في يوم القطط العالمي الذي يوافق الثامن من شهر أغسطس ، ستعرض من خلال عدد من الوزارات الحكومية والجمعيات الخيرية الجهود المبذولة في الحفاظ على القطط وحمايتها من الإبذاء، والمبادرات والحملات التوعوية الرامية لضرورة الرفق بالحيوان بشكل عام وبالقطط بشكل خاص وذلك استجابة لتعليمات ديننا الحنيف ، دين الرحمة والإنسانية.
ثقافة الرفق بالحيوان
بداية يدعوا منقذ الحيوانات الأليفة عبدالله السناني إلى:"تطبيق برنامج TNR (امساك + تعقيم + إطلاق)، للحد من القطط المتخلى عنها، وتحديث العقوبات وتوعية المجتمع من خلال المدارس والجامعات".وحث المربين والمهتمين على نشر ثقافة الرفق بالحيوان .
إنقاذ القطط
أميرة باسودان منقذة من 2018:"دخلت مجال الإنقاذ بعد مشهد مؤلم لإنقاذ قطة صغيرة ببتر أجزاء يدها، الذي جعلني أعاهد الله أني لن أتخلى عنها، ومن هنا بدأت في إنقاذ القطط ومعالجتها وتعقيمها وعرضها للتبني، أما القطط ذوي الاحتياجات الخاصة لا أعرضها للتبني لعدم رغبة الأشخاص لها.
أما الصعوبات التي تواجهها: "عدم توفر ملاجئ رسمية مجهزة بأطباء أكفاء، فمعظم الحالات المنقذة ناجمة عن حوادث، ونقص الوعي المجتمعي تجاه الرفق بالحيوان خاصة بين الأطفال، وعدم وجود مراعاة في الأسعار العيادات والغذاء".
واختتمت متمنية: "تعقيم القطط "المنزلية"، وتوعية تبني القطط البالغة، وتوفير منازل للقطط في الحدائق العامة ووعاء الماء وأنابيب الغذاء، التي تعزز جمالية البيئة، وإرسال متطوعين إلى الحدائق وتوعية الزوار بأسلوب مناسب".
العمل التطوعي
محمد الفرج بدأ عمله في مجال الإنقاذ قبل 15 عاماً، كان يعمل كمتطوع في الأمور الإنسانية وإنقاذ الحيوانات الأليفة أثناء دراسته في الولايات المتحدة. كان دوره بسيطًا في إنقاذ الحيوانات، مثل تعديل سلوكها وتنظيفها وتقييمها. عند عودته إلى السعودية، استمر في العمل في مجال الإنقاذ، فُجيء أن مراحل الإنقاذ جميعها على عاتق المتطوع، بدءاً من إنقاذها وعلاجها ورعايتها والبحث عن متبني
حس المسؤولية جعل الفرج يتخذ طريقة شخصية في التوعية المجتمعية، من خلال مشاركة تجاربه في إطعام الحيوانات الأليفة عبر حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي. وتجاوب المتابعين سبب استمراريته، ومن أهم الحالات التي لاقت تجاوباً:"إنقاذ قط مصاب بأربع طلقات نارية "الساكتون"، حصل الفيديو على مليون مشاهدة، وتفاعل العديد من المتابعين مع الفيديو وتكفلوا بتكاليف علاج القط، اعتذاراً وتكفير على تصرفات مماثلة لهم سابقة".
وختم الفرج حديثه بالقول إن الحل للتغلب على هذه المشكلة هو توفير حياة كريمة للحيوانات وإنشاء ملاجئ حكومية تستقبلها، والتحكم في عددها من خلال برنامج حكومي يشمل عمليات التعقيم.
الرقابة البيطرية
ومن جانبة أوضح علي الدويرج مدير عام الصحة والرقابة البيطرية بـ وزارة البيئة والمياه والزراعة عن دور الوزارة تجاه الرفق بالحيوان : "تعمل الوزارة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والجهات الأخرى العاملة في مجال الرفق بالحيوان، على تعزيز الوعي عند التعامل مع صحتها ومرضها، وللاقتناء الشخصي أو التداول التجاري وفق تعاليم ديننا وعاداتنا، والأنظمة المراعية، كما تم تضمين الرفق بالحيوان في الحملات الإرشادية والفعاليات التي تقيمها الوزارة، وتقديم محتوى إرشادي من خلال حسابات التواصل الاجتماعي للوزارة، وأيضاً العمل على نظام الزراعة الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م64) وتاريخ 1081442هـ، بإيقاع العقوبات على المسيئين للحيوانات وفق الأحكام الواردة في تلك الأنظمة والتي قد تصل إلى السجن والغرامة المالية والتشهير".
وأضاف "هناك تعاون مشترك بين الوزارة والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، والذي يعتبر أحد المراكز البيئية التي تعمل وفق توجهات الوزارة، في مجال تطبيق نظام الرفق بالحيوان لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/44) بتاريخ 2671434هـ على الحيوانات الفطرية وملاكها، والأحكام الواردة في نظام البيئة ولوائحه التنفيذية، ووجود تعاون بين وزارة البيئة والمياه والزراعة ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان على تعزيز العمل بالرفق بالحيوان من خلال اتباع الوسائل الرحيمة للتعامل مع ظاهرة الحيوانات الضالة، وتداول الحيوانات في مراكز البيع وغيرها".
