نخرج كثيراً في رحلات سياحية، سواء داخل بلداننا والأماكن التي نعيش فيها أو خارجها، وبطبيعة الحال؛ فإننا نتجهز لهذه الرحلات حسب طبيعتها ومكانها ووقتها من ملابس ومأكولات وغيرها ما قد يلزمنا في تلك الرحلة، والغريب أن كثيراً منا يتجهز بكل هذه الاحتياجات من دون أن يأخذ ولو فكرة بسيطة عن المكان المتوجه إليه، والدولة التي ينوى الذهاب إليها، فيقع بكل سهولة ضحية عقاب أو مخالفة؛ نتيجة تخطيه لبعض القوانين التي لا علم له بها، وقد يظن البعض أن القوانين في كل الدول متشابهة أو متقاربة، وبالتالي لا يسعى للاستعلام عن طبيعتها في المكان المتوجه له، وهذا غير صحيح، فعلى الرغم من تشابه القوانين التي ما هي بالنهاية سوى قوانين تنظيمية وضعت لخدمة الناس والمجتمع والدولة والمحافظة على حقوقهم جميعاً، إلا أننا رصدنا بعض القوانين في بعض الدول قد يظن البعض عند قراءتها للوهلة الأولى أنها للسخرية أو الدعابة؛ علماً بأنها قوانين حقيقية موجودة في تلك الدول التي تطالب المقيمين فيها بتطبيقها، وتعاقب كل من يخالفها.
قوانين غريبة، بعضها يثير الدهشة، والبعض الآخر يبعث على السخرية، وعلى الرغم من أن القوانين وضعت للمصلحة العامة، إلا أننا صادفنا مجموعة من القوانين قد لا نعي السبب من إصدارها أو تطبيقها، فليس في ذلك أية مصلحة عائدة على أي طرف، وإليكم بعضها:
• إسبانيا:
إذا كنت في إسبانيا أو نويت في يوم ما أن تذهب إليها؛ فعليك أن تعلم أنك في حال قدت سيارتك؛ فأنت حر فيما ترتديه من ملابس، سواء رسمية أو غير رسمية، محافظة أو مكشوفة وعارية، ولكنك بالمقابل مضطر لأن تنتعل حذاء كاملاً، فالغريب أن قانون السير الإسباني يمنع ويعاقب كل من يقود السيارة بصندل أو ما شابه، ويجبر قائد المركبة على أن يرتدي حذاءً؛ لذا تأكد من وجود أحذيتك مع أمتعتك في حال قررت الذهاب لإسبانيا.
• إيطاليا:
يشتهر ميدان «سانت مارك» في مدينة البندقية أو فينيسيا بكثرة الحمام فيه؛ بل إن وجود هذا الحمام قد يكون سبباً لزيارة الكثير من السياح لمشاهدته وإطعامه والتصوير معه، ولكن القانون الإيطالي يعاكس هذه الرغبة، فهو يمنع في هذه المدينة وفي هذا الميدان بالتحديد إطعام الحمام، ويعاقب من يخالف هذا القانون، ويعود السبب في إصدار هذا القانون إلى أنهم في إيطاليا يحاولون الحد من تكاثر الحمام في هذا الميدان، لما قد يسببه من أضرار في المنشآت والمباني المحيطة به، لذا انتبه وأنت في فينيسيا، ولا تطعم الحمام؛ حتى لا تقع تحت طائلة المسؤولية.
• فنلندا:
في حال قررت السفر للسياحة أو العمل في فنلندا؛ فأنت مضطر للتأكد من أخذ جهاز الآي بود الخاص بك للاستماع للموسيقى، فالقانون في فنلندا يعطي لسائق سيارة الأجرة الحق في أن يطالبك بمبالغ مالية إضافية في حال استمعت للموسيقى من خلال مسجل السيارة، ووفقاً للقانون هناك؛ فإن تقديم الموسيقى هي خدمة أخرى منفصلة عن خدمة التوصيل التي قدمها لك السائق، ومن حقه أن يأخذ مقابلها أجراً إضافياً.
