تجارب الحياة لا تنتهي، ولكل تجربة إيجابياتها، وكذلك سلبياتها، فشخصية الإنسان هي مجموعة من الأنماط الفكرية والسلوكية التي يمكن ملاحظتها من سلوكه، فنصف سماتها تولد معه، والنصف الآخر تتكون من خلال تأثره بمحيطه وبيئته، ولكل شخص منا سلبيات وإيجابيات، فالزوج الإيجابي يرى أن لكل مشكلة حلاً، والزوج السلبي يفكر في أن المشكلة لا حل لها، بل يرى مشكلة في كل حل، وسواء كانت جوانب شخصية الزوج مكتسبة أو متوارثة، فإنها مرنة وقابلة للتطوير والتغيير.
يقول استشاري العلاقات الأسرية الدكتور أحمد عبد الخالق لـ"سيدتي": لكل شخص سلبيات وإيجابيات، وهذه السلبيات والإيجابيات تُعد سلوكاً متأصلاً في نفس الفرد، مستمداً من موروثه الجيني والتربوي، يتميز به كل فرد عمّن سواه، فأن تكون شخصاً إيجابياً ليس فرضاً أو شرطاً، بل اختيارٌ وإصرارٌ، ومن حق كل زوجة أن تتمنى أن يكون زوجها ذا صفات إيجابية، ولكل امرأة تحاول تقييم زوجها؛ نؤكد لها أنه ليس المهم مقدار سلبيات وإيجابيات زوجك عندك، بل المهم هو أن تكون عنده قابلية لتطوير نفسه دينياً وثقافياً، وهذا الاستعدادُ النفسيُّ للتطوير والتغيير هو عاملٌ إيجابيٌ مهمٌّ، وربما تتحوَّل مع الأيام وباجتهادك إلى طاقة ايجابية مهولة لنجاح حياتك الأسرية.
- كيف أعرف شخصية زوجي والتعامل معه؟
يؤكد د. عبد الخالق أن فهم أساسيات وسمات شخصية زوجك يُعد أمراً بالغ الأهمية؛ من أجل تحقيق انسجام بالعلاقة الزوجية، ولكن لابد أن تتمسكي ببعض الصفات التي تمكّنك من التعرف إلى زوجك:
• الصبر
لابد أن تكوني صبوراً وذات قدرة كبيرة على التحمل؛ حتى تستطيعي مواجهة كل ما هو جديد بالنسبة لكِ في الحياة الزوجية
• المساندة والدعم
أكثر ما يحتاجه زوجك هو دعمك ومساندتك له، فلا تهملي هذا الجزء الأساسي في هذه المرحلة.
• الثقة بالنفس
لابد أن تكون الزوجة على ثقة كبيرة بنفسها؛ لكي تتمكن من التغلب على الصعاب التي تواجهها خلال هذه التجربة.
• عدم التسرع بالحكم
تجنبي إصدار أحكام سريعة على زوجك دون التعرف إلى التفاصيل.
• تجنبي الوقوع في الخطأ
تجنبي صدور استنتاجات سريعة أو تفسيرات خاطئة للأمور.
• تثقيف نفسك
أيضاً لابد أن تكوني على قدر مناسب من الثقافة؛ من خلال القراءة في الكثير من الكتب المختلفة، ومن خلال تخصيص وقت ومكان معين كل يوم للقراءة والاطلاع، ويمكنك قراءة الكتب التي تتحدث عن الحياة الزوجية وكيفية نجاحها.
- صفات الزوج الإيجابية
هناك العديد من الإيجابيات التي يجب أن تكون موجودة في زوجك ليكون صالحاً، وهي:
• أن يكون إنساناً مُحباً للمرح ومبتسماً؛ ليعطي طعماً للحياة.
• المشاعر عندة فياضة وقوية، مهما مرّ على زواجه الكثير من الأعوام.
• أن يكون مستقلاً بذاته، فيعتمد على نفسه في كل الأمور الحياتية، وفي بناء أسرته.
• دائماً يكون قدوة لأبنائه وشخصاً قيادياً.
• الوفاء للأبد لزوجته والحفاظ عليها والخوف من فقدها.
• دائم الاهتمام بنفسه، وبصحته.
• يثق دائماً بزوجته، ويمكن الاعتماد عليه في كل الأمور.
• يهتم دائماً بمعرفة طباع زوجته، ولونها المفضل، وأكلاتها المفضلة.
• عنده ثبات انفعالي؛ أي لا يغضب بسرعة، ويتجنب ارتكاب أفعال من شأنها أن تهدم حياته الأسرية.
• الثبات والاستمرارية؛ من أجل بناء مستقبل أفضل لعائلته.
• القدرة على الاستيعاب والفهم، فهو يفهم نفسه واحتياجاته وقراراته.
• عنده الحكمة والتعلم من أخطائه، فهو لا يتجاهل ما يمرّ به.
• العدل والتسامح، فهو لن يجعل زوجته تشعر بأن الحياة معه ظالمة، كما يتجاهل أخطاءها؛ لكي تبقى السعادة في حياتهما.
