افتُتح أخيراً معرضُ الرياض الدولي للكتاب 2023، وفي أرجائه أجرينا بـ "سيدتي" جولةً، رصدنا خلالها أركانه المتنوعة، التي تمتدُّ على مساحةٍ، تزيد عن 46 ألف مترٍ مربعٍ بوصفه أكبر معرضٍ للكتاب في السعودية، بل والأكبر عربياً أيضاً.
ويشارك في المعرض، الذي يشتمل على برامجَ ثقافيةٍ وفعالياتٍ تناسب جميع الفئات العمرية، دورُ نشرٍ، وهيئاتٌ ومؤسساتٌ ثقافيةٌ، تقدِّم آخر إصداراتها وعناوينها للزائرين، إلى جانب دورٍ عالميةٍ، تعرض مقتنياتها النادرة من الكتب والمخطوطات المميَّزة، وعدداً من اللوحات الفنية.
وتستمرُّ أعمالُ هذه الدورة عشرة أيامٍ، ويجمعُ المكان أحدث الإصدارات من مختلف صنوف الآداب والفنون وسط مشاركة أكثر من 1800 دار نشرٍ في 800 جناحٍ، منها 70 دارَ نشرٍ فرنسية عبر مبادرة "الرياض تقرأ الفرنسية"، بينما تحلُّ سلطنة عُمان ضيفَ شرفٍ في العام الجاري.
تشريفٌ لعُمان
في بداية جولتنا، التقينا عواطف بنت علي الفزاري، رئيس قسم المرسم في الجمعية العُمانية للفنون، فأوضحت لنا أن "مشاركة عُمان في دورة العام الجاري من معرض الرياض الدولي للكتاب مميزةٌ بكل معنى الكلمة"، وقالت: "تشريفٌ لنا أن نكون الدولة الضيف في المعرض، ومن جهتنا في الجمعية، نشارك بـ 17لوحةً، أبدعها 11 فناناً وخطاطاً ومُزخرِفاً، تتحدَّث في موضوعاتها عن عُمان، وطبيعتها، وما تشتهر به وتنعم به". مضيفةً: "ركَّزنا كثيراً في أعمالنا على الخط العربي، فلدينا لوحاتٌ جميلةٌ من أفضل الخطاطين والمزخرفين الذين اخترناهم بعنايةٍ للمشاركة في المعرض، وسعيدةٌ جداً بذلك، وقد لفت انتباهي الجهودُ الكبيرة المبذولة من القائمين عليه حتى يظهر بأفضل مستوى".
ننظم كافة الفعاليات الثقافية
منصور العتيق، من إدارة المعرفة والأبحاث في مركز الرياض للدراسات والأبحاث والاستشارات والتجارب الثقافية، عرَّف بالمركز ودوره في المعرض قائلاً: "نُعدُّ في مركز الرياض للدراسات الشريكَ الثقافي للمعرض، إذ ننظِّم كافة الفعاليات الثقافية من محاضراتٍ، وندواتٍ، وأمسياتٍ شعرية". مضيفاً: "نحن مركزٌ غير ربحي، نُعنى بالبحث الثقافي، والدراسات، وسعداء جداً بالمشاركة في دورة 2023 من معرض الرياض الدولي الكتاب".
السعوديون شعبٌ قارئ
وأثنى الدكتور حسين هاني كرم، مدير دار كلينيكوم للنشر والتوزيع في الكويت، على فعاليات المعرض، لافتاً إلى أنَّ "هذه المشاركة الثانية لنا في معرض الرياض الدولي للكتاب، وقد أعجبني كثيراً الإقبالُ الكبير على أركانه من قِبل الزوار، خاصةً جناحنا"، وقال: "هذا الأمر دليلٌ على أن الشعب السعودي، خاصةً في العاصمة الرياض، شعبٌ قارئ ومتذوقٌ لكل الآداب والعلوم، وعليه أتوقَّع أن يزداد عدد الحضور خلال الأيام المقبلة".
وعن الكتب التي يستعرضونها في الجناح، ذكر: "أغلب أعمالنا، هي من الروايات، وهذا ما يميِّزنا عن غيرنا".
مجموعةٌ ناطقةٌ من الكتب
أما عبدالرحمن محمد، من دار مناهج للطفولة والنشر والتوزيع، فكشف عن أنهم يتخصَّصون في كتب الأطفال من سنين الطفولة الأولى حتى عمر 15 عاماً، وقال: "لدينا كتبٌ ومجموعاتٌ ناطقةٌ، يصل عددها إلى 21 كتاباً خاصاً باللغة العربية، في مقدمتها كتب الحروف العربية التي تنقسم إلى حلقات الحروف، وأخلاق السلوك، وهناك كتبٌ لتعليم الأرقام والحساب، وأخرى لبناء الشخصية، وقصصُ جزء عم التي تعمل بالقلم، إذ يتمُّ الإشارة بالقلم على الكلمة، فيبدأ الكتاب بإصدار صوتٍ، وهي كتبٌ تفاعليةٌ مع الطفل، حيث يستطيع أن يتعلَّم الحروف العربية بنفسه من الكتاب الناطق بمجرد الإشارة عليها بالقلم"، لافتاً إلى أن مثل هذه الكتب تنمِّي المهارات لدى الطفل.
الروايات أكثر طلباً
وذكر دلي العنزي، المدير العام لدار قرطاس للنشر والتوزيع في الكويت، أنهم حرصوا على المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، لأنه يعدُّ من أهم المعارض وأكثرها نجاحاً في الشرق الأوسط.
وحول الكتب التي تعرضها الدار، قال العنزي: "نقدم كتباً متنوعة الخطوط، إذ لدينا كتبٌ لتطوير الذات، وأخرى سياسية، إضافةً إلى الروايات، وكتب السيرة الذاتية والأطفال، لكننا لاحظنا أن الإقبال الأكبر في المعرض، هو على الروايات، فجمهورها عادةً ما يكون أكبر من محبي الكتب الأخرى".
اقرأ المزيد
