الأم الحامل لا تنتظر طويلاً حتى يأتي مولودها فتحسه وتراه.. إنما هي في حالة تواصل فطري عجيب مع جنينها.. منذ لحظة سماع نبضه للمرة الأولى، ثم يكبر التواصل ويتضاعف يوماً بعد يوم، فهي تتكلم وتحكي معه.. تسمع الموسيقى ليرقص معها.. تلمس بطنها بين لحظة وأخرى لتطمئن عليه.. ولقد أثبتت الدراسات تجاوب الجنين فعلياً مع صوت ولمسة الأم.. والجديد أن الجنين يسمع كذلك صوت أبيه ويميزه، ويحس بلمسات أصابعه أيضاً، ما يجعله يشعر بالألفة تجاهه بعد ولادته.. وللتأكد من هذه المعلومة قامت بعض الأمهات الحوامل بطرح الأسئلة وكان على الطبيب الشرح والتفسير. اللقاء مع الدكتورة هند محمد سلمي استشاري النساء والتوليد.
هل يستجيب الجنين للأصوات واللمسات؟
- أثبتت الأبحاث استجابة بعض الأطفال حديثي الولادة جيداً لأصوات آبائهم بعد الولادة، مما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن الأجنة قد تكون قادرة على الاستجابة للصوت ولمسات الأب أثناء فترة الحمل.
- وذلك بعدما سجلت تلك الأبحاث ردود فعل عدد من الأجنة خلال محاولات آبائهم لمس بطون أمهاتهم أثناء استخدام تقنية السونار ثلاثي الأبعاد، إذ تتحرك بعض الأجنة داخل رحم الأم بشكل ملحوظ.
- بل أظهر بعض الأجنة -الأكبر سناً- حركة أكثر من الأجنة الأصغر سناً، بالإضافة إلى محاولتهم تجربة اللمس الذاتي؛ مثل محاولة لمس أيديهم لأجسادهم مثلما شعروا من لمس آبائهم لبطون أمهاتهم.
- ولهذا نقول: لمضاعفة فرص تواصل الأب مع الجنين خلال فترة الحمل، عليه التحدث إلى الجنين والغناء له، كما ينصح باستخدام الموسيقى التي تحاكي ضربات القلب؛ فللموسيقى تأثير كبير في نمو عقل الجنين.
- عليك أيتها الأم الحامل.. مراقبة ركلات الجنين في الثلث الأخير من الحمل، ويمكن لزوجك دفع الطفل برفق أو فرك بطنك في مكان حدوث الركلة، ليشعر الجنين باستجابتكما لفعله.
- كما يجب على الأب حضور فحوصات الموجات فوق الصوتية، فقد تكون رؤية الجنين يتحرك تجربة مؤثرة للآباء، ويمكن أن تحفزهم على مضاعفة الارتباط بالطفل.
يمكنك معرفة: ماذا تستطيع الأم تعليم الجنين خلال فترة وجوده في رحمها؟
هل أجريت دراسات علمية حول تأثير لمسات الأب؟
- لا يوجد دليل علمي قاطع يؤكد أو ينفي إمكانية شعور الجنين بلمسات أبيه، ولكن العديد من الدراسات والتقارير تشير إلى أن الجنين يمكن أن يستجيب لحركات ولمسات الأب والأم معاً.
- ويمكن للجنين أن يشعر ببعض الحركات والاهتزازات الخفيفة خلال فترة الحمل، ويمكن أن يستجيب للموسيقى والصوت واللمس والضوء، ويعتقد البعض أنه يمكن للجنين أن يشعر بلمسات أبيه، إذا كانت هذه اللمسات قوية وملموسة بما فيه الكفاية.
- الجنين في الأسابيع الأولى من الحمل، قد يكون أقل حساسية للحركات واللمسات، ولكن مع تقدم الحمل وتنمية الجنين، يمكن أن يصبح أكثر استجابة للحركات واللمسات.
- وبالرغم من أن الحمل والولادة عملية طبيعية ومعقدة، وتختلف تجارب الأمهات والجنين فيما يتعلق بالتفاعلات الحسية، يجب على الآباء والأمهات توفير الرعاية وإظهار الحب بالجنين في كل الأوقات.
