حب الطفل للعلم والدراسة يبدأ من المنزل، حسن التعامل مع المدرسين والزملاء بالمدرسة منبعه الأهل، الترحيب بالذهاب للمدرسة وتلقي المعلومات الجديدة.. وحتى الالتزام بقواعد الفصل وقوانين المدرسة منشأه الآباء.. القدوة. ونظراً لأن الواجب المدرسي اليومي جزء من كل هذه المنظومة، ويعد التزاماً من الطفل تجاه معلميه والنظام الدراسي بصفة عامة، كانت هناك خطوات تهيئين بها طفلك لعمل الواجب المدرسي.. وحده. قد تكون هذه الخطوات أفكاراً تنقلينها لطفلك، أو إرشادات تنصحينه بها عند عودة المدارس، أو منهجاً تربوياً تطبقينه عليه، التفاصيل داخل التقرير. اللقاء مع خبيرة التربية الدكتورة ماجدة علام؛ للشرح والتفسير.
عرّفي طفلك الفرق بين المدرسة وعمل الواجب
- يعتقد معظم الطلاب -الصغار منهم- على الأخص، أن عدم وجود واجب مدرسي لعمله بالبيت.. يعني عدم فتح حقيبة المدرسة أو المذاكرة.
- كما يظن الطفل أن مجرد ذهابه للمدرسة أمر كافٍ.. رغم الفارق الكبير بين المدرسة وعمل الواجب المدرسي.
- وهو مهمة يكلف بها المعلم تلميذه؛ ليتأكد من درجة استيعابه للدروس.
- ولكن المذاكرة، والتي يصر عليها الآباء.. أشبه بالمراجعة والتذكير بما تمت دراسته، وتتم وفقاً لـقدرات الطفل.
- ما يجعل الطفل أكثر استيعاباً لدروسه السابقة والقادمة.. ولا ترتبط بالامتحانات فقط.
- ومن الأفضل تخصيص وقت محدد لمذاكرة كل مادة على حدة، بعد انتهاء اليوم الدراسي.
- وعلى الطفل أن يعلم أن المذاكرة وكتابة الواجبات المدرسية وسيلتان أساسيتان وتكميليتان لكل طالب.
تعرفي على.. خطوات لزيادة تركيز الطفل.. بالمنزل والحضانة والمدرسة
عرّفي طفلك بمسؤولياته المعنوية قبل دخول المدرسة
- هناك واجبات وسلوكيات معنوية؛ على الطفل القيام بها قبل الذهاب أو العودة للمدرسة، لا تحتاج إلى مجهود لكي يقوم بها، ولكن عليه أن يظهرها؛ مثل واجباته تجاه الآخرين في المنزل، وأهمها احترام والديه، والتأدب مع الكبار، فلا يجوز أن يرفع صوته أمامهما، أو يتكلم بأسلوب غير راقٍ مع الأكبر.
- على الطفل أن يسير على خطى والديه ويطيع أوامرهما، كما يجب أن يطلب منهما المشورة في مختلف أمور حياته، مع تعويد الطفل على مراعاة مشاعر الآخرين وإظهار المودة لهم، وأن يتمسك بهذه القواعد الأخلاقية التي نشأ عليها وعلّمه إياها والداه.. ومارسها داخل البيت ووسط أهله وأقربائه وجيرانه.
- أداء الطفل لهذه الواجبات اللازمة عليه بالمنزل، برضا وقناعة والتزام دائم.. سيظهر أثره الإيجابي عليه؛ من حيث إحساسه بأنه شخص مسؤول، وله مكانته وسط الكبار.. ومرة ثانية؛ سيبدو طالباً مهذباً محترماً مُجدّاً في عمله... يحترم مدرسيه، نشطاً ويقظاً بالفصل، جيد الاستيعاب لما يلقى عليه.
عرفي طفلك: كيف يصبح شخصية ثرية.. مختلفة؟
- على الآباء تنشئة طفل باستطاعته اقتحام العالم الخارجي والتعايش فيه؛ حتى يحقق الفائدة المرجوة منه.. وإعلام الطفل بواجباته بالمنزل قد يشجعه لتنمية مهاراته المختلفة التي يتحلى بها، ومن هنا تصبح شخصيته غنية عن أقرانه في مثل عمره.
- التعوّد على الالتزام يخلّص الطفل من أي مخاوف قد تواجهه بعد ذلك، ما يترتب عليه من زيادة الاطمئنان والتعامل مع الناس بثقة أكبر.. وبالتالي ستزداد علاقاته مع الناس ويرتفع مستواه الفكري، ويصبح قادراً على التواصل بشكل أفضل.
