النوم صحة وعافية للصغير والكبير معاً، وحصول الطفل على ساعات نوم كافية يعد من الأمور الهامة جداً لنموه؛ حيث يستعيد الجسم طاقته، ويستريح الدماغ، والمدهش معرفة أن ذروة هرمون النمو يفرز خلال النوم أيضاً.. خاصة في الساعات الأولى لاستغراق الطفل في نومه- قبل الساعة 12 مساءً-، بل إن 90% من النمو الطولي عند الأطفال والمراهقين تحدث أثناء النوم المتواصل في الليل.
ولكن مع مستجدات العصر، وانجذاب الصغار للألعاب الإليكترونية بشكل مبالغ.. بدأ الطفل يتأخر عن موعد نومه، ويطيل السهر أمام الشاشات، بجانب أسباب أخرى.. وعلمياً نوم الطفل ليلاً يختلف عن نومه ساعات النهار. التقرير يحوي تفاصيل كثيرة عن عملية النمو، وساعات نوم الطفل وأضرار قلة النوم. اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور نادر العادلي للسؤال والتوضيح.
عملية نمو الطفل
- يُعد النمو من العمليات المعقدة التي تتطلب عدداً من الهرمونات لتحفيزها ودعمها، ومساعدة العمليات الحيوية البدنية والعقلية التي تحدث في الدم، والعضلات، والعظام، ومختلف أعضاء الجسم لكون الطفل في مراحل نمو عميقة أو أقل عمقاً.
- يُعتبر هرمون النمو البشري من أهم تلك الهرمونات، والذي تفرزه الغدة النخامية بالمخ، ويتأثر معدل إنتاجه بالكثير من العوامل مثل الإجهاد، والتغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، والنوم أيضاً.
- وعلمياً تنمو أعضاء الأطفال في الليل خاصة العظام، ومع الاستلقاء واختفاء ضغط وزن الجسم على العظام، تنفتح لوحات نمو العظام لتستطيل وتنمو، لدرجة يستيقظ الطفل أحياناً متألماً من وجع ساقيه.
هل تدركين.. كيف تضبطين الساعة البيولوجية للنوم عند أطفالك؟
تأثير تأخر الطفل في النوم
- لهذا فإن تثبيت مواعيد نوم الطفل تساعد على دعم صحته الجسدية، والنفسية، والمعرفية، وقلة ساعات النوم ينتج عنها: اضطراب في ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين، والسمنة، واضطرابات المزاج، ونقص الانتباه.
- يفرز هرمون النمو طوال اليوم، لكنه يصل إلى حدوده القصوى عند الأطفال أثناء النوم مساءً، و في المرحلة الأولى من النوم الليلي العميق، قبل منتصف الليل، حيث يركز الجسم في هذا الوقت على النمو الجسدي.
- وتمثل كمية هرمون النمو المنتجة في تلك الفترة التي تلي استغراق الأطفال في النوم، حوالي 48% من إجمالي هرمون النمو المفرز.
- ولهذا يؤثر تأخر الطفل في النوم مساءً بصورة سلبية على مدة هذه المرحلة، نتيجة لتأثر الساعة البيولوجية بضوء النهار وتحكمها بالتبعية في هرمونات اليقظة والنوم، لذلك يوصى دائماً بالنوم المبكر للأطفال لضمان نمو منضبط ومثالي.
عدد ساعات النوم اللازمة للطفل
- تختلف عدد ساعات النوم اللازمة لنمو الطفل الصحي تبعاً لعمره، حيث يحتاج الأطفال في عمر ما قبل المدرسة أو رياض الأطفال إلى ما يتراوح بين 10، و12 ساعة يومياً، مع بعض القيلولات طوال اليوم.
- وتقل مرات القيلولة مع وصول الطفل عمر الخامسة، بينما يحتاج الأطفال في المرحلة الابتدائية إلى ما بين 9 و11 ساعة يومياً، تمثل تلك الأرقام متوسط عدد ساعات النوم الذي يختلف من طفل لآخر بنسبة بسيطة.
أضرار قلة النوم
- بطء نمو الطفل أو توقفه، حيث يعجز بعض الأطفال عن إنتاج ما يكفي من هرمون النمو لأسباب مختلفة، ويزيد الحرمان من النوم الوضع سواء.
- يؤدي نقص هرمون النمو إلى عدد من المشكلات الصحية في الرئة، والقلب، والجهاز المناعي للطفل.
- بجانب ضعف المهارات الحركية والتركيز خلال ساعات النهار، مما ينعكس على المستوى الدراسي وسلوكيات الطفل.
- كما تتغير مستوى هرمونات الجسم الأخرى مثل؛ الهرمونات المسؤولة عن الشهية والشعور بالجوع والشبع
- وينعكس ذلك كله على سلوكيات تناول الطفل للطعام؛ مثل الإفراط في تناول الكربوهيدرات عالية السعرات.
العلاقة بين اضطرابات النوم ومعدل النمو
- يوجد عدد من مشاكل واضطرابات النوم تتسبب في عدم حصول الطفل على القدر الكافي من النوم العميق، والذي يحدث في وقت مبكر من الليل (الثلث الأول).
- وبالتالي يتوقف إفراز هرمون النمو، والذي يظهر أثره واضحاً في اختلاف معدل نمو الطفل تبعاً لمنحنيات وجداول النمو المعروفة.
- كما تحدث الاضطرابات عندما يعاني الطفل من انسداد في مسالك الهواء العلوية، والتي تظهر في الشخير أو توقف التنفس، مما يسبب استيقاظ الطفل لا إرادياً لفتح مجرى الهواء، واستئناف التنفس الطبيعي في عملية متكررة
- وكثيراً ما تؤثر عملية الاستيقاظ المتكرر على استغراق الطفل في النوم العميق، وينعكس ذلك على تغير في معدل إفراز هرمون النمو، وذلك نتيجة السهر على سبيل المثال.
- وهناك حالة توقف التنفس أثناء النوم، أو متلازمة تململ الساقين، ويتعافى غالبية الأطفال منها، ويعودون إلى مسار النمو الطبيعي مثل أقرانهم.
نصائح حول نوم الأطفال
- من الصعب تثبيت مواعيد النوم بالنسبة للأطفال، بينما توجد بعض الإرشادات للمساعدة في تنظيم مواعيد نوم الطفل مثل: جعل النوم أمراً إيجابياً ومثيراً للحماسة لدى الطفل، عن طريق ربط النوم بأنشطة الطفل وإنجازاته اليومية الرائعة التي حدثت بسبب نومه المبكر أو حصوله على قيلولة.
- الاهتمام بالطعام والوجبات الغذائية الصحية غير المشبعة بالدهون، والغنية بالمعادن، والفيتامينات، والبروتينات، الكربوهيدرات المعقدة، والابتعاد عن الوجبات السريعة غير الصحية والأطعمة المصنعة.
- تُعد العلاقة بين النوم وهرمون النمو علاقة وثيقة، حيث يتأثر معدل إفراز هرمون النمو بعدد ساعات النوم العميق التي يحظى بها الطفل.
- ما يجعل اضطرابات النوم على اختلافها أحد أسباب نقص هرمون النمو، نظراً لأن معظم إنتاج هرمون النمو يحدث في المرحلة الأولى من النوم قبل منتصف الليل.
- وبالتالي فإن سهر الطفل إلى وقت متأخر، أو اضطراب نمط النوم لأي سبب، يؤثر سلباً على إفراز هرمون النمو، وبالتالي معدل نمو الطفل أو البالغ.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.