علامات عدم الارتياح للخاطب

الخطوبة من المراحل المهمة في حياة كلا الخطيبين، والتي لا ينبغي إهدارها تحت وطأة المشاعر الفياضة، والآمال البراقة، والعواطف المتأججة، وكثير من التصنع والتكلف الذي يجعل كل طرف يحاول أن يظهر بصورة مختلفة عن حقيقته فيرتدي عباءة مزيفة من التصرفات والسلوكيات المصطنعة التي تظهره أقرب للكمال في مخالفة سافرة للواقع، ولهذا ينبغي أن يكون كل من الطرفين حذراً فى التعامل، يفكر بالتفاصيل الصغيرة التي تصدر عن الطرف الآخر، والتي قد تكون لها أبعاد أكثر عمقاً خاصة لو لم يسبق الخطوبة فترة تعارف كافية، وعندما يجد أي من الطرفين شعوراً ولو بسيطاً بعدم الارتياح لا بد من دراسته والتوقف عنده؛ لأن ذلك قد يكون دلالة على أمر أكثر عمقاً. بالسياق التالي "سيدتي" التقت هاني عطا الله مستشار العلاقات الأسرية والتربوية ليخبرك عن علامات تجعلك تشعرين بعدم الإرتياح للخاطب.

عدم الارتياح ناقوس خطر

يقول عطا الله لـ"سيدتي": تعتبر الخطبة فرصة رائعة وكبيرة للطرفين للتعرف على بعضهما، ومعرفة مدى القبول والراحة الموجودة بينهما، ولكن في بعض الأحيان تظهر بعض العلامات التي تشير إلى عدم الارتياح والقبول من أحد الطرفين وتجعل الخطيبة تتوجس خفية من شريكها المستقبلي، كعدم انشراح الصدر إليه والتنبؤ بالابتعاد عنه، فيدق ناقوس الخطر في العلاقة، وهنا لابد من إعادة التفكير مرة أخرى، فمن حق كل طرف إذا لم يشعر بالأمان والاستقرار إنهاء الخطوبة فوراً دون تردد، لأن أساس الخطبة هو توافر الراحة والقبول بين الشخص الخاطب ومخطوبته.

علامات تنبئ بعدم الارتياح للخاطب

• الظهور بقناع زائف

في هذه المرحلة قد يسود السلوك المتصنع للظهور بمظهر لائق ومناسب للطرف الآخر، فيرتدى الخطيب قناعاً زائفاً ليظهر بشخصية أخرى غير شخصيته أمام خطيبته وأمام الآخرين، فيظهر بصورة الشريك المثالي الطيب القلب، والظهور بمظهر الشاب الطيب الملتزم، حتى يتمكن من دخول قلب خطيبته وقلوب الناس ليحقق غاياته، وفجأة يظهر الوجه الحقيقي وينزع القناع الزائف الذي كان يرتديه وتظهر شخصيته العصبية المتقلبة المزاج، فبالتأكيد ستعيد الفتاة رأيها وخصوصاً بعد عدم ارتياحها للقناع الجديد التي لم تعتد عليه.

• انعدام الثقة

انعدام الثقة قد يؤدي إلى تأجج الشعور بعدم الارتياح، وقد يكون سببَاً في البعد عن الشريك، يتبعه عادة الشك والقلق، بل من الممكن أن تدمر العلاقة بالكامل خاصة إذا كانت هناك ثقة من قبل، وانعدام الثقة يؤدي إلى عدم الاستقرار العاطفي، فينتهي الشعور بالأمان والثقة، وتنتهي الحياة المستقرة، وتحل محلها مشكلات لا نهاية لها، وقد يكون بسبب الكذب أو الخيانة او الاستهتار بالعلاقة، فالتعامل مع إنسان مخادع، الأمر الذى يجعلها تشعر بعدم الاستقرار وعدم الراحة والأمان، والارتباط الناجح يقوم على الثقة المتبادَلة.

• عدم وجود الاستعداد المادي

التحضير للزواج يحتاج إلى مصاريف كثيرة، وعدم الاستعداد مادياً هو أكبر تحديات الشباب والزواج، وحتى لا يصطدم مشروع الزواج بأي عوائق مادية، وهنا يظهر الخطيب بعدم اهتمامه بطول فترة الخطوبة بل ويطلب تمديدها لفترة جديدة بحجة زيادة فترة التعارف، فإن كان خطيبك غير مستعد مادياً، فلا تقدمي على خطوة الزواج، لأنه إن كان جاداً، فسيسعى جاهداً بكل الطرق والسبل للحصول على المال لتكملة الزواج.

