تخرَّجت من كلية الإعلام والعلاقات العامة بالجامعة الأهلية في البحرين، لكنها اتجهت إلى المجال الفني لحبها الكبير له، وامتلاكها موهبةً فريدةً في التمثيل. قدَّمت خلال مسيرتها عديداً من الأعمال الدرامية والسينمائية، وحصدت نجاحاً كبيراً فيها على الرغم من الصعوبة التي وجدتها بسبب قدومها من خلفيةٍ إعلاميةٍ، واستطاعت أخيراً تحقيق حلمٍ لطالما راودها بالمشاركة عبر فيلمٍ في مهرجان أفلام السعودية بدورته التاسعة. الفنانة نورا عصر، حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، فتحدَّثت عن بداياتها الفنية، والأعمال التي قدَّمتها، كما كشفت عن مشروعاتها الدرامية والسينمائية المقبلة.
أرى أن الحراك السينمائي في السعودية يتطوَّر بشكلٍ مبهرٍ بدليل مشاهدتنا أفلاماً سعودية في أهم المنصَّات والمهرجانات الدولية
شاركتِ في الدورة التاسعة من مهرجان أفلام السعودية عبر فيلم «شيخ الجناني»، حدِّثينا عن هذه التجربة، وكيف وجدتِها؟
حضرت مهرجان أفلام السعودية، الذي يقام في «إثراء» على مدى أعوامٍ، ولطالما تمنَّيت المشاركة فيه بعمل سينمائي مميَّز، والحمد لله حققت حلمي العام الجاري عبر خوضي بفيلم «شيخ الجناني»، الذي عُرض في مسرح وسينما إثراء، من إخراج حيدر سمير، ومن المقرَّر عرضه قريباً في دور السينما العربية، وقد حفَّزتني الخطوة على تقديم مزيدٍ من الأعمال الناجحة في الدورات المقبلة.
السينما حياة
شاركتِ في السينما بأعمالٍ عدة، كيف تقيِّمينها، وماذا يعني لكِ «الفن السابع»؟
السينما بالنسبة لي حياةٌ ومشاعر، فمع كل فيلمٍ، أعيش أحاسيس متنوعة، وأخرج من تصويره بحالةٍ مختلفة، وأرى أن الحراك السينمائي في السعودية يتطوَّر بشكلٍ مبهرٍ بدليل مشاهدتنا أفلاماً سعودية في أهم المنصَّات والمهرجانات الدولية، وفخورةٌ كل الفخر بذلك، ومتأكدةً من قدرة صنَّاع هذا الفن لدينا على تجاوز أي عقباتٍ قد تواجههم.
أين تجدين نفسكِ أكثر، في السينما أم الدراما؟
لكل قسمٍ خصوصيته من الناحية الإنتاجية، ووقت التصوير. بالنسبة لي أقدم في الشخصية التي تسند إليّ المجهود ذاته بغض النظر عن مدة عرض العمل، بالساعات في السينما، والأشهر في الدراما.
بدأتِ مسيرتكِ العملية في التلفزيون عبر البرنامج التدريبي لاستكمال متطلبات التخرُّج، ثم أشرفتِ على برنامج «هلا بحرين»، لكن مَن اكتشفكِ فنياً؟
أشكر في البداية الإعلامي البحريني بدر محمد، فقد أعطاني أول فرصةٍ للظهور على شاشة التلفاز مقدمة برامجَ، كما أشكر تلفزيون البحرين وإدارته على دعم موهبتي، وإسناد أهم برنامجٍ كان يُعرض حينها لمدة ساعتين على الهواء يومياً إليّ. في ما يخصُّ تجربتي الأولى في مجال التمثيل، فقد كانت مع المخرجة السعودية العالمية هيفاء المنصور، فهي التي قدمتني ممثلةً للمرة الأولى عبر شاشة روتانا.
مَن دعمكِ وشجَّعكِ للخوض في مجال التمثيل؟
أبي. كان دائماً يحمِّسني على خوض تجارب جديدة لاكتشاف ما يسعدني، وعندما اتَّخذت قرار دخول مجال الإعلام، وقف معي منذ لحظة التسجيل في الجامعة.