ملاجيء الحيوانات
وأضاف: "تدعم الوزارة توجه جمعيات الرفق بالحيوان في إنشاء ملاجئ الحيوانات المحتاجة، وتحث المجموعات التطوعية على الانضمام لتلك الجمعيات أو تسجيل جمعيات جديدة متخصصة في مجالات الرفق بالحيوان، والذي سيسهم في توسيع أعمال مساعدة الحيوانات المحتاجة، وإضفاء الصفة النظامية لأعمال المتطوعين، وتمكين المجتمع من تقديم الدعم المالي والمعنوي للجمعيات المرخصة من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية".
كما عمل الوزارة على إصدار لائحة ودليل فني لتداول الثروة الحيوانية، وتتضمن مواد نظامية عن الامتلاك والتداول المسؤول لتلك الحيوانات، ومسؤوليات أصحاب محلات الحيوانات ومالكيها الأخلاقية والنظامية في حال رغبتهم في اقتناء أي نوع من أنواع الحيوانات، وسيتم العمل على مشروع ترقيم الحيوانات الأليفة وربطها ببيانات ملاكها الأصليين للحد من الإهمال أو التخلي أو الإساءة لها".
واختتم الدويرج: "لا يوجد توجه لمنع الاستيراد بسبب قلة الاستيراد، وإنما تنظيم الإنتاج المحلي، وضوابط للحيوانات المستوردة".
بلاغات خاصة
ومن جانبه يشير المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان سيف بن سالم السويلم: " "دور الوزارة هو المواءمة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة فيما يخص الرفق بالحيوان والتعاون المشترك بين الوزارتين بإحالة البلاغات الخاصة للمركز الوطني للحياة الفطرية وإنمائها ليتم اتخاذ اللازم".
خدمات طبية
وبنفس السياق أشار الطبيب البيطري صالح درويش في عيادة الكفوف الناعمة: إلى أهداف العيادة المساهمة تجاه الحيوانات الاليفة بصفة عامة، وهو رفع الوعي بحالات الانقاذ ونشر حس المسؤولية تجاه الأليف بشكل غير مباشر، من خلال الكشف المجاني على القطط المنقذة، وخصومات على جميع الخدمات الطبية المترتبة، وإطلاق مبادرة "أنقذني ولا تتردد"، بالتعاون مع المنقذين بمدينة جدة وجمعيات رعاية القطط المنقذة.
أما دورنا للحد من التخلي عن الحيوانات الأليفة هو مشاركة عروض التبني عبر محطات التواصل الاجتماعي، واستهداف المهتمين، من خلال نشر صورة الأليف، وتفاصيل عنه، ومعلومات الاتصال.
عقوبة قانونية
وأكدت المحامية خولة خالد حكمي: "الشريعة والنظام حفظت حقوق الحيوانات،المساوية للبشر في حق الحياة والغذاء والأمان وغيرها، وقد راعى النظام السعودي هذه الحقوق ومنها (نظام الرفق بالحيوان لدول مجلس التعاون الخليجي الصادر بتاريخ 26/7/1434هـ)، (ووثيقة حقوق وواجبات أصحاب الحيوانات المريضة)، ودور وزارة البيئة والمياه والزراعة في مراقبة أي تجاوز للنظام، وأتاحت الوزارة خاصية الإبلاغ عن أي حالة إساءة أو تعذيب للحيوان، وأن التخلي عن الحيوان الأليف بعد القيام برعايته في المنزل يعدُّ مخالفة قد نص عليها النظام ذاته في مادته الثانية"على ملاك الحيوانات والقائمين على رعايتها اتخاذ جميع الاحتياطات التي تضمن عدم إلحاق الأذى أو التسبب في ألم أو معاناة الحيوانات وعدم إطلاق سراح أي حيوان يعتمد بقاءه على الإنسان، وفي حالة الرغبة في التخلي عنه يتم ذلك بالتنسيق مع الجهة المختصة"، ويٌعاقب مرتكبها بالغرامة المالية .
مبادرة هريرة
ومن جانبة أوضح محمد العلس، مدير "مبادرة هريرة"، بتوضيح عن أهداف المبادرة قائلاً: "تهدف لإنتاج طعام عالي الجودة وبأسعار معقولة لمربي ومنقذي القطط. تم اختيار اسم "هريرة" لتجسيد قصة صحابي جليل "أبوهريرة" الذي كان رائداً في الاهتمام بالقطط في المجتمع الإسلامي الأول، والهدف من المبادرة هو إحياء تقاليد رعاية القطط ومشاركتها مع جيل جديد مليء بالحب والاهتمام بالحيوانات الأليفة.
وأضاف: "تم تنظيم عدة مبادرات تحت "مجتمع هُريرة"، وهي مبادرة تجمع الخبراء والمهتمين بتربية وتغذية القطط على منصة حيوية تتيح الحصول على نصائح وأساليب الرعاية الأفضل والتعامل الصحيح مع القطط".
واختتم: "تم تنفيذ حملات إطعام تدعمها المتطوعون في الرياض، وخلال عام 2023 سيتم التوسع لاستهداف مناطق أوسع على مستوى المملكة بالتنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوانات".
حملات التوعية
محمد السلمان وكيل مدرسة متوسطة يوسف بن تاشفين: "اعتبر توعية الطلاب بأهمية الرفق بالحيوان، من مسؤولية المعلم فقط".ومشيرا إلى نقص الحملات التوعوية وأنشطة يشارك بها الجميع الطلاب والمعلمين والأهل .
قد يفيدك أيضاً الاطلاع على "كاتموسفير" تطلق مسيرة "كات ووك" المجتمعية للحفاظ على القطط البرية