- وهناك دراسة نُشرت في مجلة "التنمية الجنينية والطفولة المبكرة"عام 2013، والتي أظهرت أن لمسات الأب تساعد على تنظيم نمو الجنين وتحسين وظائفه العصبية.
- كما أظهرت دراسة أخرى أجريت في جامعة "دارموث" عام 2017: أن لمسات الأب تؤثر على نشاط الجينات المرتبطة بالتحكم في الإجهاد لدى الجنين.
- ولهذا يوصي الأطباء والخبراء بإشراك الآباء في فترة الحمل والولادة، بما في ذلك اللمس والتفاعل مع الجنين.
وهل يتعرف الجنين على صوت أبيه قبل الولادة؟
- نعم ، فقد أظهرت بعض الدراسات، أن الجنين يمكن أن يتذكر الأصوات التي تكررت بشكل مستمر خلال فترة الحمل، ويمكن له التعرف على هذه الأصوات بعد الولادة.
- وقد أجريت دراسة عام 2011 في جامعة "كينجز كوليدج لندن" أظهرت أن الجنين يمكن أن يفرق بين أصوات الأشخاص المختلفين، ويتعرف على صوت الأم بشكل خاص.
- وأشارت دراسات أخرى؛ إلى أن الجنين يمكن أن يتعرف على صوت الأب كذلك، ويستجيب له بالحركة والنشاط داخل البطن، إذا كان يتحدث بلطف وحنان للجنين.
- من هنا نستطيع القول.. إن التواصل الصوتي بين الأب والجنين قبل الولادة مفيد لكليهما، حيث يمكن أن يشعره بالراحة والأمان، ويرتاح الأب بالتواصل مع الجنين.
هل يمكن للجنين أن يتأثر بمزاج وحالة نفسية الأب؟
- نعم، يمكن للجنين أن يتأثر بمزاج وحالة نفسية الأب، وذلك لأن الجنين يتفاعل، ويستقبل الإشارات العاطفية والهرمونية والصوتية والحركية من الأم والأب على السواء والبيئة المحيطة به.
- وقد أظهرت الدراسات أن المزاج والحالة النفسية للأب، يمكن أن يؤثر على نمو وتطور الجنين، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية والنفسية في المستقبل.
- وبالتالي، ينصح الخبراء بأن يحرص الآباء على الحفاظ على صحتهم النفسية والعاطفية ، والتعامل مع المشاعر السلبية بشكل هادئ، حتى لا يؤثر ذلك على صحة الجنين وتطوره.
- ويمكن للآباء أيضاً المشاركة في الرعاية الصحية الشاملة للجنين خلال فترة الحمل وبعد الولادة، من خلال التواصل العاطفي والحضور النشط في حياة الجنين.
نصائح للآباء.. للمشاركة في الرعاية الصحية الشاملة للجنين
- يمكن للآباء التواصل مع الجنين من خلال الحديث معه واللمس والغناء، وذلك لتعزيز العلاقة بينهما وتعزيز التطور العاطفي والعصبي للجنين.
- يمكن للآباء المشاركة في حالة الحمل والولادة من خلال حضور المواعيد الطبية، والمشاركة في الاستعداد للولادة، وتقديم الدعم العاطفي للأم.
- يمكن للآباء دعم الأم في الرضاعة الطبيعية، وتوفير الدعم العاطفي والمعنوي لها، وذلك للمساعدة في توفير التغذية الصحية للجنين.
- وبعد الولادة.. يمكن للآباء المساعدة في العناية بالجنين من خلال تطبيق مرطبات الجلد، أو تغيير الحفاضات والمشاركة في الاستحمام اليومي.
- يجب على الآباء الاستشارة بالطبيب في حالة وجود أي مشاكل صحية أو نفسية للجنين، وذلك للحصول على التشخيص والعلاج.
- كما يمكن للآباء المشاركة الفعالة في الرعاية الصحية الشاملة للجنين من خلال الاهتمام بتغذية ونوم الجنين.
- وكذلك الصحة النفسية والجسدية للجنين، وتعزيز العلاقة العاطفية بينهما، وذلك لصالح نمو وتطور الجنين بشكل صحي.
ما رأيك بالاطلاع على..تغيرات نفسية تحدث للحامل قبل الولادة
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.