نفترح تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع الممثلة روان الخالد: نشهد طفرة درامية خليجية
السعودية تشهد تطوراً فنياً سريعاً
مَن رشَّحكِ للمشاركة في مسلسلي «مبتعثات» و«بنات الملاكمة»؟
سمعت عن العملين، وقدَّمت تجارب أداءٍ للتمثيل بهما، سواءً تجربة الكاميرا، أو القراءة، والحمد لله تمَّ اختياري من قِبل مخرجَي المسلسلين لمناسبتي الدورين.
هل خشيتِ من شيءٍ قبل خوض التجربتَين؟
نعم. فكَّرت في ردة فعل الجمهور، وهل سأقدم دوري بأكمل وجهٍ، لكن كل ذلك تلاشى مع أول «أكشن»، وقدَّمت ما يتوجَّب عليَّ تقديمه، واستعددت جيداً لدوري، وحرصت على أن أنال إعجاب المشاهد.
من وجهة نظركِ، هل نجحت الدراما الخليجية في إيصال رسالتها للناس؟
بالتأكيد. عندما ترد اتصالاتٌ من دولٍ عربيةٍ وأجنبية، تكشف عن متابعتهم أعمالنا، والتفاعل معها، فهذا يعني أن رسائلنا وقصصنا وصلت.
كيف تصفين الفن في السعودية؟
السعودية تشهد مرحلة انتقالية وتطوراً فنياً سريعاً. في فترةٍ قصيرةٍ، تابعنا أعمالاً ذات جودةٍ عالية في كل أنواع الفنون، وسعيدةٌ بذلك، وأطمح لأن أكون من المساهمين في هذا التقدُّم الملحوظ.
أصبح هناك قبولٌ لتعدُّد المواهب، لذا لم يعد الفنان يقتصر على تقديم موهبةٍ واحدةٍ فقط لجمهوره
خلفية إعلامية
ما اللون الدرامي الذي يناسب نورا أكثر؟
أغلب المخرجين، يميلون لمنحي أدواراً كوميدية، لكنني أتمنى أن أشارك في عملٍ «أكشن»، خاصةً أنني أتمتع بلياقةٍ جيدةٍ لتقديم عملٍ حركي من دون اللجوء لما يعرف بـ stunt man (التهريج).
بعد التقديم والتمثيل، هل لديكِ نيةٌ لخوض تجربةٍ فنيةٍ أخرى مثل الغناء؟
الممثلة يجب أن تكون قادرةً على تقمُّص أي دورٍ يسند إليها، وأهنِّئ كل فنانةٍ، تقوم بتوسيع مجال عملها في الفن، ولا أخفيكم، في وقت فراغي، أعمل على تسجيل أغنياتٍ، وأشرف على إنتاجها، ولم أنشرها حتى الآن، لأنها تعدُّ هوايةً لا أكثر.
ما العقبات التي واجهتكِ خلال مسيرتكِ الفنية؟
في البداية، وجدت صعوبةً في الاعتراف بي ممثلةً، فأنا قادمةٌ من خلفيةٍ إعلاميةٍ، عكس الحال اليوم، حيث نرى كثيراً من مقدمي البرامج يعملون ممثلين، وعديداً من الممثلين يقدمون البرامج، وأصبح هناك قبولٌ لتعدُّد المواهب، لذا لم يعد الفنان يقتصر على تقديم موهبةٍ واحدةٍ فقط لجمهوره.
هل وجدتِ معارضةً من أسرتكِ عند دخولكِ المجال الفني؟
وجدت معارضةً من عائلتي، أما أمي وأبي فدعماني وشجَّعاني على دخول الفن بشرط الحصول على الشهادة الجامعية أولاً.
مخرجٌ أو مخرجةٌ ترغبين في العمل معه؟
أرغب بالعمل مع المخرجة كاملة أبو ذكرى في فيلم «أكشن»، وعالمياً مع تيم بورتون.
مَن الفنان الذي تتمنين مشاركته في فيلمٍ أو مسلسلٍ؟
لدي قائمةٌ طويلةٌ، وكل الاحترام لزملائي وزميلاتي، ولنترك الأيام تفاجئنا.
كيف تقيِّمين الأعمال التي انتشرت أخيراً، وتتكوَّن من ثماني أو عشر حلقاتٍ؟
أجدها أعمالاً لطيفة، ولها ميزاتٌ جميلة، منها السماح للفنان بوضع كل تركيزه على العمل، ليخرج بشكلِ أقوى.