• ضعف الشخصية

حلم أي فتاة هو الارتباط برجل قوي الشخصية يستطيع تولى زمام الأمور بمفرده، عن الارتباط بشخص ضعيف الشخصية يَتَّصف بالكسل، ويُلقي كل المسؤوليات على عاتقك، ويتهرّب من الحديث عن الزواج ومستقبله معك، ويتجنّب الحديث في الأمور الجدّية بشكل عام، ولا يستطيع تحمل أي مسئولية، بالتأكيد سيؤثر ذلك بشكل سلبي على نفسية الفتاة خاصة أنه لا يستطيع تحمل المسئولية واتخاذ القرار بمفرده.

• عدم التفاهم والتوافق الفكري والثقافي

التوافق هو قدرة كل من الشريكين على التواؤم معا ومع مطالب كل منهما للآخر، فيكونان متوافقين إذا كانت سلوكيات كل منهما مقبولة من الآخر، فالتوافق الفكري والثقافي من أهم مقومات العلاقة العاطفية السليمة بين الطرفين وعدم وجوده سينهي العلاقة بسهولة، حيث أنه يساعد في تكريس مزيد من التفاهم في الحياة المستقبلية للخطيبين ويهيئ فرصاً أكبر للتجانس بينهما، وعدم وجوده يكون السبب في كثير من عدم الارتياح بين الطرفين، ومن ثمّ يحدث نفور وعدم ارتياح في العلاقة.

• عدم الاحترام والتقدير

الاحترام والتقدير بين الخطيبين هو قيمة في حد ذاته، ولابد من الحفاظ عليهما ومراعاتهما، وفترة الخطوبة هي فترة لابد أن يكون بها كل احترام وتقدير بين الطرفين والشعور بعدم الارتياح نتيجة فقد الاحترام والتقدير لشخصية الفتاة ولرأيها ولقراراتها الخاصة بها وأهدافها فى الحياة لا بد من التوقف عنده، فعدم مراعاة الاختلافات الجذرية في الميول والاتجاهات والمشاعر والتفكير، سيعني وجود خلل بهذه العلاقة ولابد من إعادة النظر فيها.

• كثرة الخلافات وعدم القدرة على حلها

إذا تطورت أي خلافات وازداد تعقيدها بين الخطيبين قبل الزواج، فإذا كانت الخلافات بسيطة وسرعان ما تنتهي بالتفاهم والحوار الراقي والوصول الى حل مشترك يرضي الطرفين، فهذا يبشر باستمرار العلاقة، أما إذا كانت المشاكل لا يتم الوصول إلى حل لها ولا يتم استخدام أسلوب راقٍ ومتحضر للحوار وإصرار كل من الطرفين علي موقفة، ولا يقدم أي طرف التنازل عن موقفة، بل يزداد تكرار الأخطاء والعتاب والتوبيخ فهذا يؤكد أن هذه العلاقة ستنتهي عاجلا أو آجلا، وهذا يوضح بعدم وجود الحكمة والعقلانية والليونة في التصرف، بالتأكيد سيكون هناك عدم ارتياح في العلاقة ويجب إنهاؤها.

• التدخلات المستمرة من قبل الأهل والأصدقاء

عدم التمسك بالخصوصية في العلاقة بين الخطيبين، وحل مشاكلهما معاً بعيداً عن المحيطين، من الأشياء التي تعمل على حدوث الفجوة بينهما، وتدخل الأهل والأصدقاء في أي خلاف يعد شرخاً كبيراً في العلاقة، فتبدو العلاقة ضعيفة، لعدم القدرة لدى الخطيبين على حل وإدارة الخلافات والمشكلات فيما بينهما وهذا دليل واضح على قلة الخبرة الحياتية والقدرة على حل أي مشكلة ما في الزواج، فيحدث عدم ارتياح للخاطب لقلة خبرته وقدرته على حل الخلافات بمفردة.
كذلك يمكنك بالسياق التالي التعرف إلى أكثر مشاكل الخطوبة شيوعاً