لم يكن غريباً أن تنهمك صديقتي الحامل في شهرها التاسع، بقراءة الكتب الخاصة بالأطفال، أو البحث على النت عن كل ما هو مفيد لنمو الطفل حديث الولادة.. فتجربة الأمومة تستدعي إجراء الترتيبات اللازمة مسبقاً، والاطلاع على مختلف التوجيهات التي تساعد على رعايةٍ أفضل للمولود الجديد؛ حيث إن قدوم مولود جديد، لا ينبغي أن يمرّ بشكل تقليدي اعتيادي؛ فالطفل ينمو أفضل ويتطور بشكل أسرع وفقاً لدرجة اهتمام الأبوين معاً، وبالاهتمام بصحته النفسية قبل الجسدية.. وعلى الرغم من حماس الأبوين؛ فإنهما يشعران بالخوف والارتباك.
والآن بحثاً عن خطوات مهمة لرعاية طفلك من أول يوم، وحتى لا تنسَيها، سجلت لك الدكتورة يمنى السيد بركات، أستاذة طب الأطفال، عدداً من النصائح والإرشادات تساعدك على توفير الرعاية اللازمة للمولود خلال الأشهر الأولى من ولادته.
الهدية الأولى والأغلى
- تقضي الأمّ والطفل يوماً أو يومين في المستشفى غالباً، وهي فترة يتعلم فيها الآباء الجدد كيفية تغذية واستحمام وإلباس الصغير، ونوعية نشاطاته وإشاراته وأصواته.
- قبلَ الخروج من المستشفى، يَجرِي تعليم الآباء الجوانب الروتينية للعناية الصحية بالمولود، من حيث الحبل السري والجلد والتَّبوُّل والتَّبرُّز والوزن.
- العناية بالمولود الجديد خلال الأشهر القليلة الأولى، تعَد عاملاً أساسياً في الحفاظ على صحة الطفل؛ مما يحتاج إلى تكثيف لجهودهما خلال تلك الفترة.
- وتعَد الرضاعة الطبيعية خلال ساعة من الولادة، أول وأغلى هدية يمكن للأم أن تقدمها لطفلها الجديد؛ حيث إنها تقلل احتمالات وفاة الطفل في أول 28 يوماً من حياته بشكل كبير.
بمناسبة يوم التمريض العالمي.. دعوة لتحفيز الرضاعة الطبيعية.
خطوات رعاية المولود
- هل تعلمين أن المولود يمكنه رؤيتك وسماعك وشمّك منذ أول يوم؟ ولهذا عليك توفير طرقٍ يستطيع بها النظر إليك وسماع صوتك، وتحريك ذراعيه وساقيه بحرية ولمسك.
- اهتمي بتلامس البشرة.. بشرتك مع بشرته؛ إذ يُعتبر أيضاً من الأمور الجيدة للغاية، ويمكن القيام بها من وقت لآخر؛ فهي تشعره بالأمان والاطمئنان، والانتقال إلى عالم أكثر حميمية عن داخل البطن.
- ينبغي أن تشاهدي ذراعي طفلك وساقيه يتحركان بطريقة متقطعة، وسوف يتعلم طفلك ببطء كيفية التحكم في حركته.. وانظري كذلك في عيني طفلك، وراقبي تعبيرات وجهه، وابتسمي رداً على ابتسامته.
- حفّزي مولودك على التواصل معك؛ فهو يعرفك ويميز صوتك وطريقة كلامك، وحتى غناءك.. وبعد الولادة، ينبغي أن تري طفلك يتفاعل بصورة إيجابية مع تعبيرات وجهك وحركاتك وإشاراتك.
تحدثي مع طفلك وقلدي نغمات صوته
- قومي بتهدئة طفلك ودلكيه واحتضنيه برفق، سوف ترَينه هادئاً وسعيداً بأن يُحتضَن ويهَدهَد.. ولامسي جلدك بجلده من آنٍ إلى آخر؛ مما يشعره بالأمان والهدوء حينما يلمس وجودك ويسمع صوتك ويشم رائحتك.