ما رسالتكِ في الفن؟
أسعى إلى إسعاد المشاهد، وأن يجد في عملنا متنفساً له من زحام الحياة، وإذا كانت هناك رسالةٌ لمناصرة المرأة، فسيزداد العمل جمالاً بالنسبة لي.
ومن عالم الفن نقترح عليك لقاء مع الممثلة فاطمة سعود: أصبحت أتعلَّم من الفشل لا من النجاح
راقصة باليه
هل هناك دورٌ تتمنين تجسيده؟
نعم، راقصة باليه، والتحديات التي تمرُّ بها لتقديم العرض الختامي.
لو لم تكوني ممثلةً، ماذا كنت تتمنين أن تصبحي؟
لا أتخيَّل نفسي أبداً بعيدةً عن مجال الترفيه، سواءً التمثيل، أو تقديم البرامج على المسرح، أو التلفاز.
ما برجكِ، وهل تتابعين الأبراج؟
برجي هو الدلو، وأقرأ قليلاً عنه، لكنني لا أفكر في التنبُّؤ بالأحداث.
ما الصفة التي تكرهينها في نفسكِ؟
التسوُّق «أونلاين»، وقلة التواصل مع محيطي الاجتماعي.
هل استطعتِ تحقيق جميع أحلامكِ في مجال الفن؟
مع كل مرحلةٍ أصل إليها، أبدأ في وضع أهدافٍ جديدة، وأبني طموحاتٍ أخرى. نحن خُلقنا لنحيا الحياة ونسعى فيها.
هل أنتِ مع الزواج من الوسط الفني؟
شخصياً، لا أفضِّل ذلك، لأنني أعرف مدى انشغالنا وارتباطنا بالعمل، الذي يحتِّم علينا السفر كثيراً، ولا أعتقد أن ذلك مفيدٌ عند التفكير ببناء الأسرة. يجب أن يكون أحدهما أكثر تفرغاً لرعاية المنزل والأطفال.
ماذا ينقص الفنانة السعودية حالياً وهل أخذت فرصتها كاملاً؟
هناك اهتمامٌ كبيرٌ بالفن والفنانين بشكلٍ عام، وهذا ما نراه في المهرجانات والبرامج التدريبية، كما نلاحظ ظهور نصوصٍ، تسلِّط الضوء على قصصٍ نسائيةٍ عميقة، ولا أنسى هنا دور الإعلام في إبراز الوجوه الصاعدة.
بعيداً عن الفن، ما هواياتكِ اليومية؟
بدأت بتعلم الرقص قبل أربعة أعوامٍ، وألتزم بحصصٍ تدريبيةٍ في أوقات الفراغ. الرقص مفيدٌ للصحة مثل الرياضة، ويعزز التوافق الذهني والعضلي.
البشرة النضرة مثل الزوج
ما الأغنية التي تعشقين سماعها؟
في كل فترةٍ أفضّل أغنيةً معينةً، أسمعها طول اليوم حتى أرتبط بأغنية أخرى. ليس لدي نوعٌ معيَّنٌ من الأغنيات المفضَّلة، بل أستمع إلى أغنياتٍ من كل أرجاء العالم.
ما رياضتكِ المفضَّلة؟
أذهب إلى النادي يومياً، وأفضل التدريب ضمن مجموعاتٍ، إذ يحفزني ذلك على الاستمرار وإنهاء التمارين كلها.
إذا قررتِ السفر فمع مَن ستذهبين؟
الفنانة الزميلة دانة آل سالم، لأنها تحبُّ استكشاف الأماكن المختلفة خلال السفر، وتشجِّعني على الخروج. هي فنانةٌ شجاعة، ولديها حسُّ المغامرة.
كيف تحافظين على نضارة بشرتكِ؟
البشرة النضرة مثل الزوج، عنايةٌ يوميةٌ والتزامٌ. لدي روتينٌ صباحي ومسائي وأسبوعي وشهري، وأفضِّل «الماسكات» ومنتجات العناية على المكياج.
ما مشروعاتكِ المستقبلية؟
لطالما أردت تقديم برنامجٍ تنافسي على المسرح، وبإذن الله سأحقق حلمي هنا في الرياض عبر تقديم برنامجٍ قوي في الفترة المقبلة، يشارك فيه مجموعةٌ من الطهاة العالميين.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع الفنانة مريم عبدالرحمن: التمثيل يمنعني من الاستقرار والزواج