البروبيوتيك هي بكتيريا مفيدة يمكن تمكن إضافتها للقضاء على الميكروبيوم الذي يعيش في أمعائنا الكبيرة والصغيرة؛ إذ يلجأ العديد من البالغين إلى وجبات غذائية غنية بالبروبيوتيك لزيادة البكتيريا النافعة، والمساعدة في السيطرة على أعراض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما، أو درء العدوى الفيروسية الشائعة. لكن بالنسبة للعديد من الأطفال، قد يلجأ الآباء لإعطائهم مكملات البروبيوتيك خوفاً من أنهم لا يحصلون على ما يكفي منها من الطعام، وهذا يطرح السؤال: هل يجب أن يُعطَى صغارنا البروبيوتيك أيضاً؟
هذا ما يكشفه الأطباء والمتخصصون في الموضوع الآتي.
من المعروف أن البروبيوتيك يساعد في تحسين صحتنا بعدة طرق مختلفة، بما في ذلك صحتنا النفسية، ورغم وجود أدلة غير مؤكدة تدعم إعطاء الأطفال البروبيوتيك؛ لكن كما يؤكد الأطباء، لا تُوجد دراسات واضحة تؤيد تناول الأطفال لمكملات البروبيوتيك للبقاء في صحة جيدة.
قد تكون الفوائد الصحية للبروبيوتيك هي القضاء على سلالات الكائنات الحية المجهرية الضارة، لكنها قد لا تشكل فائدة ضد سلالات أخرى، ولهذا لا يوجد بحث واضح حول ما إذا كان يجب إعطاء البروبيوتيك للطفل لاستكمال نظامه الغذائي، وحمايته من الميكروبات الضارة.
أمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال
بماذا ينفع إعطاء البروبيوتيك للطفل؟
رغم كل ما سبق، يؤكد الأطباء أن إعطاء مكملات البروبيوتيك قد يكون مفيداً للعدوى البكتيرية أو الفيروسية المزدوجة أو العلاج بالمضادات الحيوية الطبيعية، وهناك بعض الأبحاث تدعم ذلك، حيث وجدت دراسة نُشرت في American Family Physician أن البروبيوتيك قد يساعد في علاج مرض التهاب الأمعاء، ويقلل أيضاً من مدة الإسهال الناجم عن التهاب المعدة والأمعاء. وعند إعطائه للأمهات الحوامل والمرضعات، قد يقلل من خطر إصابة أطفالهن بالأكزيما والحساسية لاحقاً. ولهذا؛ اعتبر الأطباء أن هذا الدواء أفضل من العلاج الوهمي، وهو المضادات الحيوية، في تقليل حدوث ومدة التهابات الجهاز التنفسي العلوي، كما يبدو أن استخدامه يقلل من الغياب عن المدرسة بسبب نزلات البرد.
وهذه الدراسة أُجريت على 4755 رضيعاً، وثبت أن البروبيوتيك يمنع التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما). لاحقاً، ومع ذلك، لم تُلاحظ له أي آثار نافعة في ما يتعلق بالقضاء على /أو تخفيف: الربو، أو الصفير، أو التهاب الأنف والملتحمة (الاحتقان والعطس). أو الحساسية الغذائية.
حالات يمكن إعطاء البروبيوتيك فيها للطفل
وجدت دراسة نُشرت في JAMA Pediatrics أن إعطاء الأطفال البروبيوتيك في الأشهر الثلاثة الأولى من عمرهم قد يساعد في منع المغص والإمساك والارتجاع الحمضي.
هل يجب أن يأخذ طفلك البروبيوتيك؟لم يوصِ أطباء الأطفال بإعطاء الطفل البروبيوتيك؛ فربما لا يحتاج إلى ذلك، إلا في بعض الحالات التي يعاني الطفل من التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون، حيث يتناول معظم الأطفال بكتيريا صحية كافية من طعامهم أو بيئتهم.
بدائل صديقة للأمعاء
هناك طرق أخرى للمساعدة في تطوير ميكروبيوم صحي إلى جانب مكملات البروبيوتيك، فعندما يبدأ الطفل في تناول الطعام، لا بُدَّ من تضمين الأطعمة المخمرة في في طعامه اليومي؛ فهذا سيساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء من دون الحاجة إلى مكمل، حيث يمكن للبكتيريا التي توجد بشكل طبيعي في الأطعمة مثل اللبن الرائب ومشروب الحليب المخمر ومخلل الملفوف والكيمتشي الكوري، ويقابله المخللات؛ أن تساعد في إعادة ملء الميكروبيوم في الجهاز الهضمي، والحفاظ عليه. كما يوجد البروبيوتيك أيضاً في بعض الأطعمة مثل الزبادي، ولكن تحققي من الملصق للتأكد من أنه يحتوي على «ميكروبيومات حية ونشطة».
هل يساعد في الصحة النفسية؟
كما ينصح الأطباء بدعم الصحة النفسية للطفل، من خلال التربية اللطيفة والمرتبطة بتقليل الإجهاد، وتقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تدعم الأمعاء.
لكن إذا قررت إعطاء البروبيوتيك لطفلك؛ فتذكري أن المكملات الغذائية لا توصي بها إدارة الغذاء والدواء «FDA» رسمياً بشأن الجرعات أو المدة الزمنية لتناولها، والأفضل أن تستشيري طبيب الأطفال عند اختيار العلامة التجارية المناسبة، وتحققي من تاريخ انتهاء الصلاحية قبل الاستخدام، وتعرفي إلى ما إذا كان المنتج يحتاج إلى الاحتفاظ به في مكان بارد.
يتوافر البروبيوتيك للأطفال في أشكال سائلة، ومسحوق، وعلكة قابلة للمضغ، ويأتي في مجموعة من النكهات الملائمة لهم.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.