• اللطف والرقي، ويتكلم بشكل هادئ ولطيف، حتى عند ارتكاب زوجته للأخطاء.
• يحترم زوجته كأنثى، وترك حرية رأيها وقراراتها، ولا يسعي لتغييرها.
يمكنك التعرف إلى المزيد من صفات الزوج الإيجابية من خلال التعرف إلى صفات الزوج الذي يُحب زوجته
- كيفية التعامل مع إيجابيات الزوج
لتعزيز صفات زوجكِ الإيجابية، لابد من اتباع الآتي:
• الشعور بالفخر تجاه ما يبذله من جهد في تحقيق الطموح وتطوير شخصيته.
• اكسبي قلب زوجك وعقله، وقومي بواجبك الزوجي، واهتمي ببيتك وزوجك وأولادك ومظهرك.
• تجاهلي الأخطاء وتجنبي نقده السلبي، والإجابات المحبطة له.
• أعطيه المساحة الآمنة للتعبير عن مشاعره تجاهك، سواء بالسلب أو الإيجاب.
• التذكير بكل صفاته الشخصية الإيجابية.
• أعطيه الإحساس بأهميته في حياتك.
• أظهري تقديرك، ومدى امتنانك له في تحمل المسؤولية.
• مشاركة زوجك في اهتماماته وهواياته.
• مشاركة الأبناء الحديث عن صفات زوجك الإيجابية؛ لإعطائهم الأمان.
• قضاء أوقات شاعرية ورومانسية معاً.
• تقديم الشكر بطريقتك عند نجاحك أو تحقيق هدف لك؛ بسبب دعمه لك.
• إعطاؤه مساحته الخاصة مع الأصدقاء.
- صفات سلبية قد توجد في الزوج
يؤكد د. عبد الخالق أن السلوك السلبي قد يظهر لدى بعض الرجال؛ بسبب تجارب في طفولتهم، أو بسبب معاناتهم من أي نوع من الإساءة العقلية أو البدنية، أو العقوبات، أو سوء المعاملة، وقد تتوافر بعض الصفات السلبية في زوجك، والتي تؤدي إلى فشل الزواج، وأبرزها:
• التهرب من المسؤوليات الزوجية، بل ويتعمد تجاهل زوجته، ودائماً ما ينشغل عنها، لانشغاله الدائم بأمور تافهة وهواياته الخاصة.
• يلعب دور الضحية، ولا يعترف بخطئه، بل وقد يشعر زوجك أن الخطأ مصدره هو أنتِ لا هو، فيتصرف مثل الضحية؛ لعدم مسؤوليته وإنكاره وشعوره بالذنب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى المشاكل الأسرية.
• عنيد ودائم الشكوى وقابل للجدال، وقد يكون مستاءً بشكل كبير من الذين يعتقد أنهم أكثر حظاً.
• الإحباط ومنع شريكته من التقدم والتطور، وهذا يؤثر على النساء اللواتي لديهن شغف في الحياة.
• لا يسعى لإيجاد الحلول، بل يعتمد على شريكته في إيجاد الحلول لأي مشكلة في حياتهما.
• عدم احترام الخصوصية، مما يشعر الشريكة بعدم الراحة.
• الكذب والخيانة، واللذان يؤديان إلى الشعور بعدم الثقة والأمان.
• التجاهل وعدم الإنصات للزوجة عند حديثها.
• يستاء من احتياجاتك أو مطالبك، وقد تبدو احتياجاتك غير مرحب بها في نظر زوجك السلبي؛ لأنه يستاء من أن يُطلب منه المساعدة، وقد يعتذر عنها؛ بسبب عدم القدرة على تحملها، رغم بساطتها.
• اختلال التوازن في تحديد الأولويات، فقد يعطي أولوية لتحقيق أهدافه على حساب أهداف شريكته.
- إستراتيجيات للتعامل مع سلبيات الزوج
من الصعب تغيير شخصية زوجك، بل يمكنك أن تغيري ردة فعلكِ تجاه الأمور السلبية، ويكون من خلال:
• معاملة الزوج معاملة حسنة، والحرص الدائم على التقرب منه، والصبر عليه قدر المستطاع.
• انظري وابحثي في إيجابياته، فستجدين صفات أفضل لزوجكِ.
• عززي من السلوكيات الإيجابية التي قد يفعلها زوجكِ.
• تجنبي العناد مع زوجك أثناء النقاش أو الحوار، وفي حالة التورط، والاختلاف في وجهات النظر.
• عبّري عن آرائكِ ومشاعركِ، وحافظي على النظر في عينيه؛ للتعبير عن صدقكِ تجاهه.
• كوني صبوراً مع زوجك، فمسؤولية الأبناء ليست بالأمر الهين، فلا تسخري منه إذا أخطأ،
• استشيري المختصين؛ لمساعدتكما في التغلب على المشاكل الزوجية والتواصل.
ولتتعرفي إلى كيفية التعامل مع سلبييات الزوج، لا بد أن تتعرفي إلى أنواع الأزواج وكيفية التعامل معهم