- تواصل الأب والأم مع طفلهما حديث الولادة ضرورة، تحدّثي إلى الطفل عن طريق نغمات صوتية جميلة وتقليد حديث الأطفال، وسوف تلاحظين أن طفلك يستطيع سماعك، وسوف يبدأ في وقت قريب في حفظ كلماتك وترديدها.
- يمكنك تغيير نغمات صوتك برفق لكي تجعليها بطيئة أو سريعة، أو مرتفعة أو منخفضة، أو هادئة أو عالية.. بعدها يمكنك مراقبة رد الفعل على وجه مولودك وجسمه، وملاحظة تفاعله معك.
- قومي بوضع الطفل على بطنه، وحرّكي خشخشة أو جرساً أمامه وارفعيه ببطء لمسافة قليلة، سوف يشجعه ذلك على رفع رأسه وكتفيه لكي يشاهدها في الوقت نفسه، سوف يستمع إلى الصوت الذي تصدره الخشخشة.
حقائق علمية.. استفيدي منها
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-3 أشهر، يرون الأشياء أفضل عندما يكونون بين 20-30 سم، وبحلول 3 أشهر، يكون لدى الأطفال مجموعة أكبر من الرؤى.
- وفري لطفلك طرقاً يستطيع بها النظر والسمع والإحساس والحركة بحرية ولمسك، سوف يبدو على طفلك الهدوء والراحة، وسوف يبدأ في بناء الثقة بك تدريجياً.
- حرّكي أشياء ملونة ببطء لكي ينظر إليها، ستلاحظين أن طفلك يحاول الوصول إليها، يمكن للعبة بسيطة منزلية الصنع، أن تجذب اهتمام طفلك من خلال الأصوات التي تُصدرها.
- اجلسي أمام مولودك وحرِّكي أصابعك ببطء في اتجاهه، ثم قومي بدغدغة الطفل بسرعة ورقة قائلة: "ها هي أصابعي تريد أن تأكلك، ها هي آتية، أقرب وأقرب، لقد أمسكتك".
- ولتغيير اللعبة، اجعلي أصابعك تتحرك ببطء أو بسرعة، أو انتظري فترات مختلفة قبل أن تدغدغي الطفل، وانتظري أن يُظهر المولود سعادته عن طريق الضحك أو الصراخ.
- ومع تقدم نموه.. ساعدي الطفل على تتبع شيء ما، وحرّكيه ببطء من جانب إلى آخر وإلى أعلى وأسفل.. وراقبي الطفل وهو يحاول متابعة الشيء بعينيه، بمجرد أن يراه.
راقبي سعادة مولودك.. وضحكته
- شجِّعي طفلك على محاولة الوصول إلى جسم آمن تُرينه إياه، مثل مكعب بلاستيكي، ينبغي أن تشاهديه يحاول الإمساك به أو لمسه.
- يمكنك قص صور بسيطة لأشياء مألوفة وأشخاص وحيوانات، احصلي على صور تُظهر الكثير من الألوان والتراكيب والمشاهد والوجوه المختلفة.
- تحدّثي عن الصور أثناء نظر الطفل إليها، ينبغي أن تلاحظي أن طفلك يستمع إلى ما تحكينه له، وأنه مستعد للمشاركة بطريقته.
- تتغير تعبيرات وجهه أثناء اصطحابك له عبْر كتاب قصص، يمكنك أيضاً ابتكار قصص بسيطة من الصور أو الرسوم الموجودة في المجلات.
- تحدثي إلى طفلك واستمري في الحوار من خلال تقليد أصواته أو حركاته، ابتسمي واضحكي مع طفلك.
- جميع أفراد الأسرة يمكنهم تقليد صوت القطة أو الكلب وتقليد صوت الطفل.. كما ينبغي أن تشاهديه يركز ببطء على وجهك ويحاول تقليدك هو الآخر.
تعرفي على.. أمراض تصيب حديثي الولادة.. وعليك الانتباه لعلاماتها.
ملاحظة من «سيدتي وطفلك»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.