يواجه الكثيرون منا تحديات في الصداقات، فقد نجد أنفسنا في علاقة صداقة غير صحية أو غير متوازنة، حيث يسبب صديق ما مشاكل مستمرة، يسيطر علينا، أو يساء استخدامنا. قد يتطلب الأمر أحياناً أن نتخلى عن صداقة متعبة ومحبطة تؤثر سلباً على حياتنا اليومية وتضعف نفسيتنا.
يقول الدكتور تامر شلبي خبير التنمية البشرية لسيدتي: من الأمور التي يمكن أن تدل على أنه يجب علينا التباعد من صديق هي التلاشي التدريجي للثقة والاحترام بين الطرفين. قد يكون هناك تغير في القيم والمبادئ المشتركة، أو زيادة في التوتر والصراعات المستمرة. إذا كانت الصداقة تسبب لك المزيد من الأذى والإجهاد من الفائدة والسعادة، فقد يكون الوقت مناسباً للنظر في الابتعاد.
مع ذلك، يجب أن نفهم أن قرار الابتعاد عن صديق ليس قراراً يتخذ على عجالة. يتطلب التفكير الجيد والنقاش الداخلي، وقد يكون من الأفضل أن نحاول إصلاح العلاقة قبل أن نلجأ إلى الابتعاد النهائي. قد يكون من المفيد أن نفتح حواراً صريحاً مع الصديق ونعبر عن مشاكلنا ومخاوفنا، ونحاول الوصول إلى حلول مشتركة.
الأوقات التي قد ينبغي فيها التفكير في الابتعاد عن صديقك:
-سوء المعاملة:
إذا كنت تتعرض لسوء المعاملة من صديقك بشكل مستمر، سواءً عن طريق الإهانة أو الاستغلال أو التلاعب، فقد يكون من الأفضل أن تبتعد. فالعلاقات الصحية يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والدعم، ولا يجب أن تكون مصدراً للأذى أو الإحباط.
-اختلافات قيمية أساسية:
قد يحدث أن تكون لديك اختلافات كبيرة في القيم والمبادئ مع صديقك، وهذا يؤثر على العلاقة بشكل سلبي. فإذا كنت تجد صعوبة في التوافق مع صديقك في المبادئ الأساسية التي تتحكم في حياتك، فقد يكون من الأفضل تقليل الاتصال به، والبحث عن صداقات تتشارك فيها القيم المشابهة.
-عدم التطور والنمو المشترك:
يعتبر التطور والنمو الشخصي جزءاً هاماً من الحياة، ويجب أن يدعمك صديقك في رحلتك لتحقيق ذلك. إذا كنت تشعر بأن صديقك لا يساعدك في التطور والنمو، وأنك تتقدم ببطء نتيجة لعلاقتك به، فقد يكون من الأفضل أن تبتعد وتبحث عن أشخاص يلهمونك ويساعدونك في تحقيق أهدافك.
-التكيف العاطفي:
إذا كان صديقك يسبب لك التوتر المستمر أو يؤدي إلى تدهور صحتك العقلية والعاطفية، فقد يكون من الأفضل تقييم العلاقة. الصداقات الصحية يجب أن تساهم في شعورنا بالسعادة والاستقرار العاطفي، وإذا كان العكس هو الصحيح، فالابتعاد قد يكون الخيار الأفضل.
مؤشرات تشير إلى أنه قد حان الوقت لاتخاذ قرار الابتعاد عن صديقك
-انعدام التوازن في العلاقة:
إذا كنت تلاحظ أنك تبذل مجهوداً كبيراً في الحفاظ على العلاقة مقارنة بصديقك، وأنه لا يبذل نفس الجهد، فقد يكون من الأفضل الابتعاد. يجب أن تكون العلاقة مبنية على التوازن والتعاون المتبادل.
-سوء تأثير الصديق:
إذا كان الصديق يؤثر سلباً على حياتك أو يشجعك على اتخاذ قرارات غير صحية أو غير أخلاقية، فقد يكون من الضروري الابتعاد. يجب أن تكون الصداقة داعمة وتساعدك على النمو والتطور الشخصي.
-الخيانة والاحترام:
إذا انتهك الصديق ثقتك أو خانك بطريقة متكررة، فإنه يمكن أن يكون إشارة واضحة بأنه حان الوقت للابتعاد. الاحترام المتبادل والثقة أساسية في أي علاقة صحية.
-الطموحات والقيم المختلفة:
إذا كانت لديك ولصديقك طموحات وقيم متضاربة، فقد يكون من الصعب المضي قدماً معاً. قد يصبح من الضروري الابتعاد لتحقيق طموحاتك الشخصية والاستمرار في النمو.
-السمعة والسلوك السلبي:
إذا كان صديقك يتورط في أنشطة سلبية أو يتمتع بسمعة سيئة تؤثر على صورتك أو تتسبب في إشكالات دائمة، فقد يكون من الأفضل الابتعاد لحماية نفسك ومستقبلك.
-سوء المعاملة:
إذا كنت تتعرض لسوء معاملة مستمرة من صديقك، مثل الاستهانة بمشاعرك أو الإساءة إليك عاطفياً أو جسدياً، فقد يكون من الأفضل أن تبتعد. الصداقة يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والدعم، وإذا لم يتحقق ذلك، فقد يكون من الصعب الاستمرار في العلاقة.
-الانعزال والتغيرات الشخصية:
قد يحدث أن تتغير اهتماماتك وأولوياتك في الحياة، وقد يحدث العكس مع صديقك أيضاً. إذا كان هناك انعزال مستمر بينكما أو تغير كبير في الاهتمامات والقيم، فقد تكون العلاقة غير متوازنة وتستدعي التفكير في الابتعاد.
-عدم الثقة والخيانة:
إذا كنت تشعر بعدم الثقة تجاه صديقك، سواء بناءً على أفعاله أو كلامه، فقد يكون هذا مؤشراً على أنه يجب عليك أن تبتعد. الثقة هي أساس الصداقة، وإذا كانت قد تضررت بشكل كبير، فقد يكون من الأفضل إنهاء العلاقة.
-تأثير سلبي على صحتك العقلية والعاطفية:
إذا كان صديقك يؤثر سلباً على صحتك العقلية والعاطفية، مثل إثارة القلق المستمر، التسبب في الإحباط، أو تقديم الدعم السلبي، فقد يكون من الأفضل أن تفكر في الابتعاد للحفاظ على صحتك.