القراءة ليست مجرد تلاوة لحروف وكلمات، وإنما هي تفكر وحيوات بين الصفحات، ويُعد كتاب الأفكار التي غيرت العالم لمايكل ماندل بوم، أستاذ السياسة الخارجية الأمريكية بمدرسة الدراسات المتقدمة بجامعة جونز هوبكينز؛ أحد الكتب المهمة التي قدمت وثيقة مهمة عن خطوط التصدع في القرن الحادي والعشرين من العولمة إلى الإرهاب، ومن صراع القوى العظمى إلى الأمن المشترك. ويذهب ماندل بوم إلى أن هناك ثلاث أفكار تسيطر على العالم: «السلام باعتباره الأساس المفضل للعلاقات بين الدول، والديمقراطية بوصفها الطريقة المثلى لتنظيم الحياة السياسية، والأسواق الحرة باعتبارها الأداة التي لا غنى عنها لخلق الثروة».
وفي ظل الدعوة لاستعادة ألق القراءة وزخمها ، تقدم «سيدتي» قراءتها الأسبوعية لكتاب الأفكار التي غيرت العالم.
اسم الكتاب: الأفكار التي غيرت العالم
المؤلف: مايكل ماندل بوم
بالفصل الأول تحدث المؤلف عن الأفكار التي طرحها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتكوين النظام الدولي الجديد، وبعد مرور ثمانية عقود؛ أصبحت هذه المجموعة من الأفكار وهي: «السلام والديمقراطية والأسواق الحرة» تسيطر على الشؤون الدولية ليس بمعنى أن كلاً منها تم اعتناقه بحماس وتطبيقه بإخلاص، وإنما بمعنى أنه لم تكن هناك أفكار منافسة لها معلنة تماماً وذات فعالية سياسية واضحة، وبعد أن قدمها ويلسون للعالم في البداية كان مطلوباً تحقيق النصر في صراعين تاليين لكى يكتسب هذا الثالوث الويلسوني سطوة عالمية، أحد هذين الصراعين وهو الحرب العالمية الثانية كان الأكثر دموية في تاريخ البشرية، أما الصراع الآخر وهو صراع أطول انتهى بانتصار الصيغ الويلسونية الليبرالية لتنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والاحتفاظ بوضع أمن في عالم مؤلف من دول ذات سيادة؛ فقد كانت تمثله الحرب الباردة، وهي موضوع الفصل الثاني.
يتألف المركز والمحيط الخارجي من دول ذات سيادة لا تزال تحتفظ في القرن الحادي والعشرين بما كان لها في الماضي من أهمية، وهي موضوع الفصل الثالث الذي يعرض خريطة سياسية للعالم المعاصر ويتضح منها أنه كما كان الحال في الماضي، تتمتع بعض الدول بأهمية أكبر من البعض الآخر، وتتمتع ألمانيا واليابان بأهمية خاصة، لأن اعتناقيهما مبادئ الأسواق الحرة والديمقراطية والسلام في النصف الثاني من القرن العشرين بعد أن شنتا حرباً ضدهما في النصف الأول منه؛ كان له تأثير في التاريخ الحديث، فقد أدى تحولهما من عدوين إلى نصيرين لليبرالية إلى تحسين وتعزيز موقف الثالوث الويلسوني في العالم، وشكل سابقة شجعت دولاً أخرى على اعتناق هذه الأفكار الليبرالية.
لقد أوجدت العلاقة الجديدة بين مركز العالم ومحيطه الخارجي ملمحاً مثيراً للسخرية في عالم ما بعد الحرب الباردة، حيث أصبحت ممارسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ذات السيادة؛ أسهل نظرياً وأصعب عملياً، فقد تم فتح ثغرة عريضة في القانون الدولى لجعل التدخل مشروعاً بدرجة أكبر. إلا أنه في الوقت نفسه أصبحت الدول القادرة على التدخل أقل استعداداً لاستغلال هذه الثغرة.
وفي ظل الدعوة لاستعادة ألق القراءة وزخمها ، تقدم «سيدتي» قراءتها الأسبوعية لكتاب الأفكار التي غيرت العالم.
اسم الكتاب: الأفكار التي غيرت العالم
المؤلف: مايكل ماندل بوم
- كتاب مثير للإعجاب
قيل عنه إنه كتاب «مثير للإعجاب»؛ حيث يطرح ماندل بوم موضوعه بشكل أنيق ومقنع ينم عن دراية واعية بالقوى الدبلوماسية والاقتصادية التي تربط عالمنا المعاصر معاً.بالفصل الأول تحدث المؤلف عن الأفكار التي طرحها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتكوين النظام الدولي الجديد، وبعد مرور ثمانية عقود؛ أصبحت هذه المجموعة من الأفكار وهي: «السلام والديمقراطية والأسواق الحرة» تسيطر على الشؤون الدولية ليس بمعنى أن كلاً منها تم اعتناقه بحماس وتطبيقه بإخلاص، وإنما بمعنى أنه لم تكن هناك أفكار منافسة لها معلنة تماماً وذات فعالية سياسية واضحة، وبعد أن قدمها ويلسون للعالم في البداية كان مطلوباً تحقيق النصر في صراعين تاليين لكى يكتسب هذا الثالوث الويلسوني سطوة عالمية، أحد هذين الصراعين وهو الحرب العالمية الثانية كان الأكثر دموية في تاريخ البشرية، أما الصراع الآخر وهو صراع أطول انتهى بانتصار الصيغ الويلسونية الليبرالية لتنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والاحتفاظ بوضع أمن في عالم مؤلف من دول ذات سيادة؛ فقد كانت تمثله الحرب الباردة، وهي موضوع الفصل الثاني.
- تأثير الصراعات الأخرى التي نشبت في العصر الحديث
يتناول ماندل بوم في الفصل الثاني: ما أنتجته تأثيرات الصراعات الأخرى نفسها التي نشبت في العصر الحديث من تغييرات واسعة وجذرية في حكومات أغلبية بلدان العالم، حيث أكد حدوث ذلك دون انتهاج الطريقة المألوفة المتمثلة في القتال العنيف الممتد زمنياً، ولقد كان لتأثيرات الحرب الباردة سبب مختلف يُعد الأقدم بين جميع العمليات التاريخية؛ انتشار الأفكار والمؤسسات والممارسات والمنتجات الجديدة من مركز العالم حيث يتم تأسيسها إلى محيطه الخارجي الذي يتبناها.يتألف المركز والمحيط الخارجي من دول ذات سيادة لا تزال تحتفظ في القرن الحادي والعشرين بما كان لها في الماضي من أهمية، وهي موضوع الفصل الثالث الذي يعرض خريطة سياسية للعالم المعاصر ويتضح منها أنه كما كان الحال في الماضي، تتمتع بعض الدول بأهمية أكبر من البعض الآخر، وتتمتع ألمانيا واليابان بأهمية خاصة، لأن اعتناقيهما مبادئ الأسواق الحرة والديمقراطية والسلام في النصف الثاني من القرن العشرين بعد أن شنتا حرباً ضدهما في النصف الأول منه؛ كان له تأثير في التاريخ الحديث، فقد أدى تحولهما من عدوين إلى نصيرين لليبرالية إلى تحسين وتعزيز موقف الثالوث الويلسوني في العالم، وشكل سابقة شجعت دولاً أخرى على اعتناق هذه الأفكار الليبرالية.
- الولايات المتحدة العضو الأبرز في مركز العالم
تظل الولايات المتحدة العضو الأبرز في مركز العالم في مستهل القرن الحادي والعشرين، إن أمريكا تقع في قلب المركز، وإذا لم تكن مصادفة أن الهجوم على النظام العالمي استهدف واشنطن عاصمتها السياسية ونيويورك مركزها المالي، وتمتلك الولايات المتحدة أكبر رصيد من القوة العسكرية والاقتصادية وتتحمل المسؤولية الأثقل في الدفاع عن المؤسسات والممارسات العالمية التي تجسد الثالوث الويلسوني والحفاظ عليها، ويتوقف مصير النظام الليبرالي العالمي إلى حد كبير على مدى استعداد وقدرة الولايات المتحدة على الوفاء بهذه المسؤوليات وتلك مسألة تناولها الكاتب بأحد فصول كتابه بالدراسة، فبحسب المؤلف قوة السوق هي قوة مسيطرة على العالم، تقابلها العديد من التحديات.- الانفصال العظيم
يقول ماندل: "الأمر المؤكد أنه بعد انقضاء عقد علىانتهاء الحرب، لم تكتنف السعادة كل جزء في العالم."لقد أوجدت العلاقة الجديدة بين مركز العالم ومحيطه الخارجي ملمحاً مثيراً للسخرية في عالم ما بعد الحرب الباردة، حيث أصبحت ممارسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ذات السيادة؛ أسهل نظرياً وأصعب عملياً، فقد تم فتح ثغرة عريضة في القانون الدولى لجعل التدخل مشروعاً بدرجة أكبر. إلا أنه في الوقت نفسه أصبحت الدول القادرة على التدخل أقل استعداداً لاستغلال هذه الثغرة.