عثر خبراء معهد نوفوسيبيرسك للآثار والإثنوجرافيا التابع لفرع أكاديمية العلوم الروسية في سيبيريا مع زملائهم من 8 دول، على بقايا مستوطنة قديمة على جبال بامير عمرها 14 ألف عام.. وتبين أن الآثار القديمة للحياة البشرية في مرتفعات بامير الشرقية، أقدم بكثير مما كان يُعتقد في السابق.
ووفقاً لموقع (earth-chronicles.ru): هذا هو أول بحث أثري رئيسي في البامير الشرقية في العقود الأخيرة.. في السابق، تم إجراء مثل هذه الدراسات فقط في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وشارك فيها علماء معهد الآثار والإثنوجرافيا في نوفوسيبيرسك بالتعاون مع زملائهم من النمسا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبولندا والدنمارك وطاجيكستان وفرنسا، وقد عثروا على هذه المستوطنة القديمة عندما كانوا يدرسون مأوًى صخرياً في شرق جبال بامير.
يكتشفون مستوطنة قديمة على جبال بامير
كان يُعتقد سابقاً أن الأشخاص الأوائل استقروا في مرتفعات بامير الشرقية منذ حوالي ثمانية آلاف عام.. ومع ذلك؛ فإن البيانات الجديدة التي تم الحصول عليها من خلال استخدام طرق البحث الحديثة، تدحض هذه الفرضية.
ولكن فريق علماء الآثار الدولي قرر استئناف دراسة هذه المنطقة عامي 2018-2019 باستخدام طرق حديثة مثل: نهج علم البيئة القديمة، والتأريخ المطلق، والتحليلات الخاصة بآثار الحيوانات والنباتات الأثرية، والتحليل الكاربولوجي (دراسة البذور القديمة)ـ وتحليل الحمض النووي لأسنان الحيوانات التي تم العثور عليها.. سمحت هذه الأساليب للعلماء بتحديد العمر الدقيق للمستوطنة.
كان من بين المكتشفات الرئيسية: قطعة من عظم حيوان تم العثور عليها بجوار القطع الأثرية الحجرية، لاحظ العلماء أن هذه القطعة قد تم قطعها بشكل واضح من قِبل شخص؛ لأنه في البيئة الطبيعية لا يتم تجزئة العظم بهذه الطريقة.. سمح تحليل الكربون المشع للعلماء بتحديد عمر هذه القطعة، وإثبات أن المستوطنة نشأت منذ حوالي 14 ألف عام.
يشار إلى أن علماء الآثار استناداً إلى نتائج الدراسة التي أجروها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، اعتقدوا أن الناس ظهروا في هذه المنطقة قبل 8 آلاف عام؛ حيث كانت هذه المنطقة الجبلية مغطاة بالجليد.
ومع ذلك؛ فإن السؤال عما جعل الرجل العجوز يستقر في مثل هذه الظروف القاسية، يظل مفتوحاً.. يبلغ ارتفاع المستوطنة حوالي 4 آلاف متر، والغطاء النباتي هنا متناثر للغاية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنخفض درجة الحرارة في الشتاء إلى -40 درجة، وفي الصيف يمكن أن ترتفع إلى +20. يأمل العلماء في أن تساعد الأبحاث المستمرة هذا العام في حل هذا اللغز.
البحث في البامير الشرقية له أهمية كبيرة لفهم أصل وهجرات الناس القدامى، هذه المنطقة هي واحدة من النقاط الرئيسية على خريطة السكان البدائيين في أوراسيا.. يوفر اكتشاف مستوطنة بشرية قديمة، أقدم بكثير من العمر المقدر للمستوطنات الأولى في هذه المنطقة، بيانات جديدة لدراسة التاريخ البشري.
وتابع المزيد عن المستوطنات البشرية الاولى:اكتشافات أثريّة غريبة أثارت حيرة العلماء
تحليل الحمض النووي لأسنان الحيوانات
وتقول سفيتلانا شنايدر رئيسة الفريق الدولي من معهد نوفوسيبيرسك: "عند دراسة الشق، عثرنا على بقايا موقد وقطع حجرية قديمة، وبالقرب منها قطعة صغيرة من عظم حيوان، مقطعة بوضوح من قِبل الإنسان (لا يتفتت العظم في البيئة الطبيعية بهذه الطريقة؛ لأن هذا الضرر يحدث عندما يكسره الإنسان مثلاً لاستخراج نخاع العظم).. أرسلنا القطعة لتحليل الكربون المشع والمطلق، واتضح لنا أن عمرها حوالي 14 ألف عام".
ووفقاً لها، تجري عمليات الحفر على ارتفاع 3.98 آلاف متر، وتهدف إلى معرفة ما الذي أجبر الإنسان القديم على العيش في هذه الظروف القاسية، التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى 40 تحت الصفر في الشتاء، و20 درجة مئوية في الصيف.
تابع المزيد عن كيف عاش الانسان القديم في الظروف القاسية :اكتشاف أثري ضخم يحل غموض آلاف السنين