• سنغافورة:
صارمة هي قوانين النظافة في سنغافورة، باعتبارها دولة سياحية من الطراز الأول، ومن ضمن قوانينها التي تحافظ على نظافة وجمال المدينة؛ قانون يجبر كل من يستعمل المراحيض العامة أن يتأكد من أنه قام بشد السيفون فور الانتهاء من دخول المرحاض، وينص القانون على أن أي شخص لم يشد السيفون؛ يقوم المسؤول عن المتابعة بالإبلاغ عنه ويغرم بمبلغ مالي، وفي حال رفضه دفع هذا المبلغ؛ فإن الغرامة تتحول لإجباره على تنظيف المراحيض، لذا إن كنت من الذين اعتادوا زيارة المراحيض العامة في دولنا؛ فاعلم أنك الآن في سنغافورة.
• سويسرا:
يبدو أن قضية شد السيفون تشغل بال الغرب والشرق، ففي نفس السياق، فإن القانون السويسري يمنع سكان الشقق المتجاورة من شد السيفون بعد الساعة العاشرة مساءً، وفي حال رغبت بدخول الحمام بعد هذا الوقت فإما أن تؤجل هذا الدخول، أو أن تنسق مع جيرانك وتستأذنهم، أو أنك مضطر للتعايش مع نتائج دخولك للحمام وانتظار الصباح لتتخلص من هذه النتائج، وهذه قضية مهمة وشائكة للسياح الراغبين في زيارة سويسرا، فهم في صدد أمرين، أحلاهما مر.
• اليونان:
تعتبر اليونان من أكثر دول العالم عراقة وقدماً، فهي واحدة من الدول صاحبة الحضارات القديمة جداً، والآثار هناك تنتشر في كل مكان تقريباً، لذا فلو كنت من هواة زيارة الآثار والمناطق السياحية؛ فتأكدي أنك لا تنتعلين حذاءً بكعب عالٍ، فهذا النوع من الأحذية محظور استخدامه في المناطق السياحية في اليونان، والسير فيه على الآثار، لما قد يلحقه من أضرار في الأحجار القديمة، وربما بعد سماعك لهذه المعلومة، عليك أن تختاري بين خلع الحذاء ذي الكعب الطويل أو تغيير الوجهة نهائياً.
• البرتغال:
قانون آخر بالبرتغال يجبرك على دخول الحمام للتبول قبل نزولك للبحر، فالقانون هناك يمنع منعاً باتاً التبول بالبحر، ربما ليس القانون هو الغريب بحد ذاته، فمنع التبول بالبحر هو أمر جيد من قبل السلطات للمحافظة على النظافة والصحة العامة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو كيفية معرفة من يخالف القانون، وهل نستطيع تطبيق هذا القانون فعلاً، خاصة أن أغلبية من هم على الشاطئ من الأطفال.
• النرويج:
دولة جديدة من الدول صاحبة القوانين الغريبة، ولكن هذه المرة وبعد أن أصبحت النرويج من أكثر الدول التي تحافظ على حقوق الإنسان وعلى حريته فيها، اتجهت للحيوان والحفاظ على حقوقه، ففي النرويج يمنع منعاً باتاً «إخصاء الحيوانات»، وهي العملية التي تمنع هذه الحيوانات من التزاوج، وعلى وجهه الخصوص الكلاب والقطط، وهذا القانون يحمي حقوق الحيوان في التناسل والتزاوج كباقي المخلوقات، ويشعرنا بمدى قيمة الإنسان في هذه الدول، إذا ما علمنا أن هناك قوانين تحفظ حقوق الحيوان.
• كندا:
إذا قررت في يوم من الأيام الذهاب إلى كندا في رحلة من أي نوع، فعليك أن تعلم أنه من غير الجائز لك أن تقوم بري حديقتك المنزلية وقتما تشاء، فهذا الأمر محظور؛ طالما أن هناك أمطاراً، والقانون الكندي يعطي الحق للدولة أن تعاقب كل من يخالف ويقوم بري حديقته، كما يمنع القانون الكندي أن تظهر أو تنظف أي نوع من الجروح أمام الأطفال؛ حفاظاً على مشاعرهم وطفولتهم، إنه قانون كندي جميل وجيد، خاصة لو قارناه بدول يعيش فيها الأطفال بشكل يومي مع مناظر الدماء والموت؛ لتصبح مشاهد اعتيادية قد لا تهتز لها أبدانهم.
المزيد:
