تريدين معرفته عن ثقافة النقد
كيف تتعاملين باحترافية مع الانتقادات؟
يقول اسماعيل: إن تجنب النقد بأي شكل من الأشكال في عصرنا الحالي بالتأكيد مستحيل وخصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي التي تحفل بالتعليقات والانتقادات يومياً، ولابد أن تعلمي إن تعامُلك مع هذا الانتقاد بطريقة إيجابية، هى مهارة وذكاء منك ومهما كان صعب عليك تقبله.
• كن دائماً مستعداً للانتقاد
لا تخلو حياتنا من التعرض للنقد في مختلف المواقف الحياتية، فكوني مستعدة لتلقي التوجهات السلبية حول أدائك سواءً في العمل أو المنزل أو غيرها، على سبيل المثال يمكنك تخيل الموقف، عن طريق استعادة موقف مشابه في الماضي تعرّضت فيه للنقد، وتذكّري كيف شعرت وقتها وما هو سيكون رد فعلك.
• افترضي حسن النية
عندما تتعرضي للنقد من أي شخص لاشك في أن يكون رد فعلك الأول هو الدفاع عن نفسك والرد على منتقديك، خاصة إذا شعرت أن هناك نوايا خفية خلف النقد الموجه لك، التعامل معهم بحسن الظن وعدم تأويل أي قول أو موقف نقيض ذلك حتى وإن بدرت منهم مواقف تستدعي سوء الظن، فلابد أولا قبل الحكم علي منتقديك افتراض حسن النية، لأن هذا قد يضيع فرصتك في التعلم والنمو، قد يتوقف هذا الشخص تمامًا عن إبداء رأيه فيك.
• انظري للنقد على أنه مفيد لك
تأكدي أن جميع الانتقادات هي دليل على اهتمام هذا الشخص بك من أجل مساعدتك، أي أن له هدف إيجابي وبناء، واعترفوا بأن الطرف الآخر خصص وقتاً وبذل جهوداً للإدلاء لكم بتعليقات قد تفيدكم في معرفة شيئ تجهلونه عن أنفسكم.
• قدمي شكرك للنُقاد الإيجابيين
قدمي الشكر لكل شخص يوفر لكِ رأيه الصريح، دون مجاملة، اشكري الناقدين على إبداء مقترحاتهم وتعليقاتهم بشكل بناء، وأظهري تفهمك لدوافعهم ومغزاهم من هذا النقد، فهي إحدى أفضل الطرق للتعامل مع النقد بطريقة إيجابية، فيجب أن تفهمي دوافعهم النبيلة، وتقومي بشكرِهم، بالتأكيد هذا سوف يخلق بيئة لتحسين قدراتك ومهاراتك.
• النقاش باحترام
على الرغم من أنّك قد تختلف مع الانتقاد الذي وجّهه إليك شخص معيّن، إلاّ أنّك تستطيعين جعل هذا الموقف إيجابيًا لكليكما، فيمكنك الاعتراف وتقبّل فكرة أن الشخص الذي أمامك لديه وجهة نظرة تختلف عن وجهة نظرك، ولكن الأهم هو أن تحافظي على الاحترام المتبادل أثناء النقاش، فهو أساس كلّ تواصل إيجابي بنّاء.
• ابتعدي عند إحساسك بالغضب
أثناء الإحساس بالتوتر أو الغضب من السهل قول شيء ما قد تندمين عليه لاحقًا، وحتى لا تقولي شيئاً وتندمين عليه أعطي نفسك استراحات قصيرة، وامنحي نفسك الوقت للرد على منتقدك لتكوني أكثر موضوعية وتمنحي نفسك فرصة لاستكشاف حقيقة الموقف.
• اعتذري عن أخطائك
الاعتذار هو إشارة صريحة على أن المسؤولية تقع على عاتقكِ فيما يخص الخطأ الذي قمتِ به، ولكن في نفس الوقت، لا يجب عليكِ أن تدعي الآخرين يدمروا ثقتك بنفسك؛ لذلك اطلبي منهم التوضيح، وستُلاحظين أن كلامهم القاسي سيختفي بالنسبة إليكِ، بعد ما تُعيدين التدقيق في الأمر. من المهم دائمًا أن تضعي مشاعرك جانبًا وأن تأخذي نفسًا عميقًا قبل أن تقومي بالرد.
• تحكمي بعواطفك أثناء التعامل مع النقد
حاول ألا تنفجري عندما تتلقين الانتقاد، حتى وإن كان قاسيًا عليكِ، لأنه يُمكن أن يكون بمثابة تعرية لأخطائك، فالتحكم في العواطف وعدم ردة الفعل السريعة أو اتخاذ القرار، ولابد من الهدوء للسيطرة على نفسك وتقبُلك للانتقاد مهما كان، ففي النهاية الاندفاع والتوتر سلوكيات طبيعية ولكنها لا تنفع بشيء سوى أنها تجعلنا نزداد ندماً فيما بعد.
إليك هذه خطوات للسيطرة على عواطفك
• ابحثي عن حقيقة نفسك
غالبا مايكون الناس من حولنا مرايا لأنفسنا، تعكس تأثير كلماتنا وأفعالنا على الآخرين، فكلمات الآخرين، على الرغم من أنها قاسية أو حاقدة ، يمكن أن توقظنا وتجعلنا نضع إصبعنا على سلوك يصدر مننا نرفض الاعتراف به فى تصرفاتنا، فيمكنك الاستفادة من هذه الانتقادات من خلال الاعتراف أنها جزء لا يتجزأ من الحقيقة أو الوضع المؤلم في شخصيتك.
• استفتي قلبك
عندما تواجهين مشكلة معقدة أو انتقادات حادة من أي شخص كان، فعليك التعامل مع الوضع بشكل أفضل من خلال الاحتكام إلى قلبك، ولا تندفعي بتهور وتقومي بإلقاء قذائف موجهة من الكلمات الرافضة والمستنكرة، بل اختاري التقنية المفضلة لديك للتركيز قبل اتخاذ أي قرار، بالتأكيد ستلاحظين الفرق.