- ثم تأتي واجبات الطفل في المدرسة، التي تزيد من وعي الطفل بدوره في مجتمعه وبين أسرته، من دون الاعتماد الكلي على الكبار، هنا الطفل يستطيع الاعتماد على نفسه في القيام بها، ولن يجد صعوبة في القيام بها وحده.
أقنعي طفلك بحب المدرسة والواجب المدرسي
- غالبية الأطفال لا يجدون متعة في أداء واجباتهم المدرسية، بل يتهربون من القيام بها، خاصة بعد قضاء ساعات طويلة بين الحصص في المدرسة.. وهؤلاء يصعب على الآباء إقناعهم بحب المذاكرة وعمل الواجب المدرسي، لذا ركزي أيتها الأم على قيام طفلك بعمل الواجب، وتخلّي عن فكرة الحب.
- لا ترغميه على المذاكرة أيضاً، وبدلاً من الإصرار والشد والجذب؛ قومي بشراء مجموعة جديدة وجميلة من الأقلام والكراسات، واجعليها "مفاجأة اليوم"، ما يشجعه ويجعله مُقبلاً على المذاكرة.
- سيدتي الأم.. لا أطلب منك تكرار جلب الهدايا ليعمل طفلك واجبه.. أو مكافأته أمام كل عمل دراسي جيد يقوم به، لكنك ستجدين وسيلة أخرى لجذبه لدرجة الاستمتاع بعمل واجباته.
حددي ساعات يوم طفلك.. وقسميها
- اجعلي المذاكرة ضمن فصولها؛ فلا تصيحي على طفلك ولا تتوعديه، ولا تتفنني في وضع طرق للعقاب.. طفلك الذي ربيته على تحمل المسؤولية، جاء الوقت عليه ليركز وأن يلتزم بمقعده ليتم واجباته، وأن يفرح بالإنجاز على أكمل وجه.
- لا تطلبي من طفلك الذهاب لعمل الواجب المدرسي، ولكن أخبريه بأن يذهب للمذاكرة، وأن هناك فرقاً؛ فالواجب مهمة تكليف من المعلم، والمذاكرة مراجعة للدروس لتستقر ولا تمحى بالجديد.
- تحديد ساعات يوم طفلك بعد الرجوع من المدرسة، بجعل وقت للطعام والراحة وفترة للجلوس وسط العائلة، ووقت محدد للمراجعة وعمل الواجبات، ما يزيد من قيمة الاستذكار لدى الطفل، ويجعل له أهميته في نظره.
ساعدي طفلك إذا طلب المساعدة
- قرار عدم مساعدتك في عمل الواجبات المدرسية، لا ينبغي التعامل معه بقسوة والتزام صلب من دون مرونة، فلا مانع مثلاً من تنبيه الطفل إن تغافل عن وقت المذاكرة، ولا مشكلة إن قمتِ بتنظيف وإعداد مكتب أو منضدة طفلك التي يذاكر عليها.
- ويتم ذلك بأن تضعي عليها كتبه وحقيبة مدرسته، واطلبي منه أن يساعدك، وشاركيه تحديد وقت المذاكرة، واطلبي منه أن يختار المكان المناسب لها، ما يشعره بالحرية والمسؤولية معاً.
- ولا تسارعي في الإجابة على طفلك إذا طلب منك المساعدة، اتركيه يفكر وحده مرة ثانية، وإذا لم يستطع؛ سهّلي له الإجابة؛ بوضع عدة أسئلة، وفي النهاية اشرحي له ما صعب عليه فهمه.
كافئي طفلك وكوني قدوة له
- كوني قدوة لطفلك في الاهتمام بعملك، اتركيه يشاهدك وأنتِ ترتبين شؤون عملك الخاصة وتنظمينها، قسمي وقتك بين عمل المنزل وعملك الخاص، وأشعري طفلك بذلك؛ حتى يتتبع خطواتك.
- شجعي طفلك وكافئيه بكلمات أو هدايا بسيطة، وربما شاركته مشاهدة المباراة التي يلعبها بالملعب، مما يعزز من حماسه وثقته بنفسه، ويحببه في المذاكرة وعمل الواجب والتعلم بصفة عامة.
- احرصي على القيام والانشغال بعالمك الخاص؛ كطيّ الملابس أو غسل الأطباق أو إعداد الطعام، وابتعدي عن أي شيء يلهي طفلك عن أداء واجبه المدرسي.
ملاحظة من "سيدتي. نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.